أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - التحالف الديمقراطي الثوري














المزيد.....


التحالف الديمقراطي الثوري


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 13:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تم الإعلان عن تأسيس تحالف يساري هو التحالف الديمقراطي الثوري. و هذا التحالف يأتي بعد عدد من محاولات التحالفات أو الجبهات اليسارية أقربها هو جبهة القوي الاشتراكية.و غرض هذه المقالة هو التعرض لأبرز الأخطار التي تواجه هذا التحالف الجديد و لبعض الأفكار لكيفية تجنبها.

1 - بداية هناك واقع تحالف موضوعي بين اليساريين. بمعني أن الأغلبية الساحقة من اليساريين تؤيد نظاما ديمقراطيا تعدديا و تؤيد أعادة توزيع الثروة لصالح الطبقات الفقيرة و تؤيد أعادة بناء الاقتصاد بحيث يعتمد علي القطاعات الإنتاجية و تؤيد موقف أكثر بعدا عن الولايات المتحدة و إسرائيل.هذه القاعدة العريضة من المفاهيم المشتركة بين اليساريين تشكل أساسا للتحالف بينهم.لكن من ناحية أخري فأن نفس هذه المفاهيم بشكل أو بأخر تستوعب قطاعات أوسع كثيرا من اليسار التقليدي.فالتيار الشعبي الذي أسس حديثا يتبني هذه المفاهيم و حتي حزب الدستور يتبناها بشكل أو بأخر.و هنا نضع يدينا علي أول قضية تواجه هذا التحالف الديمقراطي و هي أن أساس تشكيله عائم. فالتحالف اليساري يفترض فيه أن ينبني علي موقف من الحقبة أو المرحلة و يتبني شعارا جامعا ينتظم خلفه مجمل المنظومة الفكرية – الحركية لليسار.

2 – ينقسم اليسار حركيا لفئتين فئة تتحرك في الشارع أساسا و فئة لا تتحرك إلا في الاجتماعات و الندوات. و يمكن مع التجاوز أن نقول أن الفئة التي تتحرك في الشارع أغلبيتهم من الشباب – رغم أن هناك شباب كثيرين لا يفعلون سوي الندوات أيضا- و يمكن القول أيضا مع التجاوز أن الفئة التي لا تتحرك في الشارع غالبا من كبار السن – و هناك بالتأكيد كبار سن في الشارع. و قبل الاستطراد أقصد بالتحرك في الشارع ليس المظاهرات و دعم النقابات و رسم الحيطان الخ مفردات الحركة لكن أقصد بها أيضا الاهتمام بما يجري في الشارع و بالحركات الاحتجاجية كما يتبدى هذا في القرارات و العمل السياسي الفكري. و لأن هذا الانقسام الفئوي أو العمري أو الحركي سميه ما تشأ استمر لفترة ليست قصيرة – حقيقة هو من ما قبل الثورة – فأن عدم ثقة متبادل نشاء بين من يعملون في الشارع و من يجلسون في القاعات. و لا يمكن لآي حركة وحدوية أن تتجاهل عدم الثقة هذا و تقفز فوقه و لا تحاول علاجه . و هذه قضية ثانية تواجه هذا التحالف الجديد.

3 – المفترض أن التحالف بين قوي اليسار هو تحالف بعيد المدي و ليس تحالف عابر و ليس مجرد تنسيق انتخابي . و هذا يعني أن لابد من وجود كيان تنظيمي يعبر عن هذا التحالف و يجسده و يحدد حدود هذا التحالف في علاقته بالقوي المشاركة فيه و ما هي حدود حركة كل من هذه القوي منفردة و ما هي الحدود التي يسود فيها التحالف. و متي يجب علي القوي المشاركة أن تتبع مواقف التحالف و متي يمكن لها أن تأخذ مواقفها الخاصة. بدون كيان منظم يصعب الحديث عن تحالف يساري.

4 – كما أنك كي تنتج بضاعة ما في مصنع عليك أولا أن تعد آلات هذا المصنع فأي عمل حزبي أو جبهوي له أدوات يجب أن تتوافر كي يمكن لهذا العمل أن يكون مجديا. و أول هذه الأدوات هي الجريدة. بدون جريدة ينحصر العمل الحزبي في الصورة الحرفية البدائية السابقة علي الصناعة الكبيرة. و في الحقيقة بدون تلفزيون نكون متأخرين كثيرا عن العصر. فكيف يمكن لتحالف أن يقوم بدون جريدة معبرة عنه؟ و أصدار جريدة في صورة بسيطة لا يتطلب الكثير من المال.

