أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - ضحايا ..وضحايا














المزيد.....


ضحايا ..وضحايا


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 21:04
المحور: كتابات ساخرة
    


ضحايا ......وضحايا
-ما مناسبة هذا الكعك؟سألت ابنتي حال عودتها من زيارة الى بيت اقرباء وجيران،فقد عادت تحمل صحنا مليئا بقطع الكعك المصنوع بيتيا ،والذي يكلف من الجهد الكثير لأتقانه .
-اليوم يصادف يوم ميلاد ،مسك،وقد قررت امها واخواتها الاحتفال به!!!!!
-الله يرحمها ! حسنا فعلت الام وبنتاها،فهذه طريقة تساعد على مواجهة المصيبة!! قلت لأبنتي وتناولت قطعة من الكعكة مع فنجان القهوة.
كانت في الثالثة من العمر الا قليلا ،تلعب كباقي الاطفال في ساحة امام البيت.وما هي الا لحظات حتى دهسها سائق جديد دون ان ينتبه ان عجلات المركبة سحقت تحتها جسدا غضا!!!
اما قبل اسبوع فقد قامت امرأة من مدينة عربية في الجنوب ،بقتل اولادها الصغار الثلاثة ،واصابة رابع اصابة خطرة،وتشير الاحداث ان الام كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ،وهو مرض نفسي يصيب الامهات بعد الوضع ،واحد اشد عوارضه ،هو رفض الام للوليد في احسن الاحوال ،اما في الحالات الصعبة ،فأن الام تسمع اصواتا تأمرها بقتل المولود ،واذا تفاقمت الحالة فأن ما فعلته هذه الام الجنوبية وارد بالحسبان!!!!!
المشترك في الحالتين ،هو غياب الوعي والتوعية ،والاتكاء على المقولة "هذه ارادة الله " لأن كلمة "لو" تفتح الابواب للشيطان!!
حتى وصل الأمر بأحد الوعاظ في عزاء الطفلة المدهوسة ،ان خاطب اهلها وهنأهم ،لأنهم سيدخلون الجنة بفضلها ،فهي طير من طيور الجنة!!
مع العلم ان ما يزيد عن 95% من وفيات الاطفال دهسا في اسرائيل هم من العرب !!! علما ان نسبة العرب من سكان الدولة لا تتجاوز ال 20% !!!!
المشترك للحالتين ،وغيرهما من الحالات المأساوية الكثيرة الاخرى هي،في حقيقة الامر "العقلية" التي تفسرها ،على انها قضاء وقدر ، رغم ان القاء اليد الى التهلكة ، من الاوامر الدينية الواضحة والصارمة التي نهى عنها الدين ،فواجب اخذ الحيطة والحذر ملزم!!!!!!!
اما في حالة الأم المريضة ،فذكرت وسائل الاعلام انها كانت تتلقى علاجا "تقليديا" على يدي احد المعالجين ،الذي استعان وكما يبدو بالرقى او ما شابهها لكي يخرج الأم من اكتئابها!!!!!!
وهذا هو حال التعامل مع الأمراض النفسية بشكل عام ،فغالبية "المرضى"في بدايات مرضهم "يتلقون" العلاج لدى معالجين مختلفين ،فمنهم من يطرد الجان(وهناك محطة على الأقمار الصناعية تتخصص في طرد الجان)،او من يعالجون ب"القرأن" او بوسائل اخرى ما انزل الله بها من سلطان في القرأن!!!!
طبعا الأمور ليست بهذه السطحية ،وهناك دوافع اخرى غير "العقلية الثقافية"،منها بل وأهمها هي الجهل !!!!الجهل الذي يغذيه "رجال دين"،لا يهمهم سوى حراسة الجهل من اي عارض فكري او حضاري!!!!! فالاولاد الذين راحوا ضحية حوادث الطرق التي كان بالأمكان منعها او تفاديها ،واولئك الذين ،لو قيض لأمهم العلاج الطبي النفسي الملائم ،لكانوا بيننا احياء يرزقون!!!!!
اما مجموعة الضحايا الاوسع ،فهم ابناء المجتمعات العربية ،الذين يعيشون على ايقاع نغم مسيطر واحد!!نغم المرأة كلها عورة!!فتتحول النساء والفتيات الى ملكية خاصة!!!!!لا تهش ولا تنش!!!!
نغم الرجل يثور جنسيا ،لمجرد رؤيته انثى ،فينشأ الطفل العربي ،على الأحساس بأنه غير قادر على التحكم بنفسه وافعاله!!!!!!فهو ألة تسيرها الغرائز ،يا لفرحة فرويد!!!!!!!!ولو اعتدى جنسيا ،فهو غير مذنب ،فالفتاة كانت مغرية!!!
معزوفة ،ماذا تفيد القراءة والمعرفة؟؟؟؟فينشأ جيل كاره للقراءة ،فاقد لحب الأستطلاع الذهني،يأخذ وجبته الثقافية من الاستماع الى الترهات عبر شاشات التجهيل والفتنة!!!!
سمفونية ،ان الله يسخر لعباده المؤمنين كل وسائل الراحة ،فلماذا نشقى في عملية التحديث والتصنيع ،فنحن قرية يأتيها رزقها رغدا!!!فلم الحاجة للتعب الفكري والاختراعات؟؟؟؟.
واعتقد ان هناك نوع من الضحايا ،ضحايا معتقداتهم ،واحدهم اكتسب تعاطفي ،وهو عضو البرلمان المصري المنحل ،الذي قام بجراحة تجميلية ،على اثرها تعرض لهجمة شرسة ،واضطر الى الكذب وما تلا ذلك من "اوبرا صابونية"!!!فلو لم يكن اسير فكره ومعتقده ،ولا اقول الأسلام، لأستطاع اجراء العملية في العلن دونما حاجة الى السرية والكذب!!!
نسمع عن كثير من الحالات من اسارى معتقداتهم ،غير المؤمنين بها ،لكنهم ملزمون بالتطبيق الحرفي لها ،لانها "مصدر رزقهم" او وسيلة وصولهم لمكتسبات ومناصب!!!!!
انهم ضحايا،او اسرى في سجن الجمود "العقائدي"،ونزلاء هذا السجن كثيرون!!!!!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشوشات-قصيدة
- ازدراء العقول
- التيه في الذات -قصيدة
- الثروة الحيوانية بخير
- فريضة القذف وطلب المغفرة
- المزايدون
- زمن اول حول
- الترهيب والاستهلاك
- العشق السرمدي
- الكذب والصحة النفسية
- الاغتصاب والجلد .....وجهان لعملة واحدة
- احتجاجات سلمية
- اهتزاز العرش
- الخنزير الطيب
- وردة في حقل من الاشواك
- محمد قام من بين الاموات.
- مالك في خطر
- كروان حيران!
- عنزة ولو طارت ......وتحطيم الاصنام
- الاباء المجددون للديموقراطية


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - ضحايا ..وضحايا