أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مريم نجمه - صباح السياسة ..















المزيد.....

صباح السياسة ..


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 19:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صباح السياسة ..
صباح .. ومساء السياسة
السياسة النظيفة الوطنية الجميلة التي تخدم التقدّم وتحرّر الشعوب ورفع وعيها وإنماء ثقافتها ومشاركتها في نهضتها لبناء مجتمع العدالة والمساواة والحرية .
السياسة .. علم وفن وتجارب وخبرات وحب للعمل بين الناس وإلى الناس , والإهتمام بقضاياهم المعيشية والإجتماعية والإقتصادية , وتحريك ونقل المجتمع الأهلي من الجمود والرتابة واللامبالاة إلى الحركة والتفاعل , ورفعه إلى مستوى النضج العملي والنظري للتغيير والتحديث الدائم المستمر لمصلحة الوطن والشعب ,, ليبقى مجتمعاً حياً دفّاقاً يعيش بروح العصر , ومتغيراته وثوراته وإبداعه وليكون لموقعه , بصمة واضحة ونافرة ومجسّدة بأعمال وأقوال في البيئة والمحيط .. والإقليم والعالم .

السياسة .. مشاركة في الصراع الفكري والثقافي والإجتماعي نظرياً مع الأفكار الأخرى , وعملياً بطريقة الحوار السلمي ومباشرة بين أوساط الناس أولاً, وبكل وسائل التعبير المشروعة : الكتابة الرسم النحت التصوير الكاريكاتور الغناء التحريض المنشور الدعاية المحاضرة الكتابة على الجدران وفي الصحف ووسائل التواصل الإجتماعي الحديثة , أوالأسلوب التقليدي في التعبير عن التواصل في نقل الأفكار ...

صباح السياسة , أو مساء السياسة في النصف الثاني من الكرة الأرضية ..
صباح السياسة البعيدة عن الشتائم والهياج والإنفعال والتعصّب والصراخ , ونبذ الاّخر .. صباح السياسة البعيدة عن التاّمر على الوطن , البعيدة عن الثرثرة والإنتهازية والوصولية والغرور .. البعيدة عن تخريب بنية ومكونات الوطن التاريخية والشعبية والإجتماعية والسياسية -
علينا واجب صيانة وتنمية هذه السياسة الوطنية والإنسانية العميقة الجذور عندنا وفي منطقتنا , بعد تغييبها عقود - ورفعها إلى مرحلة ورؤية جديدة تحمل روح المعطيات و المتغيّرات الجذرية الداخلية , والخارجية , بعيدة عن السطحية والتملق والجهل والإستخفاف برأي الجماهير وتشويه الحقائق , , على السياسي الناجح أن يلم في قوانين الطبيعة والتطور التاريخي والبشري والمجتمعي والصراعات الجديدة في النضال والحراك الثوري والمجتمعي وشعارات المرحلة الحالية , ووسائل الإتصال العديدة وفيض المعرفة السريعة المتدفقة في كل ثانية , والعلاقات الناشئة بين البشرالساسية و الإجتماعية والثقافية والكفاحية ..

السياسة ليست لعبة جميلة نحملها ونتاجر بها أو نضعها في حقيبة , أو وردة أو نيشان وعلامة نعلقها على صدورنا , أو ظهورعلى محطة فضائية أو قناة تلفزيونية أو حضور إجتماع ما -
كلا , أبداً , مفهوم السياسة أعمق وأكبر وأهم من كل ذلك , هي أبعد وأوسع من كل هذا الوصف ,, السياسة هي الحياة , هي حقل وبيدرالوطن . هي حب وطموح وعلم ووعي أكبرللمواطن بأهمية وطنه وتكريس فكره وعمله لتطوره وإنمائه بفرح ومتعة وشوق واجتهاد لرفع شأنه وصورته -
السياسة إنجذاب واندفاع في معرفة المزيد عن تفاعل الناس ومطالبها ومعيشتها ورصد تحركاتها الإيجابية والسلبية لخدمة أشمل وأعمق عن الأرضية والبيئة التي يهدف العمل بها ومن خلالها , فهي ليست عملية للتسلية والظهور أو هواية بيتية نمارسها وراء النوافذ الزجاجية !

