أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لميس كاظم - مباركة حسني مبارك














المزيد.....

مباركة حسني مبارك


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اعطى الرئيس حسني مبارك مكرمة ثمينة للشعب المصري من خلال التعديل الذي سيجرى على المادة 76 من الدستور المصري المؤقت الذي يفضي بالسماح لأي مواطن مصري الترشيح الى منصب رئيس الجمهورية شرط أن يُزكى من قبل أعضاء مجلس الشعب أو مجلس الشورى المنتخبين فقط والغاء فقرة الإستفتاء الرئاسي التي مورست لمدة 24 سنة وأصبحت اليوم مودة قديمة.
في البداية لو لم يتكرم سيادة الرئيس بهذا التعديل هل يجرء أحد أن يُعدل على غلاف الدستور المؤقت ، فهكذا هي ديمقراطية القيادة السياسية في مصر ، ديمقراطية يقّطرها الرئيس على شعبه الظمأن قطرة بعد قطرة وتدرج كلها تحت يافطة الإصلاح السياسي والديمقراطية، أي إصلاح وأي ديمقراطية تلك التي تأتي كصدقة من رئيس متخم بالقوانين الجائرة بحق شعبة.
إن هذا التعديل جاء نتيجة الضغط الخارجي والداخلي الذي تعرض له الرئيس في الفترة الأخيرة ، إذ إن هذه الخطوة جائت بعد اسبوع من خطاب الرئيس الأمريكي بوش حول ضرورة تطبيق سياسة الشرق الأوسط الكبير في المنطقة وإجراء الأصلاحات السياسية وحدد اول هذه البلدان هي مصر.
جاء هذا التعديل الدستوري بعد أن ظهرت بوادر الأحتقان السياسي والأحتجاج الجماهيري في مصر ،على توريث الرئاسة لأبنه كما حدث في المغرب والأردن وسوريا.
فهل الشعب المصري محتاج في الوقت الحاضر لمثل هذا التعديل؟ ومن هو المسفيد من هذا التعديل؟
إن هذا التعديل لايعتبر إنجاز ديمقراطي للشعب المصري بل إنه يضيف نقطة أيجابية لرصيد الرئيس نفسه بإنه أجرى التعديلات والأصلاحات المطلوبة منه. أن الشعب المصري بحاجة ماسة الى ديمقراطية جماهيرية, ومؤسساتيه حقيقية تنهض في حاجات المجتمع الأساسية ، كإجراء إنتخابات في عموم مؤسسات المجتمع المدني والسلطات الثلاث والغاء حالة الطوارئ والغاء المعتقلات السياسية وإعادة كتابة وإقرار الدستور الدائم الذي يضمن حماية حرية وحقوق المواطن ،أي دمقرطة المجتمع المصري في كل مؤسساته، فهذ الترميم غير مجدي حاليا فهو أشبه بترميم شبابيك البيت المصري وأساسه منخور، فمن باب أولى, اصلاح القاعدة السياسية التحتية ومن ثم التوجه لأنتخاب رئيس الحكومة ، كيف ممكن لرئيس منتخب أن يعمل في مؤسسات أغلبها تابعة للحزب الوطني الحاكم وهو لايمتلك القرار . إن هذا التعديل يدخل ضمن الأصلاحات المطلوبة على الدستور ، إما فاعليته ونجاحه غير مهم .

ان الرئيس حسني مبارك ، قد اعلن مرارا، أنه يرفض الوصايا الخارجية القاضية بضرورة الأصلاح السياسي وتعديل المناهج التعليمية في مصر لكن للأسف الشديد جاءت تعديلاته هذه بعد أن لوحت أمريكا بالعصا الغليظة وأنها لاتستطيع الأنتظار طويلا والتغيير لابد أن يتم، فهل هذه صدفة أم ان الهبة الديمقراطية لشعوبنا تأتي من كرم الرؤساء.

والأدهىمن هذا كله إن الحكام مدركون تماما إن توسيع الديمقراطية ممكن أن يفلت زمام السيطرة على الشعب وتخرج المبادرة من أيديهم وتقرب ساعة الخلاص من حكمهم لذلك تاتي أنجازاتهم الأصلاحية بخطوات مدروسة و بدقة ويحولون أي تعديل او أنجاز ديمقراطي الى مكرمة وهبة من سيادتهم لشعوبهم وبهذا السخاء يسمحون ببقدر محدود من التنفيس السياسي وسحب فتيل الأضطراب الجماهيري.

لكن السؤال المهم هو من يستطيع من المرشحين أن ينافس رئيس الجمهورية وماهي فرص الموازنة بينه وبين الرئيس في الحملات والبرنامج الأنتخابي وهو يتمتع بالمزايا التالية:
1. كل الأمكانات المادية والأعلامية والحكومية والخدمية مسخرة لخدمته ولحملته الأعلانية في الأنتخابات ولايجرء أحد التشكيك والطعن بنزاهته وشفافية سياسة رئيس الجمهورية لأن هذه من الخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها
2. الرئيس تحت تصرفه كل أعضاء الحزب الوطني الحاكم ، الذين يشغلون ، معظم المؤسسات الأعلامية والوزرات وممثلي مجلس الشعب ومجلس الشورى وباقي المؤسسات الحكومية التي تعلن الولاء الكامل للرئيس الحالي.
3. صلاحيات الرئيس ممكن أن تستثمر في الحملة الأنتخابية لصالحه، إذ يحق للرئيس تعيين وحل مجلس الوزراء في اي لحظة وتشكيل وزاري جديد خلال أيام وكذلك يحق له تعيين ثلث من أعضاء مجلس الشعب وعشرة مقاعد في مجلس الشورى تحت تصرفه ،هذه القوة العملاقة المحمية بالدستور المؤقت، يستطيع سحق أي من المرشحين المنافسين بسهولة.
4. دستور البلد في حالة طوارئ والحريات السياسية محدودة جدا هذه الظروف تمنع المنافس من خوض الحملة الأنتخابية بحرية ومنافسة متوازنة.
كل هذه الأعتبارات لاتسمح للمرشح من خوض إنتخابات الرئاسة بنزاهه وشفافية.
ان هذا التعديل لايفي بالغرض ياسيادة الرئيس ولا يشفي غليل الشعب المصري ولاحتى أصدقائك الأمريكان , فهم يتطلعون الى المزيد من الأصلاحات والأنجازات الديمقراطية التي تنمي الوعي الليبرالي والديمقراطي الحقيقي.
27.02.2005



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لميس كاظم - مباركة حسني مبارك