5 – كثيرا من مشكلات اليسار تنبع من أمور شخصية و مماحكات و مشاحنات تافهة. و مثل هذه الأمور نابعة من طبيعة و تاريخ هذا اليسار الذي أنفصل عن الكفاح في الشارع وسط الناس سنوات طويلة. و هذا الملمح في اليسار يعترف به الجميع و يقرونه. و بدون شك فأن هذا العنصر سيكون له تأثيرا ضارا علي التحالف و علي كل عمل حزبي لليسار. و هذا القضية تكتسب وزنا ضخما بسب غياب التفاعل حول القضايا الكبري و بسبب عدم وضوحها أصلا لدي قيادات اليسار. فما الذي فعله التحالف الجديد كي يقي نفسه خطر هذه النزعات الفردية ضيقة الأفق؟

6 – في تقديري الخاص أن أكبر نقاط ضعف اليسار حاليا هي الجانب الفكري – النظري. و كما تذهب المقولة الشائعة "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" فأن هذا الضعف بل الغياب الكامل تقريبا للنضال النظري و الفكري سينتقل أوتوماتيكيا من كل المنظمات المشاركة في التحالف ليصبغ التحالف بصبغته. فكيف سيواجه التحالف مثل هذا النقص الفادح. و بالطبع لا يتوفر لدينا قادة فكريين من مستوي عال مثلما توفر لقوي ثورية أخري بحيث نعتمد عليهم في أستكمال هذا الجانب فلابد من مواجهه هذا النقص بشكل جماعي إذا أريد لهذا التحالف أن يزدهر و يتألق.

هذه النقاط الست التي تواجه التحالف الجديد هي نفسها التي تواجه كل حزب و منظمة يسارية علي حده بهذا القدر أو ذاك من الحدة و الإلحاح. و دور التحالف هو أن يجمع الطاقات المبعثرة كي يمكن تجاوز المنعطف الحرج في هذه اللحظة من تاريخ اليسار.

نقطة البدء أذن تكون في بناء قيادة ديمقراطية للتحالف. هذه القيادة الديمقراطية يجب أن يكون نصفها علي الأقل من الشباب و المناضلين الحركيين. حتي نتجاوز قضية الثقة. ثم علي هذه القيادة أن تنشئ جريدة مستقلة يحررها نخبة من مختلف التنظيمات المشاركة. و علي القوي المشاركة أن تضع ميثاق عمل يحدد بدقة العلاقة بين هذه الهيئة المشتركة و بين مختلف القوي المشاركة. و سبل حل النزاعات بين الأطراف المختلفة علي أساس ديمقراطي و رفاقي. ثم علي هذه الهيئة أن تتصدي ليس فقط لتنسيق النشاطات و الفاعليات المشتركة و تحديد المواقف السياسية الخ و أنما أيضا القيام بعمل نظري -فكري لخدمة مجمل القوي اليسارية و ذلك عن طريق أصدار مجلة أو موقع مخصص لهذه الغاية. وصولا لتبني شعار جامع لليسار المصري في هذه اللحظة.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء و الإرهاب و النظام
- قضية اليسار الراديكالي
- تعليق مختصر علي برنامج الاشتراكيين الثوريين
- مأزق الثورة المصرية
- ما هي ديكتاتورية البروليتاريا؟
- بل المشاركة في الانتخابات هي الأفضل للثورة
- الديمقراطية الشعبية المصرية
- عن العسكر و الإخوان و البرلمان
- مندوب حزب التحالف يذهب للقاء مينا دانيال
- عرقنة مصر
- عزف علي أوتار الثورة
- الدول المصرية
- ستنتصر ثورتنا رغما عن المجلس العسكري
- دعوة لعقد مؤتمر وطني للقوي الثورية
- معضلات الثورة المصرية في حلقتها الجديدة
- 18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير
- بالصلاة علي النبي
- ماذا ما بعد؟ مقدمة لخريطة طريق لانتصار الثورة
- بين الانتخابات المصرية و الحرب الإمبريالية الأولي
- مرة ثانية الإسلاميين


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - التحالف الديمقراطي الثوري