أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ناهده محمد علي - العُنف ضد المرأة .














المزيد.....

العُنف ضد المرأة .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 01:54
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


يبقى العنف الممارس ضد المرأة السمة المميزة لكل العصور وفي كل بقاع الأرض لا يحده مكان أو زمان ولا تحده ثقافة أو تخلف ويجمع بين المتحظرين والمتخلفين .
لا أتحدث هنا عن تأريخ العنف عبر العصور ضد المرأة ولكني سألتقط شواهد ملموسة وأُحللها وهي خير دليل على أن العنف لا يحده المستوى الثقافي ولا الإجتماعي بل هو ظاهرة إجتماعية خطرة تنبع من تضاربات عقلية وحسية ضد المرأة يمكن أن تصدر من مستويات ثقافية عالية نتيجة عدم تقبل باطني لموقف محدد مع المرأة أو مواقف عديدة وتعالي ذكوري على ضعف المرأة وإتخاذ للقرار عنها حتى لو كان قراراً يخص الحياة أو الموت أو يخص مستقبل المرأة أو معايشتها وأخذ سريع لزمام الأمور وقد يكون بمستويات مختلفة ما بين الرفض السهل والرفض المتوحش , كأن يرفض مثلاً رجل متحضر ترْك زوجته أو صديقته له , وقد يكون رد الفعل لهذا الموقف عنيفاً جداً وقد يصل الى درجة القتل , فهنا لدينا مثلاً رجل أكاديمي نيوزيلندي قام بقتل صديقته بطعنها بالمقص مئة طعنة بمجرد أنها أنهت علاقتها معه , وقد يصدر هذا الفعل عن رجل متخلف وفي مجتمع شرق أوسطي كالعراق حين دخل ذات رجل عاطل عن العمل الى صيدلية ليحصل على نوع من أنواع المخدرات الطبية وحينما رفضت الصيدلانية الشابة بيعه هذه المخدرات قام بقتلها وطعنها مئة طعنة ايضاً ؟ , والغريب أن الرجلين لن يجدا غير المقص والسكين وسيلة للتعامل مع المرأة , يجمع بين هذين الرجلين ضعف التوازن الذي قد يصل الى حالة العنف والتي لن يجدا لها حلاً إلا بالقتل , وهناك ايضاً خلل نابع من طريقة تحليلهما للأمور وإستنتاجاتهما , وقد إستطاعا حتماً أن يتلافا هذه الحالة في الحياة العادية لكنهما لن يستطيعا أن يتلافاها في الحياة الحسية والعاطفية وهي الحاسمة بالنسبة للكثير من الرجال , فالأول رفض عقله إنهاء علاقته الحسية والثاني رفض عقله الصحو المفروض عليه لعدم قدرته على تناول وجبته من المخدرات .
وقد يفضل البعض ممارسة العنف أثناء الحياة العملية ويُظهر تأزمه أو يحقق ذاته فيه , وقد يفضل البعض الآخر أن يحقق ذاته ويثأر لها في علاقاته العاطفية وهذا هو منحى العرب بشكل عام .
إن ظاهرة العنف ضد المرأة في الدول العربية قد تأتي لأسباب واهية كالإشتباه الأخلاقي , ويتفنن المجتمع العربي في التخلص من المرأة في هذه الحالة , فقد تُجبر على الإنتحار بوسائل مختلفة لكي يبدو الموت بعيداً عن المشتبه بهم , أو أن يقوم المجتمع بعملية إعدام علنية أمام الجمهور كما حدث أكثر من مرة في أفغانستان حيث أُعدمت نساء في الساحات العامة بسبب الإشتباه بهن من قِبل أزواجهن , وربما كان الزوج راغباً في التخلص من زوجته , وهناك ايضاً أسلوب الرجم حتى الموت , ويذكرني هذا بالعصور الوسطى حين كانت الكنيسة تأمر بحرق المرأة المشتبه بها , أو ماكانت تفعله بعض القبائل الهندية حيث كانت تُدفن المرأة وهي حيّة مع زوجها بعد موته , وليس بعيداً عنا ما كان يفعله الرجل العربي في الجاهلية حين كان يدفن إبنته وهي حيّة ايضأ خوفاً من العار , وليس بعيداً عنا ايضاً التجاوزات الأخلاقية على جسد المرأة كأن تُجرى لها عملية الختان , أو تُقسر على الزواج المبكر قبل سن البلوغ أو يُتاجر بها لغرض الإستفادة المادية بتزويجها وتطليقها لأكثر من مرة , وهكذا أصبح جسد المرأة عُرضة للمتاجرة وفق القانون .
إن المجتمع العربي يُصعد قيمه تجاه المرأة لكن هذه القيم لا تستخدم ضد الرجل , فلم نسمع يوماً أن رجلاً أُعدم بالرصاص لإتهامه بالزنى , إن قوانين العُرف الإجتماعي تتصلب في المجتمعات المتخلفة وتصبح المرأة فيها الحفرة التي تُرمى فيها كل المزابل , وتظهر في أوضاع المرأة كل أنواع الإحباط والظلم الإجتماعي التي يمر بها الرجل العربي , فيقوم بتفريغ إحباطه بالكيان المادي والروحي للزوجة والأطفال وكأنه يثأر لنفسه من مجتمعه , فهو يثأر لفقره وتهميشه من قِبل المجتمع , ويبقى الرجل في العالمين المتحضر والمتخلف منتقماً لذاته وهذا ما يجمع الإثنين مع إختلاف الأسباب , ويبقى العنف الذكوري تجاه المرأة مختلفاً في واقعه وظروفه لكن النتيجة واحدة وهي أن الجنس الأضعف من الجنس البشري يقع تحت الضغط المادي والأخلاقي للجنس الأقوى .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ناهده محمد علي - العُنف ضد المرأة .