أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح مطر - ربيع بعد صيف














المزيد.....


ربيع بعد صيف


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في ترتيب الفصول يأتي الربيع بعد الشتاء فينعش الأجواء ويكسو الأرض ألواناً بهيجة نظرة ، هو فصل يرق فيه النسيم وتفيض الأنهار وتزهو الحياة بعد انكماشها اتقاء غائلة البرد وصبارة موجاته القاسية . و كما يبدو إستناداً على ما جرى فان للعرب فصولاً هي غير فصول الناس ، إذ أتى ربيعهم بعد صيف قائض ألهب الأجواء ، جف له الهواء ، غارت المياه ، يبس نبات الأرض عطشاً فغدا غثاءً تعبث به الريح ، توقف النماء فلا زرع ولا ضرع ، استحالت الربوع بلقعاً تستوطنه الوحشة ويباباً يجثم على تخومه ليل عسعس بهيم . ربيع أتى على بقية شجيرات مورقة ليميتها وعلى ثمة قطرات غيث تديم نسغ الحياة وتبل ريق الزمن الموبوء بحمى الأفكار القادمة من بؤر التاريخ العفنة ، بلا أتى على الغيث فلا غيث ولا طل ولا قطر .... لا شيء سوى ريح هوجاء داكنة تدفع أمامها غربانا تنعق ممهدة لخراب البلدان والخروج عن دائرة الزمن السائر صوب الأمل وصناعة الحياة التي تنشدها أمم الأرض وشعوبها الطامحة إلى غد أفضل . هي عودة إلى قمامة التاريخ وخوض في لجج ظلماته ومعاكسة تياره الجارف ، عودة إلى أقبية الجهل ودهاليز التخلف وإلغاء العقل الجمعي لصالح النافخين في أبواق الشعارات والناطقين باسم الله والقائمين على دينه ، المخصوصون بفيضه ولطفه ، الحاكمون باسمه تحت ظلال قصورهم المنيفة انطلاقا مما تمليه عليهم مناصبهم الرفيعة وما جادت به و أغدقته ديمقراطية الترشيح والانتخاب القائمة على آليات بلا مفاهيم و لا وعي انتخابي ولا ثقافة ديمقراطية لتنتهي بذلك حقبة القومية وشعاراتها وسياط جلاديها وانقلابات قادتها ودكتاتورياتهم البغيضة ، حقبة قضمت عقودا من أعمار الشعوب ، انتهت لتنهض على أطلالها حقبة الطائفية المتسربلة بلبوس السلفية والتدين القشري ليعتلي أساطينها سدد الحكم بلحاهم الكثة وجباههم الموشومة بالسواد من أثر السجود وبضمائرهم التي لا يحركها هول معانات شعوبهم وواقع بلدانهم المزري لكنها تنتفض لأجل ( السلف الصالح ) والتابعين لهم والوقوف أمام كل من يحاول الخروج على نهجهم لينعم بعيش آمن بلا ضغينة لأحد ولا تدخل بشأن آخرين ولا إلحاق الأذى بفرد أو جماعة و لا مساس بحريات الغير . لا أدري أي سلف صالح يرضى بأن لا يعتصم الناس بحبل الله ويوصي بقتلهم على الهوية ويدعو إلى تكفير أصحاب الرأي المخالف ، أي سلف صالح يرضى بأن تسرق ثورات الشعوب وتضحياتها تحت يافطة الدين والطائفة ليتسنم ولاة الأمر من المؤمنين أعلى المناصب فيضيقوا على حريات الناس و يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع ، نعم كأنه ربيعهم القادم بعد صيف. فمثلما تظلم الشعوب ظلمت الفصول وسرق اسم الربيع ليطلق على حقبة يأباها الزمن الحر وترفضها كل شهور السنة وأيامها وليس فصولها فحسب .



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحرية والديمقراطية
- رواية نصف جسد وتجسيد الهم العراقي
- الفضاء الثقافي المفتوح
- حديث الاكف تحفيز للذاكرة
- حماية المنجز الديمقراطي
- لكل ضعف ولكن لاتعلمون
- بين الحقيقة والزيف
- أور زقورة وشواهد تاريخية
- وجهة نظر في المصالحة
- القائمة المغلقة والمفتوحة
- بين الانا وبريق المنصب
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح مطر - ربيع بعد صيف