ممارسة السياسة مسؤولية وطنية كبيرة ومقدسة , بل عملية تكلف الكثير لمن يعمل بها بإخلاص وينخرط بتجرّد في صفوفها وخاصة إذا أعلن السياسي عن مواقفه المبدئية والوطنية في مجمل الأحداث التي تدور في بلده والعالم والقضايا المصيرية للوطن والشعب الذي يعيش فيه وينتمي إليه .
السياسي المخضرم ... سياسي هادئ الأعصاب مفكّر يعرف كيف يصغي للاّخرين ويجمع ويحلل ما يجري أمامه من أحداث وما تمر أمامه من صور وتصريحات وما يبث في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والتواصل الإجتماعي اليوم , وما يصدر من كتب وأدبيات وما يعقد من مؤتمرات ومحاضرات محلية وخارجية -
السياسي في هذه الأيام المعاشة وهذا العصر الجديد أصبح رأسه ( كمبيوتر ) وأكثر ..!

الإنسان السياسي يملك جهاز الكمبيوتر ولا يعرف كم من المعلومات يحوي رأسه وعقله وهواّخذ بالإتساع ويواكب الجديد دوماً بشكل أو باّخر بقليل أو كثير !!؟
لديه ذاكرة ومعلومات مخزنة اّنية وقديمة - عن أي شخصية عرفها أو عاش معها أو درس أو سمع عنها بشكل مسموع أوشفهياً أومكتوباً, لديه تجارب وخبرات حياتية يومية مع الجماهير , لغة وصوتاً وصورة عن كل شخص مر في حياته وفي محيطه الصغير والكبير في كل مدينة وقرية في وطنه والأوطان المجاورة واليوم امتدت لتصل الكوكب الأرضي وقاراته الخمس --------- لديه لكل شخص ملف وأرشيف خاص محفوظ في تلافيف دماغه وفي خزانة فكره و درجه الخاص - يستطيع أن يلتقطه ويفتح صفحاته متى شاء ... ..اليوم وفي وقتنا الحاضر خاصة أصبح من الضروري والأكيد أن على السياسي المحترف القدير أن يلمّ بكل التطورات والمتغيرات والمعطيات الجديدة ويكون لديه معرفة واطلاع عما يجري ويدور ليس فقط في وطنه وحراك شعبه و بكل تفاصيله , بل و في الدول المحيطة أيضا والأقليم أي بما يدور : في لبنان وفلسطين والعراق والأردن ومصر والسودان ودول الخليج واليمن ودول شمال أفريقيا وتركيا وإيران وحوض البحر المتوسط وأسيا وأوربا و الصين وروسيا وأميركا.. والعالم أجمع .......يا إلهي !
وأن لا تبقى معلوماته ناقصة ومجتزأة وسطحية ومحلية جداً -
أصبح الإنسان الملتزم سياسياً إنسانا أممياً وكونياً عالمياً ..

إن الكثير من المحللين وبعض السياسيين في الأّونة الاّخيرة أصبحوا علماء وموسوعة في السياسة والخبرات - لا ننسى هناك العلوم الجديدة والكليات الجامعية التي افتتحت و تخصّصت في السياسة والإقتصاد والإدارة والمعلوماتية والإعلام والقانون والعلاقات الدولية وغيرها الكثير من العلوم الجديدة التي تخدم السياسي والتحليل السياسي ,, لكن تبقى هذه المعلومات ذات بعد نظري واحد في الكتب لم تترجم أكثر على الواقع , بينما السياسي المحنّك والمخضرم تعلم واكتسب الخبرة السياسية على الأرض في الميدان الشعبي بين أوساط الناس بتماس مباشر مع الحفاة والجياع والعمال العاطلين عن العمل على الأرصفة والكادحين والفقراء والإدارات والمعامل والحرف والمزارع في الريف والقرى والمدن وبين الأحزاب المتعددة والتنظيمات والجمعيات والمعتقلين واتجاه وانتماء المعتقلين السياسية , أخذ المعلومة بنفسه عن الأسعار والقدرة الشرائية للشعب وضع الزراعة الصناعة الخدمات المتنفذين في السلطة والدولة .. الظواهر الجديدة بين الشعب وبين الشباب ووسائل الدولة القمعية الخ الخ ... أي بمعنى أن السياسي التقليدي العريق الذي تعلم في مدرسة الشعب والكفاح اليومي طبق النظرية مع الممارسة العملية وصاغ مقولات ومعلومات حقيقية اختبرها بنفسه من الأرض من القاعدة الشعبية - فقد عجن المعلومة وخبزها بين أصابعه وعقله وكل كيانه , واشترك بها أحيانا على نار قلبه , ورطبها بدموعه , هو وحده من خبرها وعاشها لا غيره ..... لذلك يصبح أي خبر أو تصريح أو إعلان أو معلومة عن أي مسؤول قيادي وغير قيادي محلي وعالمي أينما كان في داخل الوطن أم خارجه , يعطيها عن علم وخبرة ذاتية , ولا يأخذ أكثر الأخبار كما هي على عواهنها بل يحلل أبعاد الخبر وما يرمي من ورائه وإعلانه وتوقيته وماذا يخدم وأن يصبّ , وربما للتعمية والتضليل وبث التفرقة أو يخدم أحداث مستقبلية يمهّد لها خيرًا أم شراً – والمطلوب هو غير ما صرح وأعلن كل ذلك يجري في ( الكمبيوتر الذهني ) الشخصي للسياسي الوطني المخضرم -
...الحديث عن رغيف الخبز هو سياسة العمل الوظيفة هي سياسة المسكن الصحي التعليم الملعب المكتبة الشعبية الطريق الرصيف التنظيم الأسعار هي سياسة الطبابة المجانية المواصلات تأمين الغاز للمنازل كأنبيب المياه ونظافة البيئة هي سياسة إستقلال القضاء وتحقيق العدالة ومحاسبة اللصوص والقتلة سياسة حرية الإعلام والمعتقد والنشر سياسة ...!

