أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة















المزيد.....


صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الإسلام قد شوه صورة هذا الرجل العظيم في أخلاقه وكبريائه وهو الذي لم يفكر يوما بإبادة بني هاشم والمسلمين ولم يكن ليأخذ قومه في دين محمد ولم يخدعهم ولم يمكر بهم وكان كثير الاحترام للموتى من بني قومه ولا يقبل بأن يكفرهم أو يسفه عقولهم,وكانت معركة بدر التي توفى أو قُتل فيها أبا جهل ليست بسبب عداء قريش لمحمد وللإسلام وإنما بسبب خروج أبي الحكم وعتبة بن أبي ربيعة لحماية قوافلهم من قراصنة محمد الذين اعتدوا عدة مرات على القوافل التجارية ونهبوها نهبا باعتبارها غنائم حرب علما أنها ليست كذلك...هو رجل من أعظم رجالات قريش بل والعرب قاطبة,كان كثير الثقافة والعلم وقيل بأنه كان نصرانيا مؤمنا ولم يكُ وثنيا,وكانت كل قريش تشهد لأبي الحكم بأخلاقه العالية جدا ومعدنه الأصيل,كان على أخلاق رفيعة جدا منعته -يوم حاصر بيت محمد ومعه في شعاب مكةَ وأبطحها من كل قبيلة فارسا -من أن يتسور بيت محمد ويدخل عليه من فوق السور, وقال يومها الفرسان الذين جمعهم لأبي الحكم بعد أن طال انتظارهم لخروج محمد ولم يخرج: لماذا لا نقفز على بيته من فوق السور؟ فقال: لا يجوز أن ندخل البيوت إلا من أبوابها أو تريدون أن تقول العرب بأنني هتكت ستر بنات عمي؟ وقيل بأنه قال: لا واللات، حتى لا تقول العرب: إننا فزَّعنا بنات محمد‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!. فعلا كان بهذه الحادثة قد أثبت للناس وللتاريخ بأنه على خلقٍ عظيم ,زد على ذلك أنه رفض قتل علي بن أبي طالب وقد كان عليُ بن أبي طالب بنومه في فراش محمد قد خدع القوم ومع ذلك رفض أبو الحكم قتل علي انتقاما من محمد,وكان بذلك غنيا عن قول محمد:إنما جئتُ لأتمم مكارم الأخلاق. ذلك بأن خلقه الرفيع لم يكن بحاجةٍ إلى من يعلمه الأدب والاحترام لأنه أعرف بذلك من الناس برجاحة عقله وسمو أخلاقه العالية,وكان ممن يشهد له بالصدق وبالأمانة وبحدة الذكاء كان لقبه (أبو الحكم) من شدة ذكاءه وقوة رأيه وحججه المنطقية,ومن صفاته الجسدية والسيكولوجية أنه خفيف الوزن سريع الحركة حاد الوجه وحاد اللسان,حاد الصوت,واضحٌ جدا في كلماته قوي البصر والبصيرة,وكان لا يتأخر عن فعل أعمال الخير وإطعام الناس ولم يأتِ أي رجل من قريش بعملٍ طيب يطيل قامته بين الناس إلا وأتى مثله أو ضعفه مرتين, وكانت شيمه النبيلة تبتزُ شيمَ عمر بن الخطاب وكان خبيرا في الديانات التي كانت منتشرة في أرض الجزيرة العربية آنذاك لذلك لم يكن مقتنعا أبدا بنبوة محمد وكان من أشد المعارضين لها وكان صديقا لأبي طالب عم الرسول وحين حضرت أبو طالب الوفاة دخل عليه محمد وكان عنده (أبو الحكم-أبو جهل) فطلب محمد من عمه نطق الشهادتين فقال له أبو الحكم,أراغب عن دين آبائنا؟ فرد عليه وعلى محمد:بل على دين عبد المطلب أموت,وهذا يدل دلالة واضحة على عمق العلاقة الطيبة بين أبي الحكم وأبو طالب عم محمد ولى رفض الاثنان لموضوع نبوة محمد, اسمه عمرو بن هشام,وهو الذي تمناه الرسول بأن يكون مسلما لكي يكسب بإسلامه عامة الناس وخاصتهم لأنه ممن يُحتذَّ بحذوه وإذا سلك شِعبا من الشِعاب سلك الناس خلفه مثل تلك الشِعب,ولم يكن ثرثارا ولا مهذارا ولا ثقيل الدم, وكان قلبه قويا وكأنه من حديد, رفض الإسلام والدخول به وقال قولته المشهورة (لو تجرأ محمدٌ لقال بأن المسيح هو الحق),أما محمد فقد كان يتمنى أن ينصر الله الإسلام بأحد العمرين,إما بعمر بن الخطاب وإما بعمرو بن هشام الملقب بأبي الحكم وكان دائما ما يدعو بذلك, ويقال بأن محمدا هو من أطلق عليه لقب (أبو جهل) وهذا تاريخيا غير ثابت على الإطلاق,فكيف يلقبه محمد بأبي جهل ومن ثم يتمنى دخوله في الإسلام؟وهنالك احتمالٌ آخر أن يكون محمد نفسه فعلا قد لقبه بلقب أبي جهل من شدة غيرته منه وعدم قبوله للانضمام إلى باقي القطيع وقيل لأنه ضرب أسماء بنت أبي بكر على وجهها يوم هاجر محمد وأبو بكرٍ من مكة إلى المدينة على حسب بعض الروايات, كان رجلا قويا في كل شيء لذلك كان محمد كثير الاستمالة له من غير أن يستجيب أبو الحكم لاستمالته فهذا اللقب على ما أظن أطلقه عليه(الوليد بن المغيرة بن شعبه) لأن أبا الحكم كانت فيه خصلة الغضب السريع فكان على رجاحة عقله وسعة اطلاعه شديد الغضب وسريع الغضب ومن السهل استفزازه في بعض الأماكن,وكان ضعيفا في لهجات العرب المتعددة,وهذا ليس نقصا به فكل إنسان من السهل جدا أن نجد به بعض العيوب فلا يوجد إنسان كامل كما لا توجد ملائكة تمشي على الأرض,وقد أطلق عليه المغيرة بن شعبة هذا اللقب من باب المداعبة والمزاح معه وليس من بابٍ آخر, لذلك نجزم بعض الشيء بأن محمدا كان مصرا على أنَّ عمرو بن هشام ينطبق عليه لقب أبي الحكم قلبا وقالبا وكان لهذا السبب كثير التمني ليدخل في دعوته دعوة الدين الجديد.

