أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - رأس الحيّة في الانتخابات البلدية














المزيد.....

رأس الحيّة في الانتخابات البلدية


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1123 - 2005 / 2 / 28 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بعد الإعلان عن الانتخابات البلدية، خرجت أصوات سلفية وهّابية، والتي لم تؤمن يوماً بالانتخابات، خرجت تُطالب الناخبين بأن ينتخبوا "أتباع السلف" وأن يبتعدوا عن العلمانيين والشيوعيين والذين يستهزؤون بالدين، الخ تلك الديباجة. وعندما انتهت الانتخابات البلدية في الرياض، تبيّن بأن الفائزين في هذه الانتخابات هم "السلفيون أنفسهم". فهل تختلف الحالة الشيعية عنها في السلفية؟
في مقال سابق، رفضت شبكة راصد نشره دون إبداء أي سبب، وقد نشرته شبكة الحوار المتمدن وشفّاف الشرق الأوسط بعنوان: ترفّعوا تفلحوا، تحدّثت فيه عن عملية الضغوط التي مورست ضد بعض المرشّحين لحثِّهم على الانسحاب، والانتقاص من آخرين للهدف نفسه. ربما هذا المقال أيضاً لن تنشره شبكة راصد كسابقه. المطلوب كان ولا زال هو أن يترفّع هؤلاء الأشخاص و"المشايخ" عن هذه الأعمال وأن لا يقوموا بزيارات "لخيام انتخابية" لأشخاص بعينهم وتزكيتهم، كما كان السلفيين يُزكّون أتباعهم بقولهم "انتخبوا من نشهد له بالتدين الخ"، وكأن الآخرين كفرة أو مشركون. ما قام به بعض المشايخ من زيارات لمرشّحين بعينهم وتزكيتهم يضع أمامنا أكثر من سؤال له علاقة بنـزاهة العملية الانتخابية ونزاهة المرشح والداعم له. المطلوب كان ولا زال بأن يترفع المشايخ عن هذه الأعمال، فإمّا أن يمتنعوا عن تزكية أي مرشح، أو يُزكّوا الجميع ويتركوا الخيار للناس في انتخاب من يثقون به ويعتقدون بأنه سيوصل صوتهم إلى الجهات العليا ويعمل على خدمتهم بكلِ ما أوتى من قوةٍ وعزيمة.
إن تزكية الشيخ لشخصٍ ما تعني الكثير للناس البسطاء، وكأنه أمرٌ بالتصويت له في الانتخابات البلدية وأن الآخرين ليسوا أهلاً لهذه الثقة. وهذا يعني أيضاً أن هؤلاء المشايخ لم يلتزموا الحياد تجاه المجتمع، بل أنهم يعملون على تشويه منافسيهم لأسباب لن تكون نبيلة بدون شك. هذا لا يعني أن المرشّح الذي يدعمونه ليس أهلاً لهذه الانتخابات، بل يعني أنّهم قد دقّوا إسفيناً في وسط المجتمع، واستغلوا طيبة المجتمع وثقته فيهم لأغراضهم "الشخصية". إن تصرّفاتهم هذه، تُذكّرني بما يتحدّث عنه مشايخ السلف، بوجوب إطاعة ولي الأمر، لأنه من طاعة الرسول وطاعة الله كما قال تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فأي مخالفة لطاعة ولي الأمر هي مخالفة لطاعة الله، وهذا استغلال للدين في أبشع صوره.
