أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟














المزيد.....

ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 22:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد سعدنا بالثورة—ثورة 25 يناير— على اعتبار أنها سوف تحقق الرخاء والسعادة لكل المصريين. لقد اعتقدنا أن المصريين سوف يغسلون دموعهم وينظفون ملابسهم من الأتربة التى علقت بها طوال حكم النظام السابق. اعتقدنا أن مصر سوف تسترد مكانتها بين الأمم العربية وتجلس فى مقعد القيادة لإنقاذ هذه الأمة التى ضلت الطريق بسبب أنظمة لم تتق الله فى شعوبها، فعاثوا فى الأرض فسادا وعملوا وتآمروا ضد الشعوب المغلوب على أمرها. كنا نظن أن الشعوب العربية لن تقوم مرة أخرى وسوف تظل فى سبات عميق حتى يوم القيامة. فلما قام الشعب المصرى من كبوته توسمنا خيرا فى مستقبله وفى مستقبل الشعوب العربية التى تحذو حذوها.


شعرنا بالطمأنينة حين تقدم الإسلاميون الصفوف فى مصر وأحس الشعب أن لهم رغبة فى نهضة حقيقية،فخرج ملبيا ندائهم فى التصويت للانتخابات أولا، أى الانتخابات قبل كتابة الدستور. المثير للدهشة أن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور لم تنتهى من مهمتها فى كتابة الدستور وبين الحين والآخر تخرج أخبار ما يدور فى أروقة مقر الجمعية وهذه الأخبار تأتى متضاربة وتعكس الخلافات والاختلافات التى تدور بين الأعضاء حيث يرغب كل فريق فى فرض رؤيته فى الدستور. الغريب أن أعضاء الشورى فى الجمعية منوط بهم حسم بقاء مجلس الشورى فى بنود الدستور مما يبين تضارب المصالح. وهذا الوضع يساهم فى ازدياد مخاوفنا على مستقبل البلاد.


وقبل أن ترسو سفينة الدستور إلى شاطئ الأمان شعرنا أن هناك من يقذف الحمم على الجماهير التى تقف فى انتظار السفينة. فيخرج علينا بعض الشيوخ ليوجهوا السباب لبعض الفنانات بل يتهمونهن بالزنا وارتكاب الفواحش على اعتبار أنهن يمثلن أفلاما مع الرجال. ويخرج آخر ليحذر عامة الناس من الانضمام لحزب معين وهو الدستور ويصدر فتوى أن التصويت لهذا الحزب حرام. من الملاحظ أن بعض البسطاء يصدقون مثل هذه الفتاوى الدينية حيث يمتزج الدين مع السياسة مع أنهما لا يلتقيان على أرض الواقع. فالدين يقوم على الثوابت حيث نحكم على الأشياء بالحلال والحرام ولا توجد منطقة رمادية كما الحال فى السياسة التى تقوم على قواعد مختلفة حيث نشاهد المناورات واللف والدوران وقلب الحقائق وأحيانا الكذب. من الواضح مثلا أن ما يحدث فى حزب النور السلفى من تطاحن وخلافات ومناوشات بين فريق الدكتور عبد الغفور وفريق المهندس أشرف ثابت يدخل فى باب الخلافات السياسية، فهذان الفريقان متفقان فى الأمور الدينية ومتوافقان على ضرورة تطبيق شرع الله على ارض الكنانة لكنهما مختلفان فى الرؤى السياسية وفى أولويات العمل السياسى.

وكذلك شاهدنا مدى التخبط الذى نمارسه والواقع المرير الذى نعيشه والذى انعكس بجلاء فى ردود الأفعال تجاه فيلم "براءة المسلمين" الذى نعتبره إساءة للرسول الكريم. لعل القارئ يصيبه الدهشة لو أدرك أن هذا لم يكن فيلما بالمعنى المتعارف عليه ولم يكن الممثلون معروفين فى الوسط الفنى بل هم أشخاص مجهولون ولم يكن ليلتف أحدا لهذا العمل أو يعيره اهتماما لولا الضجيج الذى حدث فى مصر ثم امتد إلى ربوع الأمة الإسلامية وهذا الضجيج جعل هذا العمل مشهورا حيث يسعى الناس دائما للتعرف على ذلك العمل الذى أغضب المسلمين، كما سعى البعض الآخر من أعداء الإسلام إلى نشر الفيلم فى مواقع مختلفة. واستغل البعض الآخر فرصة مقتل الأمريكيين فى ليبيا وحصار السفارة الأمريكية فى القاهرة وحرق السفارة الألمانية فى السودان لكى يقول إن هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون الذين لا يعرفون سوى القتل لأبرياء لا ذنب لهم في إنتاج الفيلم أو نشره.

من المؤكد أن هذه الأحداث سوف تجعلنا نتوقف قليلا لكى نحاسب أنفسنا ونتساءل هل ما نفعله يفيد الإسلام والمسلمين؟ وهل هذا يساعد فى نقل صورة طيبة عن المسلمين؟ وهل ما نصدره من فتاوى عنيفة تعكس طبيعة الرسول التى تتسم بالتسامح والمودة حتى مع الذين اختلفوا معه ونصبوا له العداء؟ وهل من الصواب أن نستغل الدين لتحقيق أهداف سياسية رخيصة؟ الإجابة واحدة على كل هذه الأسئلة والتساؤلات: لا لا لا.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا
- من ذكريات ثورة 25 يناير
- كابوس النفاق والتملق
- ثورة المرؤوسين فى مصر


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