|
تسونامي الفلم المسئ للاسلام
ليث حميد العاني
الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 12:41
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الفلم الذي اقام الدنيا ولم يقعدها،فلم هزيل وركيك من جوانبه الفنيه واكثر هزالة وتفاهة من حيث المضمون،حيث تناول الرسول بشكل فض وعدواني وليس فيه من المنطق مايمكن مناقشته او مايمكن اعتماده كمادة للتفكير واعادة النظر بالمعتقد،ملئ بالحقد والكراهيه والتحامل.اقل مايمكن ان يوصف به كونه مقزز.ردود الفعل لدى المسلمين منطقيه والغضب الجامح مبرر والاحتجاج مطلوب على ان يكون باسلوب سلمي وحضاري ، التهويل الاعلامي وتضخيم مضمون الفلم ساهم في تاجيج مشاعر المسلمين في مختلف انحاء العالم ودفع البسطاء للتعبير عن غضب لابد منه. التعبير عن الغضب والاحتجاج باساليب حضاريه امر يسهم في تعزيز عدالة القضية ومشروعيتها،اما الاساليب البدائية واستخدام القوه والعنف سيضيع القضية كاملة وسيحول المحتجين الى وحوش في نظر العالم الحر.خصوصا عندما يتم الاعتداء على السفارات او القنصليات المكفول امنها وحرمتها بموجب الاتفاقيات الدواليه التي تلزم جميع البلدان بضرورة تنفيذها والالتزام بها. لابد لي من الاشارة الى ان مخرجي الفلم اي كانوا اقباط او كما قيل ان المخرج يهودي،اسهموا بوعي او بدون وعي في جلب الويلات للولايات المتحدة الامريكيه حيث خلقت لها مشاكل هي في حل منها وشوهت سمعة الولايات المتحدة الامريكيه في العالم العربي والاسلامي ووجهت ضربة موجعة للمصالح الامريكيه ناهيك عن الاضرار والمخاطر التي طالت البعثات الدبلوماسية الامريكية في البلدان الاسلاميه. زد على كل هذا فقد انعكست تبعات الفلم على الحملة الانتخابية في الداخل الامريكي حيث احرجت الرئيس اوباما امام منافسة خصوصا فيما يتعلق بالاعتداء على القنصلية الامريكيه في بنغازي ومقتل السفير الامريكي في ليبيا والاعتدات على بعثات واشنطن في القاهرة وتونس وصنعاء والتظاهرات في صنعاء.....انها اوراق تضعف موقف اوباما وتقوي موقع المرشح الجمهوري رومني...لااعتقد ان الامر مدبر من الجمهوريين لاضعاف مواقع الديموقراطيين ولكن النتيجه تصب في مصلحة الجمهوريين. حكومات ليبيا ومصر وتونس واليمن التي حظيت بتاييد ودعم الادارة الامريكيه على اعتبار انها نتاج ثورات الربيع العربي ، تبدو محرجه امام واشنطن لما يحصل من اعتدات على السفارات الامريكيه ويؤكد بالملموس عجزها عن تامين ابسط متطلبات حماية البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها.الامر الذي سيدفع واشنطن الى اعادة النظر في كيفية التعامل مع هذه الحكومات.رغم اعتذاراتها الرسميه علنا على ماحصل. الجهات التي اخرجت الفلم قدمت اكبر خدمة لايران التي تتربص بالولايات المتحدة الامريكيه وتعمل على افشال مشاريعها في المنطقه،حيث سخرت ادواتها لتقود الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة الامريكيه ،الحوثيون في صنعاء يقودون الاحتجاجات ،والصدريون في بغداد يحرقون العلم الامريكي ويطالبون باغلاق السفارة الامريكيه ويصرون على اعتذار السفير الامريكي للامة الاسلاميه ،وقوى اسلامويه في القاهرة تقتحم السفارة الامريكيه وتحرق العلم الامريكي وترفع علمااسودا والحديث يطول. كما قدم المخرج خدمة للقاعدة التي راحت تبرر كل عمليات العنف والتكفير والقتل وتعتبره ثارا واستعادة لكرامة امة الاسلام المهدوره وهذا ماحصل في بنغازي.....لااستبعد فلول الانظمة العربية الساقطة في ليبيا ومصر واليمن وتونس هي الاخرى غير متفرجة بل مشاركة في الاحتجاجات الثارية الناقمة على الولايات المتحدة التي لم تواصل دعمها لها والتي تركتها فريسة للشعوب الغاضبة. من الجانب الاخر،لايمكن للرسميين في واشنطن ان يببروا نشر الفلم على اعتبار ان ذلك ياتي في اطار الحريات المتاحة في الدستور الامريكي،بتقديري ان القائمين على نشر الفلم ارتكبوا جرما لايغتفر نظرا للضرر الذي احدثه على الامن الزطني الامركي والمصالح الامريكية العليا ناهيك عن انه اعتداء سافر على المعتقدات الدينيه التي يكفل خمايتها الدستور الامريكي،،،،لكل هذا اعتقد ان مقاضاة نخرجي الفلم امر لابد ومنه وانزال اشد العقوبات بشانهم التي يجب ان لاتقل عن عقوبة الخيانة العظمى.هكذا ستتمكن واشنطن من راب الصدع الذي اصاب العلاقات الامريكيه-العربيه الاسلاميه. انها معركة ماكانت تتوقعها واشنطن ولا القاهرة ولاغيرها من العواصم العربيه،ستصرف فيها طاقات وستهدم خلالها جسور وستتضرر فيها شعوب مالم توضع المعالجات الصحيحه ومنها مقاضاة المتجاوزين على النبي الكريم وستسفيد منها قوى ضلاميه تريد ان تؤكد بان صراع الحضارات امر حتمي وان التعايش مع الاسلام والمسلمين امر مستحيل حسب اعتقادهم وان قلعة العدو الاسلامي المفترض لابد من تدميرها.وان حوار الحضارات والاديان والثقافات امر غير ممكن ،وليس من باب الصدفة ان يتزامن تاجيج هذه القضيه مع الذكر ى السنوية الاليمه لاحداث ال11 من سبتمبر الكراهية التي يتم تغذيتها في العالم الاسلامي للولايات المتحدة الامريكية من قبل القوى المستفيدة والتي اشرت اليها انفا، تقابلها كراهية للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة الامريكيه والغرب بشكل عام وهناستزداد معاناة المسلمين والعرب اكثر مما هي عليه لانهم على فوهة المدفع .
#ليث_حميد_العاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الازمة السياسية في العراق والامال المعلقه على مبادرة الرئيس
...
-
استثمار الكفاءات العراقية في الخارج قضية ستراتيجية لبناء عرا
...
-
مؤامرات أم ثورات ؟!!
المزيد.....
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|