أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - التدين.. رؤية أخري














المزيد.....

التدين.. رؤية أخري


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 08:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل الكثيرين لا يعرفون قصة المفكر السوداني محمود محمد طه وقصة جماعته «الإخوان الجمهوريين» وكيف عصف حكام السودان بالرجل وبجماعته واتهموهم بالكفر والارتداد وحكموا علي محمود محمد طه بالإعدام ونفذوا فيه الحكم فعلا بعد أن استتابوه وطلبوا منه أن يتوب عن أفكاره فرفض وتمسك بكل ما قال، وبعد رحيله نهض واحد من أتباعه ليصدر كتابا بالإنجليزية بعنوان «نحو تطوير التشريع الإسلامي» والمؤلف هو الدكتور عبدالله أحمد النعيم الذي أراد أن يسير علي هدي أستاذه وأن يفضح دعاوي حكام السودان المتأسلمين لدي الرأي العام العالمي ، وقد ترجم الكتاب إلي العربية، الأستاذ حسين أحمد أمين الذي قال في مقدمته للترجمة «إن كثيرا مما تخاله من الدين هو من نتاج حسابات تاريخية واجتماعية معينة ومن إضافات بشر في حقبة متعاقبة، وقد كان من شأن هذه الحسابات والإضافات أن أسدلت حجابا كثيفا علي جوهر الدين وحقائقه الأساسية الخالدة، فإن الرسالة الدينية بحقائقها العالمية والخالدة لا يمكن أن تبلغ لمجتمع معين في حقبة تاريخية محددة وهو ما يجعل من المحتم أن تدفع الرسالة ثمن ذلك في صوره الدخيل المؤقت، والعارض المحلي، أي غير الجوهري وغير الأساسي، فلو أن الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدي من تسعي إلي مخاطبته والوصول إليه، لضاعت في الأثير واستحال التقاطها، أما المؤلف فقد كتب في مقدمة الطبعة العربية «المنهج الإصلاحي المقترح إنما يقف في المكان الأول والأخير علي القرآن الكريم والسنة النبوية باعتبارهما الأصل الأصيل لأي فكر أو تشريع إسلامي في أي زمان ومكان.

إلا أن البداهة تقول بأن المصادر الإلهية لم ولن تجد سبيلها إلي التطبيق العملي في سلوك المسلمين وإدارة أمورهم إلا عن طريق الفهم البشري، فالله – سبحانه وتعالي – لا يشرع لكماله هو وإنما لقصور البشر، وسبيله إلي ذلك هو مخاطبة عقولهم بالفهم الذي يتصاعد بحياتهم إلي قيم الإنسانية الرفيعة، وتقودنا هذه الحقيقة الظاهرة من النص الصريح للقرآن، إلي إدراك أن الشريعة الإسلامية لا يمكن أن تقوم إلا علي أساس الفهم البشري للوحي الإلهي، وتقود هذه البداهة إلي خلاصة لازمة وهي أن فهم المسلمين للمصادر الإلهية للتشريع الإسلامي لابد أن يختلف باختلاف الزمان والمكان».

ثم يتساءل المؤلف «فإذا كان فهم الوحي ومن ثم تطبيقه العملي لا يتم بل لا يمكن أن يتم إلا من خلال الفهم التاريخي البشري، فمن أين يأتي القول بتغيير الشريعة الإسلامية بفهم المسلمين الأوائل لها، هؤلاء الأوائل الذين عاشوا في إطار تاريخي يختلف جذريا عن الإطار التاريخي الذي تعيشه اليوم..» ثم يمضي ليقول «ومن الواضح عندي أن مبعث هذه المغالطة هو حرص فئات من الصفوة علي احتكار حق فهم الوحي الإلهي وتسخير هذا الفهم لخدمة مصالحها الدنيوية، ويستوي في ذلك حكام الأمس وجماعات الإسلام السياسي الحالية فغاية هؤلاء وأولئك هي السلطة السياسية، ومن ورائها شهوة الحكم والكسب المادي، فإذا كان الأمر بالوضوح الذي أراه، فمن أين يأتي هؤلاء الأدعياء باحتكار المعرفة ودلالات الوحي؟ بل ما هو السبيل إلي خلاص المسلمين من دعاوي الكهنوت والوصاية هذه؟» ثم يلخص المؤلف أهدافه قائلا «الغاية من هذا الكتاب هي التأسيس الموضوعي لمطالبتي لعامة المسلمين والمتعلمين منهم خاصة، بمنازعة أدعياء الوصاية والاحتكار لفهم الدين، وغاية الكتاب الثانية هي مساهمة عملية في ممارسة حق وواجب الفهم البشري المعاصر للوحي الإلهي» فهم معاصر مثل ماذا؟ يجيب المؤلف وبوضوح «التمسك الكامل بضمانات حقوق المواطنة وحقوق الإنسان للجميع، من غير أي نوع من التمييز بين المسلمين وغير المسلمين، وبين الرجال والنساء في المجتمع، كما أدعوا إلي تأسيس هذه الضمانات في الفهم الإسلامي بحيث يتقبلها المسلمون من منطلق اعتقادهم الديني».

وهنا تتضح الحقيقة..

فالمتأسلمون في السودان ربما لم تزعجهم أسس الفكرة التي دعا إليها محمود طه وجماعته وإنما أزعجتهم النتائج المترتبة عليها..

> رفض احتكار حفنة من المتأسلمين للوصاية علي فهم المسلمين لإسلامهم.

> التمسك الكامل بضمانات حقوق الإنسان.

> التمسك بضمانات حقوق المواطنة للجميع.

> رفض التمييز بين المسلمين وغير المسلمين.

> رفض التمييز بين النساء والرجال.

.. ولأنهم يرفضون ذلك كله ويمارسون عكسه خلال تحكمهم في السلطة فقد اعتبروا صاحبها مرتدا.. وأعدموه.

إنها دروس التحكم المتأسلم في السلطة، ودروس النضال ضده دفاعا عن حقوق الإنسان وحقوق المواطنة مهما كانت التضحيات.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»
- سيد قطب .. الذي لا نعرفه
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
- محاورات يونانية قاسية
- حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة


المزيد.....




- دخان أسود في الفاتيكان ولا بابا جديدا
- رويترز: الإمارات لديها مخاوف من الميول الإسلامية لقادة سوريا ...
- وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغ ...
- الكرادلة الناخبون يبدأون مراسم التصويت في الفاتيكان لانتخاب ...
- بدء مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد.. الأنظار تتجه لسطح ك ...
- -ساعة الحسم-.. انتخاب بابا الفاتيكان، كيف؟
- الكرادلة يبدؤون مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد
- فوز زعيم الاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا
- اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- جماعة -سانت إيجيديو- الكاثوليكية.. بين الدبلوماسية الهادئة و ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - التدين.. رؤية أخري