من المحبط حقاً قيام هؤلاء المشايخ بالمجازفة بسمعتهم والبعض منهم، بدينه لأغراض شخصية، في الوقت الذي لم يستطيعوا على مدى عقود أن يتّخذوا قراراً بتثبيت عيد الفطر، خوفاً من أن يكونوا مخطئين "ويتحمّلوا ذنوب الآخرين"، فعشنا سنوات كثيرة نحتفل بثلاثة أعياد في منطقة القطيف، بدل عيدٍ واحد. في الوقت الذي احتاجتهم الناس واحتاجهم المجتمع، كانوا أبعد البعد عنه وعن مصالحه، فبعضهم يعرفهم القاصي والداني حيث رفضوا استقبال الثقاة من الناس الذين رأوا ويروا هلال عيد الفطر كلّ عام، فحيناً يتهرّبون بالسفر وحيناً آخر بتوجيه الأشخاص الذين رأوا الهلال إلى مشايخ آخرين يعلمون رفضهم لهم. لقد عشنا ولا زلنا نعيش متاهات عيد الفطر المبارك لأن الشيوخ في كل مدينة يبحثون عن مصالحهم الشخصية فلا يستطيعون تثبيت رؤية الهلال إلاّ بعد أن يقوم بتثبيته من يحتكر الأوقاف ويُسيطر على تخويل غيره من المشايخ في إجراء عقود الزواج الخ، لكنهم لا يتحدّثون عن هذه المصالح، بل عن خوفهم على دينهم من أن يتحمّلوا ذنوب الآخرين كما أسلفت. فعند حاجة الناس والمجتمع لهم، يستخدمون "خوفهم من الله حتى لا يقعوا في الخطأ" ونسوا القول المأثور للإمام علي عليه السلام "الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس".
لكن ما أن أتت هذه الانتخابات "التافهة" والتي كلٌ ما فيها هو إثبات وجود فقط ليس إلاّ؛ تراهم قد تسابقوا إلى خيمة فلان وعلاّن، وتزكية فلان، وكأنهم يعملون على شكل عصابات، باستخدام رأس حربة في كل مدينة ليتم انتخابه، وكأنهم في مباراة لكرة القدم، دون النظر لمشروعية العمل القانونية والدينية والإنسانية، ودون النظر لمصلحة المجتمع الذي ينتمون إليه، وكأن مرشّحهم هو الأفضل، مع أنه لم تتم تجربته بعد. بعض من هؤلاء المرشّحين سمعته لا ترقى لمرشّحين آخرين، فقط لأن بعض هؤلاء المشايخ تربطهم بالمرشح صلة قرابة تارة، ومصالح "دنيوية" تارة أخرى، مثل مشاركته للمرشح في تجارة أو حملات حج أو عمرة الخ. في موضوع الانتخابات لم يتحدث هؤلاء المشايخ عن خوفهم على دينهم بسبب احتمال وقوعهم في الخطأ، بل لم يعيروا اهتماماً لمجتمعهم الذي هم جزءٌ لا يتجزأ منه، وانساقوا وراء رغباتهم الدنيوية واختاروا بدلاً عن الناس من يرونهم "أهلاً لهذه الوظيفة"، بدل أن يتركوا الخيار للناس، كما فعلوا مع أعياد الفطر كل عام.
لم يكتفوا بذلك، فأصبحوا أشبه بمشايخ الوهابية الذين يُزكّون بعضهم بعضاً ويُزكّون أتباعهم "المخلصين"، وكأن الآخرين هم "علمانيين" أو حتى "فسقة"، لا يستحقون احترام الناس ولا التصويت لهم. حتى مع انسحاب البعض من هؤلاء المرشّحين، أو حتى إسقاط أسمائهم من القائمة، فهؤلاء المشايخ لديهم "نسخة احتياطية" للتزكية، فاختفاء رأس الحربة أو رأس الحية من قائمة المرشّحين في مدينةٍ ما لا يعني أنه لا توجد حيّةً أخرى تحلُ محلّها، بالتنسيق مع مشايخ المدينة والمنطقة. وهذا ما حصل في أكثر من مدينة، حيث يفتخر فلان بأن الشيخ الفلاني زار خيمته الانتخابية أو مجلسه الانتخابي دون نظر الشيخ إلى تبعات استغلال الجانب الديني في هذه الأمور السياسية، وكأنهم أوصياء الله على خلقه، فأقوالهم تُصبح قرآناً وعلى الناس أن يلتزموا بذلك دون نقاش.
أحد الأخوة تساءل بحرقة، ما الفرق بين شيوخ الوهابية، مثل بن جبرين وغيره، عن مشايخنا؟ طبعاً هناك فروق كثيرة لا مجال لذكرها، لكن يبدو أن الصورة بدأت تختل بسبب الانتخابات البلدية التي أعطت صورة مختلفة عمّا كُنّا نعتقدُ، أو بالأحرى كُنّا نأملُ فيهم.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - رأس الحيّة في الانتخابات البلدية