وكان أبو الحكم يغضب من محمد ليس بسبب دينه الجديد وادعائه للنبوة وإنما بسبب تكفير محمد لآباء أبي الحكم وآباءه فمما يقال عن محمد بأنه قد كفّر أمه وأبيه وجده وجدته وكان يصفهم بالهالكين ولم يكن يترحم على آباء قريشِ وأمهاتهم ,وإذا كان رجلا مثل محمد يكفر آباءه وأجداده فكيف مثلا لا يكفر أبناء وأولاد أعمامه وأخواله ممن صدقت خئولتهم له وعمومتهم الأمر الذي أوغر صدر أبي الحكم عليه كثيرا, فقد كان يعتبر أبا أبي الحكم وجده وأمه كفارا وخالدين في النار,زد على ذلك تسفيهه لعقول آبائه وأجداده وآباء أبي الحكم وأجداده من بني مخزوم,وكان من شدة ذكاءه حين استمع المغيرة بن شعبة لقرآن محمد أن عمدَ إلى الجلوس إلى جواره في دار الندوة حزينا مهموما فسأله المغيرة عن سبب حزنه فقال: هذه بني مخزوم يجمعون لك المال ليعينوك على كبر سنك لأنهم يقولون عنك بأنك تجلس مع صحابة محمد لتنال من طعام أبي بكر بن أبي قحافة, فقال له: "ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟",وبهذه الخطة منع أبو الحكم الوليد بن المغيرة من الجلوس مع أصحاب محمد والاستماع إلى قرآنهم., وهنا التساؤل:إذ كيف يعتبر رجلٌ بهذا الذكاء جاهلاً؟.
وفي يوم مقتله بمعركة بدر قطع عبد الله بن مسعود رأسه وإذنه وحملهما إلى محمد بالمدينة,فضحك محمد وقال:أُذنٌ بأذن والرأس زيادة,وهذا إشارة إلى أن أبا الحكم قطع قبل ذلك أُذن عبد الله بن مسعود,وقال وقتها محمد عن أبي الحكم:هذا فرعون هذه الأمة.

لقد افترى المؤرخون والعربُ اليوم كثيرا على (أبي الحكم-أبي جهل) كثيرا ولم يذكروا لنا شيمه وأخلاقه النبيلة غير عداءه فقط لدين محمد رغم أن الرجل كان يتمتع بمزايا أخلاقية عظيمة,وقارنوا يا معشر المقارنين اليوم بين سلوك أبي الحكم وبين سلوك المسلمين اليوم وغشهم وكذبهم وخداعهم ومكرهم بأبناء جنسهم والنيل منهم, وقارنوا أيضا بين سلوك قريش مع محمد إبان دعوته وبين سلوك محمد مع أم قرفة التي شقها نصفين ثم خلع رأسها عن جسدها, قارنوا اليوم بين كذب الأئمة المسلمون وهم يخطبون على المنابر ويشتمون ويكفرون ويسفهون الناس, وقارنوا بين صدق أبي جهل وحكمته وعلو أخلاقه وبين سلوك الحكومات العربية اليوم وسلوك رجال يدعون أنهم مسلمون, إننا إذا قارنا بين أبي جهل وبين كبار رجال المسلمين اليوم سنقول بأن (أبا جهل-أبا الحكم) قياسا بمسلمي اليوم إن هو إلا رجلٌ عظيمٌ سيدخل الجنة وسينعم بالخلاص الأبدي.

وبعد كل هذا من العيب ومن العار أن يسب المسلمون أبا جهل وهو أكثر منهم نبلا وأخلاقا وحفظا للجوار وصدقا في المعاملات,وأبو جهل على حسب ما قرأت عنه اليوم بالنسبة لي أفضل من غالبية المسلمين في كل شيء وخصوصا أنه لم يكن مكارا ولا خداعا كما هم المسلمون اليوم.

رحمة الله عليك يا أبا الحكم ولدت حكيما وعشت حكيما ومتَ حكيما يوم قلت لعبد الله بن
مسعود وهو يحز رأسك بالسيف رغم أن أخلاقك العظيمة منعتك من قتل أبناء عمومتك: لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا رويعي الغنم" "



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللف والدوران
- كل المسلمين كفار
- إننا نبني كثيرا من الأسوار وقليلا من الجسور
- كتاب ال100 الخالدون عبر التاريخ
- دخول المستشفى
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج
- زيد بن ثابت رجل المهمات الصعبة
- زوجات الصحابة
- يحملونني مسئولية أخطائهم
- عملية حسابية صعبة
- رسالة مني إلى شخصي
- حرق القرآن


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة