أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1














المزيد.....


تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 09:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



على مستوى التعقيد في التطور العالمي وتداخل مستويي الغرب والشرق في سيرورةٍ واحدة، فإن تعقيدات التحولاتِ في الشعوب النامية أكثر وأخطر.

إن أحلامَ التغيير وصناعات التمرداتِ هي سجلٌ حافل في تاريخ الأمم الإسلامية، وقد كان العنفُ وخلقُ التمردات هما السجل المستمر، منذ الخوارج حتى الزيدية والإسماعيلية، ولم تعترفْ هذه القوى السياسيةُ الاجتماعية بشروطِ الثوراتِ وسببيات التحولات الموضوعية، كما لم يكن لها علوم اجتماع وتاريخ موضوعية تطور أداءها السياسي، فالأمرُ كله يعودُ لزعيم الجماعة، وتاريخ مؤدلج مليء بالنصوصية الجامدة كما هو الحال عند الخوارج أو مليء بالخيال السحري كما هو الأمرُ لدى الإسماعيلية، ثم يتركزُ الفعلُ في العنف، عبر الهجمات المسلحة أو القيام بالاغتيالات.

وحين نشأتْ مقدماتُ العلومِ الاجتماعية كعلمي الاجتماع والتاريخ العربيين الإسلاميين، فإنها كانت لدى المذاهب غير الثورية، الإصلاحية التدرجية كما هو الحال لدى السنة والشيعة، لكن لم يتح الزمانُ الموضوعي لهذه العلوم ولا الإصلاحاتِ بالارتقاء.

ولهذا فإن المسلمين في زمن اضطرابات القرن العشرين والعَقد الأول من القرن الحادي والعشرين كانوا بلا عدةِ تغييرٍ فكرية متجذرة في الأرض السياسية الاجتماعية.

كانت الماركسيةُ قد اُتخذتْ بديلا عن الفِرق الثوريةِ العنفية القديمة، فيما كانت المذاهبُ الإصلاحيةُ التدرجية والمحافظةُ لاتزالُ من دون جدل عميق مع العصر، وكان أكثرها مرونة يشتغلُ على تطويرِ الرأسمالية بشروطٍ محافظةٍ قروية.

الصعودُ السريعُ للماركسية في شروطِ التخلفِ تمَّ تحت حفز رأسماليةِ الدولةِ المحورية وهي الاتحاد السوفيتي، وأدوات القوة والتثوير التهييجي وهدم العدو التابع والرأسمالي وغياب النظر الى الشروط الموضوعية والذاتية للثورات وخاصة غياب الاستراتيجية التاريخية والدخول في معارك مستمرةٍ استنزافيةٍ كانت هي ملامح السياسات في هذه المرحلة.

إن العرب والمسلمين المشاركين في هذه التيارات لم يكونوا مؤهلين لاستيعابِ هذه النظرية الغربية المتطورة مثلهم مثل الروس والصينيين وغيرهم من الأمم الشرقية، لكنهم كانوا يستعيدون تواريخَهم القديمة بأشكالٍ لا واعية، وكانت الماركسيةُ من جانبِها تتآكل بيروقراطيا ونظريا في مراكزها الشرقية، وتنتجُ نسخا كاربونية لا علاقةَ لها بالأصل.

كانت شروطُ حياة السياسيين تجعلهم في مصاف الناس العاديين، لكنهم يتصورون أنفسهم طليعيين وخارقين، لهذا فإن البُنى الاجتماعية التي يعيشون فيها هي بُنى ذكورية مجافية للديمقراطية والمساواة مع النساء، ومغيّبة للعقلانية، وفي المجال النظري الثقافي السياسي تعتمدُ على النظرات الجزئية وتصعيد التهييج والتحريض والهجوم على الأنظمة على طول الخط لخلق حالات ثورية كانت هي الأشكالُ الرئيسية للتكتيكات لإقامةِ دكتاتوريات في خاتمة المطاف.

وليست كل هذه الأعمال خطأ أو أنها لم تثمر، فقد قامت بتحولات، لكنها لم تغتنِ، نظرا الى النسخِ المسطحةِ من الماركسية، ولهذا فإن مقارباتها مع المذاهبِ الإسلاميةِ المعارضة القديمة كانت حقيقية، وتجد ذلك حينا عبر إشادة بعض الدارسين المعاصرين بالقرامطة والخوارج والإسماعيلية، لكن هذه المذاهب الإسلامية القديمة كانت قد تقوقعتْ في ذواتِها، وكفتْ عن الحراك الحديث الديمقراطي، لكن سيكون لها دور تال، حين تضعفُ النسخُ الماركسيةُ من جراءِ هجماتِها المكلفة واستنزاف نفسها، ولغيابِ العمق الفكري السياسي، وتحولها لفردياتٍ جامحة وزعامات شبيهة برؤساء الفِرق القديمة.

المقاربةُ هنا بين النسخِ الماركسية المتآكلةِ وبين المذهبيات الإسلامية ستكون لها أرضٌ موضوعية، فالحراكُ على النمط القديم صارَ مكلفا، كما أن مراكز رأسماليات الدول (الاشتراكية) انهارت أو في طريقها للتبدل، وكان هذا الاستنزافُ على الصعيد العالمي قد أوضح المسيرةَ المشتركةَ للبشرية في عالم الرأسمالية الحديثة، وكان البرهان القوي على هذا دخول نسخ الدول الاشتراكية العربية والإسلامية الحكومية في العاصفة نفسها.

إن تحرك قوى المذاهب الإسلامية ضد رأسماليات الدول غيّر السطوحَ الخارجية لبعض هذه المذاهب، إما باتجاه دكتاتوريات أشد وأعنف(ولاية الفقيه)، وإما بتجريبية ليبرالية إسلامية غير واضحة المعالم كما هو شأن التحركات الدينية السياسية التي جرت في هذه السنوات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1