ليس كل من يعمل بالسياسة هو سياسي - ولكن هناك فرصاً أكبر اليوم للعمل والتدرّب والرقي في سلّم السياسة المحترمة -
لا شك أن الثورات العربية قد أطلقت حرية الإعلام وحرية التعبير و جذبت الناس إلى عالم السياسة والنشاط الوطني اليومي ومواكبة الأخبار المتسارعة والتعليق عليها وتفنيدها ..وعجنت الشعوب الصامتة وقرّبتها بالسياسة من بعضها ..أصبحت هي رغيف الخبز اليومي والهواء الذي نتنفسه .. وهذا دليل عافية وحيوية وانقلاب في الإهتمامات والتفكير والمنطلقات والوعي وظهور الحقائق كما هي ..
لا شئ بقي كما هو من أوصاف وتقاليد وقيم ومهن وسياسة ومعارضة وسياسي ومحلل استراتيجي وغير استراتيجي مسؤول وقيادي وإنسان عادي , الكل يبدي رأيه والكل يحلل ويكتب وينتقد ويتكلم بالسياسة ... نعم لقد تغيّر كل شئ ....فاستعدّ يا صديقي لكي تأخذ مكاناً لك في عالم السياسة فنحن في ربيع الثورات ثورات الحرية والكلمة المسؤولة !!
يبقى العمل الوطني الديمقراطي المنفتح هو المطلوب لشباب وجماهير الثورات العربية وكشف الإخلاص الوطني عن المزيّف أمراً متوفراً وسهلاً ...
مريم نجمه / هولندة





#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة .. ورأي شخصي - 24
- إنها ثورات الشعوب
- خواطر من اليوميات الثورية - 23
- هذا السوريّ ..... !
- أول الطريق ...
- هل تأثر فكر ماوتسيتونغ في الفلسفة الصينية التقليدية وروحها ا ...
- هل تحققت نبؤة المعلم ماو ( نظرية العوالم الثلاث ) ؟
- صراع القوى الدولية على منطقة البحر الأحمر - من يسيطر على الم ...
- من دار لدار يا ثورتنا الحلوة .. المسيرة المدينية للثورة السو ...
- من يوميات صيف الثورة السورية - 21
- من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - البحر الأحمر - رقم 3
- النفط يصّنع الأحداث , النفط يتكلّم النفط يحكم !
- خواطر صباحية
- كرنفال الأولمبياد في لندن .. ومهرجان القتل في سورية !؟
- ثورة شعب - من اليوميات - 20
- من اليوميات - 19
- تعابير عامية ..من مفرداتنا الشعبية اليومية - رقم 10
- اليد الواحدة تصفّق !؟
- الزهرة الجبلية
- المسيرة المدينية للثورة السورية .. المسيرة الدائرية - من الي ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مريم نجمه - صباح السياسة ..