أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ديوان الحياة














المزيد.....

ديوان الحياة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


تعتبرالدراسات الأدبية، القديمة منها، والجديدة، في آن، أن الأدب هوصدى للحياة العامة للأديب، حيث يعيد الأديب، خلقها، عبرإبداعه:شعراً وسرداً،إلى الدرجة التي يمكن اعتبارالأدب كله"ديوان الحياة"، جرياً على ماقالته العرب، من قبل، حول منزلة الشعر، ودوره كديوان، بالنسبة إليهم، مادام أنه يتضمن الحياة العامة، بتفاصيلها، عاكساً خصوصيتها في مراياه، ماجعلنا-الآن-ونحن نستبين ملامح حياة إنسان كل مرحلة،على حدة، من خلال العودة إلى ما تركه من أثرإبداعي شعري، نسحب هذه المقولة،على بقية الفنون الأدبية الأخرى، في كل زمان ومكان..!


وإذا كانت الحياة العامة، في ماقبل، بسيطة، هادئة، في الأغلب، فإن هذه الحياة أنتجت نمطاً محدداً من الأدب،ليس على صعيد المضامين التي تناولها، فحسب، بل وإنما على صعيد الشكل بالنسبة إلى كل صنف منه، حيث ظل وفياً لطبيعة الفضاء الذي كان يولد فيه، متصادياً معه، يستمد منه مفرداته العامة، ليعيد بذلك تحقيق الخلق الثاني للواقع...!.


وطبيعيٌّ، أن الحياة الآن، باتت جدّ مختلفة، حيث تعقدت أدواتها، وتشابكت علاقات الإنسان في ظلالها، و ازدادات حاجاته اليومية، وتضاعفت، وبرزت ثمَّة هموم جديدة، لم يكن الإنسان القديم ليعرفها، من قبل، ليس على صعيد المسكن، أوالملبس،أو المطعم،أوالمشرب،فقط، بل على أصعدة وسائل النقل، والاتصال.. وغيرها ..وغيرها...، إذ برزت-فوراً-قافلة من المتطلبات، والأسئلة اليومية، التي لابد عليه الإجابة عنها، وهي تستنفذ جهوداً واهتماماً وطاقات هائلة منه، وهذا مايدفعنا للتأكيدأننا بتنا، الآن، أمام إنسان آخر، ذي سمات وملامح روحية مغايرة، نتيجة تفاعله مع لجَّة الواقع الجديد الذي فرض عليه، وإن أية مقارنة بين ذلك البدوي الذي كان يجعل من جمله مركبة، ومواطن الألفية الثالثة الذي يستطيع الانتقال من قارة إلى أخرى، خلال مجرَّد ساعات بوساطة الطائرة، تبين مدى التحول الهائل الذي حدث بالنسبة إلى حياة هذا الكائن الآدمي الجديد، حيث أن لكل حياة من هاتين الحياتين المشارإليهما، عالمها، وثقافتها، بل وإنسانها، وهذا مايجعلنا أمام مفاهيم جديدة، من بينها مفهوم الإبداع الإنساني.

وتاسيساً على ماسبق، فإن أية قراءة للنص الأدبي الجديد، تكشف عن تحولات كبيرة ملموسة في بنية هذا النص، ولعل ذلك يتجسد في اللغة، والشكل، والمضمون، إذ لايمكن للنص الإبداعي أن يعيش برئة زمان سابق عليها، على صعيد مثل هذه الملامح المذكورة ،أوغيرها، مادام أن هناك محيطاً متجدداً، بأسئلة جديدة، وثقافة جديدة، ومبدعاً جديداً،كما أن هناك-في المقابل-متلقياً جديداً، له أسئلته الخاصة-المشروعة-و التي بات يطلقها في حيزها المختلف تماماً.

وبدهيٌّ، أن سيرورة الحركة الزمانية، في استمرارأزلي، بمعنى أن ثنائية"الثابت والمتحول"التي التقطهاأدونيس،في كتابه الذي يحمل اسم الثنائية نفسها، تنطبق على مضمون الإبداع، كما أنها تنطبق على شكله،نظراً لتواشج الشكل والمضمون،إلى حد لايمكن الفرزبينهما، إلا من خلال التشريح المخبري الافتراضي، الأمرالذي يجعلنا أمام سلسلة مفاهيم متحوِّلة للإبداع، يرتبط كل منها، بلحظته الزمكانية، لنكون إثركل نقلة حياتية هائلة، على موعد أكيد، بما يناسبها من الإبداع...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص
- إعزازيات.....!?
- الكرد والثورة: مالهم وماعليهم


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ديوان الحياة