|
ما الذي يفكر فيه السيد احمد القبانجي ؟
احمد ياسين البوعيون
الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما الذي يفكر فيه السيد احمد القبانجي ؟
رغم أن الخلاف ما زال قائما على توصيف المفكر وإطلاق مصطلح (مفكر) على شخصية ما، وتوصيف ما يطرح في الساحة الثقافية بصورة عامة او الدينية بصورة خاصة على انه (فكر)، إلا أن كلمة ومصطلح (مفكر) يمكن أن يعرف ويحصر فيمن أجهد نفسه وفكّر في قضية ما ووجد الحلول المناسبة لها، او من اجتهد وفكر بشيء لم يفكر فيه احد غيره، او أنتج شيئا خارج مألوف ما يتداوله الناس واخذ صفة الديمومة الزمنية لمستقبل بعيد مع شمول أفكاره اكبر فئة من الناس تتلاءم وما يطرحه من عقيدة او نظرية او نتاج ثقافي ديني او سياسي او غيره .
ويلاحظ تداول مصطلح (مفكر) في الساحة العراقية وعلى مستوياتها المختلفة، ويعرف من يطلق عليه هذا المصطلح وحسب طبيعة الأيدلوجية التي يتبناها على انه (مفكر أسلامي) او(مفكر يساري) او (مفكر) بصورة عامة، بحيث تبرز في الساحة العراقية مجموعة من الأسماء أطُلق عليه صفة (مفكر)، وهذا الإطلاق إما أن يكون تمجيداً لشخصٍ من أنُاس ذو ثقافة سطحية او من أشخاص من نفس سِنخ هذا الشخص، لعلوا شأن الاثنين معاً في ساحة تفتقر للتصنيف والنقد الموضوعي لتسمية الأشياء بمسمياتها العلمية والفنية الدقيقة المنصفة .
وهنا لا أريد أن أتناول عدداً من الذين يطلق عليهم مصطلح (مفكر) سواء على المستوى السياسي او الديني او الثقافي او الاجتماعي بل أريد أن أتوقف عند اسم السيد احمد القبانجي والذي غالبا ما يطلق عليه مصطلح (مفكر أسلامي) .
الشخصية القديمة الجديدة ، القديمة من عائلة نجفية علمائية يغلب على دراستها المسلك الحوزوي الديني التقليدي، والجديدة العائدة للوطن بعد طول غياب وبملاحظات وأراء ملفته للنظر للوهلة الأولى ما دُعي بعض المعجبين من أشخاص ووسائل أعلام بإطلاق توصيف (مفكر أسلامي) على سماحته .
لا يمكن تقسيم آراء وتنبيهات وملاحظات السيد القبانجي وتبويبها بين المسموح واللامسموح في أبداء الآراء ، بل أن أكثر ما يقوله السيد هي عملية ارتداد لكل ما قرأه سالفا من لون واحد من العلوم، بل أنها تمثل ردة فعل لما اُتخم به من لون واحد من الثقافة والعلم والمعرفة عاشه السيد والتي غالبا ما تتعلق بالعقيدة الإلهية وأصل التشريعات وبعض فلسفتها وما يتعلق بتوحيد الله عز وجل وغيرها من الامور.
وهذه الحالة والبيئة الواحدة تولد حالة من الملل أو الانغلاق ومن ثم النفور للبحث عن متناقضات ما تعلمه او درسه خلال السنوات الماضية فتأتي ردة الفعل على كل ما هو كان أصل المعرفة الأولية وقاعدة التعلم الأولي وخاصة فترة البلوغ والنضج العلمي وهي فترة شباب السيد التي قضاها في دراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية .
وهنا تظهر نقطة ضعف السيد في أفكاره واضحة جليه في نقد وتفنيد ما عرفه وتعلمه سابقا وخاصة في العقيدة الإسلامية وبعض أحداث التاريخ، وهي عملية تمرد ورفض وهروب لما كان سماحة السيد منهمكا فيه فيما سبق، وتأتي عملية ردة الفعل هذه بعد الانفتاح الكبير في الأعلام والتواصل بين الناس من خلال التقنيات الحديثة كالمواصلات والانترنت والفضائيات وغيرها . أن نظرة شاملة لما يقوله سماحة السيد من آراء هي بالأصل اتجاه معاكس لما يعرفه من عقيدة تتعلق بالله عز وجل والرسالة القران الكريم والرسول صلى الله عليه واله، وكل ما صدر منهم بحيث يقابله السيد بالرأي المعاكس، كالعقاب والثواب من قبل الله عز وجل على أن الله ليس كصدام في العقاب بدون رحمة ، والقران الذي يستشهد فيه على عدم وجود دليل على وجود الله وغيرها من الآراء الضعيفة التي لا تمثل فكرا أصيلا ونتاجا إنسانيا معرفيا ناصعا نابعا من عنده خالِ من الشوائب والالتقاطات والاستنساخ والذهاب بالاتجاه المعاكس لكل ما قاله (الله ، القران ، الرسول) بحجة العقلانية، فأصل كلام وجوهر كلام السيد هو معارضته لكل ما هو ثابت عقلا ونقلا، وما وردنا كمسلمين من مصادر رصينة كالكتاب والسنة وشخص الرسول نفسه وما يرويه عن الله عز وجل بحيث لا نستطيع أن ننسب ما يقوله السيد على أنها أفكاره جاء بها، بل أنها أفكار موجودة أصلاً في الساحة ومطروحة سابقا سواء في القران الكريم او السنة النبوية او الموروث التاريخي عكسها السيد ورفضها وانتقدها فهي ليست نتاج تحليل عقلي خالص من شخص تدبر وفكر وقال وأنتج كما فعلها كثيرون على مستوى الفكر الإسلامي وغيره من الأديان او الاتجاهات الأخرى المعروفة.
وهذه الآراء رغم أنها تجذب بعض المستمعين إلا أنها لا تستند على قاعدة متينة ولن تثمر شيئا على مستوى تثبيت الإيمان او أيجاد حالة من(العقلانية) كما يصفها سماحته للإنسان المسلم بصورة خاصة والبشرية بصورة عامة .
والغريب من سماحته انه ادخل نفسه في مناقشة ذات الله وما يصدر منه وما أختصه لنفسه (سبحانه وتعالى) دون مناقشة التفكر في صفات الله او خلقة وعَبَر كثير من الخطوط والمحذورات التي حذر منها العقلاء من الخوض فيها .
ويجبرنا سماحته أن نقف وقفه تأمل وتفكر في كيفية أن نضع ضوابط لتفكيرنا أولاً، وكيفية عرض وتوصيف ما يُطرح أمام الناس، جميع الناس على انه فكر ،ومن أطلاق مصطلح (مفكر) على من يستحقه دون خوف على إيمان الناس او التشكيك بما يقوله.
فالساحة مليئة بالأفواه والكلام وقليلة بالاستماع والتفكر والغربلة لما ينتج من هنا وهناك من شتى أنواع الكلام سواء أكان زبد يذهب جفاء او ما يمكث في الأرض فينفع الناس .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
احمد ياسين البوعيون
#احمد_ياسين_البوعيون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قال.. ( الربيع العربي ) ؟
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|