أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً














المزيد.....

أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


أنا وسارتر
1.
(ان أولى مهام المثقفين هي إزعاج السلطات).. قالها سارتر ليجعلنا نتأرجح في حبال المشانق..

2.
تأثرت بحكمة جان بول سارتر (سأكون عندما لا أكون) ووظفتُ طاقاتي كلها وعملتُ بطموح لامنتهي في سبيل بناء حياة يذكرها من يمر بعدي، إلا ان رصاصة مجهولة كانت سبباً بطردي من ذاكرة عالم الحاضر والمستقبل..

3.
فور تسلمي مسؤولية منصب رفيع المستوى، وضعت على مكتبي حكمة سارتر (الانسان حر لانه مسؤول) وهو الأمر الذي وفر لي حرية تحويل المال العام إلى حسابي المصرفي الخاص.

4.
(لا تقس وقتك بالساعة، ولكن ينبغي عليك قياسه بالفعل الذي تؤديه) حكمة قالها سارتر من دون ان يعي ان ساعات الكون كلها معطلة وأفعالنا لا تتجاوز حدود الثرثرة..

5.
يؤكد سارتر (يسخر من الجرح كل من لا يعرف الألم).. غير اني أرى ان الجراح والآلام صارت تخاف من صدى آهاتنا.. ولم يعد في عالمنا المذبوح أي مكان للسخرية إلا من موتنا المجاني الذي أفقدنا حتى إحساسنا بالوجود.

أنا وأفلاطون
1.
يعتقد الفيلسوف الأغريقي افلاطون ان (وحدهم الأموات شهدوا نهاية الحرب)، إلا اننا وعلى الرغم من موتنا مازلنا نعيش الصراعات حتى في قبورنا..

2.
صالحت نفسي بعد طول خصام، وعشت أصعب انواع الصداقة على حد تعبير افلاطون (أصعب أنواع الصداقة هي صداقة المرء لنفسه) غير انني صدمت بقطيعتي مع المجتمع..

3.
بمثالية غريبة يقول افلاطون (نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر) قال هذه الحكمة وهو شاهد على عمليات استئصال عقولنا مقابل الابقاء على حياتنا.

4.
يرى افلاطون ان (كل انسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب)، ربما كان افلاطون عاشقاً جنونياً في أيام شبابه، واستخدم هذه المقولة للتعبير عن احساسه في لحظة ما، فنسي ان الشعر يولد من رحم الجوع والخوف والازمات الثقيلة..
لم يدرك شدة العوز التي أرغمتنا على استبدال الشهيق والزفير بالوزن والقافية.. لم يكن يعرف بأن اقلامنا تبكي حروف الشعر على الورق.

أنا ومحمد الماغوط
1.
يدرك محمد الماغوط مأساة الوطن الى حد كبير إذ يصفه بالحقيقة ويحوله الى مشروع والى حلم من ثم الى كابوس ويتوقف عن ذلك الحد من دون ان يصل الى حقيقة إننا في غيبوبة لا صحوة منها عجز؛ فيما عَجز العلماء عن تسميتها، فصار أسمها غيبوبة الوطن..

2.
كم هو رائع ذلك الشاعر والمسرحي السوري "محمد الماغوط" عندما قال (سأمحو ركبتي بالممحاة، سآكلها حتى لا أجثو لعسكرٍ أو تيارٍ أو مرحلة) قال هذه الحكمة ليعلمنا التمرد وعدم الركوع للخوف والحرب والدكتاتورية.. غير انه عبر عن ندمه وعظيم اسفه في قصائد أخرى كتب فيها عن اوصالنا التي تقطعت ورؤوسنا التي لم تعد ترتفع فوق احذية جلادينا..

3.
يرى الماغوط ان (الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء) قالها ليحملنا مسؤولية اغتيال الانسان الذي كان يسكن دواخلنا.

أنا وهتلر
1.
ألقيت نظرة الوداع على جثمان حبيبتي التي بدت وكأنها قطعة اسفنجية تغطس بالصبغ الاحمر.. وعلى الرغم من صورتها المرعبة، كانت قد نحتت ابتسامة عريضة على وجهها ساعة الموت.
لحظتها تذكرت مقولة هتلر (المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز) ترى هل فقد ملك الموت نشوة النصر والسعادة ؟!

2.
أخطأ هتلر عندما قال (كلنا كالقمر.. له جانب مظلم) لأن فينا من لا يمتلك النور أصلاً، وفينا من لا يريد معرفة مصدر الضوء.. وغيرنا ممن نشروا العتمة في حياتنا، فهل كلنا سواء؟!

أنا ومكسيم غوركي

1.
كنت مهووساً بأرشفة الاحداث والرجوع إليها بوصفها سيرة تاريخية هامة.. ولم تكن لدي أية نظرة للمستقبل..
وبعد حين.. داهمتني حكمة قديمة كنت قد طالعتها في وقت مضى للأديب الروسي مكسيم غوركي (قافلة الماضي لن تصل بك إلى أي مكان) وهو الامر الذي حفزني على فتح نافذة جديدة في فكري.. نافذة تطل على كل ماهو جديد، وبعد فترة وجيزة وجدت نفسي اغلق نوافذ التاريخ كلها لانها كانت محملة بتراب الذاكرة..

2.
لا أجد سبيلاً مناسباً للاحتجاج الى مقولة الاديب والناشط السياسي الروسي مكسيم غوركي (كلما ذاق المرء المزيد من المرارة زاد جوعه لمباهج الحياة) ترى هل تذوق غوركي من موائد الموت والالم والدموع والحسرات والآهات والتوسلات.. التي وصلنا منها حد التخمة، واي مباهج يقصد ذلك المثالي، ألم يكن بضمن هذا العالم المشبع بالوعود والاحلام الخيالية.. ألم يكن شاهداً على لحظات دخولنا الى هذا العالم، وخروجنا منه نمضغ العلقم وأطناناً من الوعود التي لا تبتعد عن مساحة الكابوس..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )
- قصص قصيرة جداً (احتضان قلب ، بيضاء حبيبي.. وانا أحمر، رشوة ا ...
- قصص قصيرة جداً (شيخوشة الموت، استقالة ابليس، زاد الحرب)
- قصص في ثوانٍ
- عيد الحب.. في قصص قصيرة جداً (خارطة المستقبل ، حلم انتِ، أحض ...
- قصص قصيرة جداً (تحولات، البصيرة والطاعة العمياء، العرس والمُ ...
- قصص قصيرة جداً (ذائقة الموت، الصحف ليست للقراءة، رَدْ الجميل ...
- قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،ف ...
- (أعياد العبيد، جنون الضحكة ، حليب الديمقراطية) قصص قصيرة جدا ...
- سوء حظ عاطفي.. وقصص اخرى


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً