|
وفاة جلال الطالباني
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 11:54
المحور:
كتابات ساخرة
الشركاء الاعداء في العملية السياسية ممن يخلقون الازمات المتتالية وممن يصعّدون من مستوياتها ، اثبتوا ان قدراتهم في هذا المجال هي أكبر بكثير من قدراتهم على خدمة الشعب الذي انتخبهم واجلسهم على ماهم عليه الآن من كراسي وقنفات ، مبالغ في الوانها الذهبية ومستوى الفخفخة ، التي تعكس ذات الذوق الشخصي القبيح في ادارة شؤون وطن ، ميزانيته أكثر من 100 مليار و24% من مواطنيه تحت خط الفقر .
ومنذ فكرة المؤتمر الوطني التي تحولت الى الاجتماع الوطني ومن ثم اللقاء الوطني ، وبعد ذلك اجتماعات اربيل والنجف ومشروع سحب الثقة وآخرها ورقة الاصلاح التي لم يطلع عليها أحد ، كان العديد من البرلمانيين يرفعون ويكبسون كرة ليس لها وجود في اذهانهم ولايريد البعض منهم ان تستقر الامور حتى اجراء انتخابات جديدة ، تضمن لهم استمرار تمسكهم بكل ماسيطروا عليه ، والقادم من المتبقي ، وجميعهم ، بدون استثناء ، يفكرون بمصالحهم ، افرادا واحزاب ، قبل أي شيئ آخر . ومرت الاشهر الثلاثة الاخيرة ينتظرون عودة جلال الطالباني من العلاج وكأن عصاه التي يتوكأ عليها تحمل الحل ، فأما ان تكون عصا سحرية وتحُل الازمات بحركتين سريعتين ، أو انه سيكسرها على رؤوس قادة البلد ليصحوا من غفوتهم عن مصالح الشعب .
ولكن ماذا لو توفي اثناء رحلة العلاج ؟ وماذا لو يتوفى اليوم أو غد أو بعد اسبوعين ؟؟؟ - ستتم مراسيم تشييع كبيرة رسمية وشعبية في بغداد واربيل والسليمانية ، وسيقول عنه الشركاء الاعداء كلمات مديح كبيرة وطويلة ، وسيعددون مآثره النضالية ، وسيكتب الشعراء قصائد بالعربية والكردية وستمتلئ صفحات الجرائد اليومية بكلمات وصور عنه ، وحتى الفيسبوك سيمتلئ بكلمات من مؤيديه ومعارضيه ، وبعد مرور اسبوعين ستظهر مظاهر تصعيد الازمات القائمة بأزمة جديدة وهي اختيار رئيس جديد للجمهورية .
- يقول الدستور العراقي ان على مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية بأغلبية ثلثي اعضاء المجلس ، وفي حال غيابة يتم انتخاب رئيس جديد في مدة لاتتجاوز الثلاثين يوما ، يحل فيها نائب الرئيس محل الرئيس ، أو رئيس مجلس النواب في حال عدم وجود نائب للرئيس . ولكن هل ستكفي الثلاثين يوما لترشيح وانتخاب رئيس جديد للعراق في ظل الخارطة السياسية الحالية ؟
- سيطالب الكرد أطراف التحالف الوطني بتطبيق اتفاقية أربيل التي على اساسها تشكلت الحكومة وبذلك فالرئيس الجديد يجب ان يكون من الكرد . - ستظهر أصوات من العراقية تطالب بالمنصب لان العراق له امتداد عربي والرئيس يجب ان يكون عربيا ، ومن احدهم سيصدر ترشيح اياد علاوي ، وهو بدوره سيظل صامتا عسى ان تحسم الامور لصالحه . - اطراف التحالف الوطني ستطالب بتطبيق الدستور ، وهو يعني تقديم مرشحين والتصويت عليهم ، وسيقدمون مرشخين من قبلهم لشغل المنصب ، ولن يتوقفوا عن الدفاع عن فكرة ان الرئيس يجب ان يكون شيعي الطائفة حتى لو كان رئيس الوزراء شيعي أيضا ، لانهم أكثرية الشعب . ويستمر التجادل ، وتبتعد المسافات أكثر بين اطراف القادة ، وكما حدث في اتفاقية اربيل الاولى ، ستجري الاحزاب لقاءات واجتماعات ستطول ، يرافقها ، زيادة التوترات وزيادة في اعمال ارهابية ، وتواصل في نقص الخدمات ، حتى يظهر منقذ ما من امريكا أو ايران أو كلاهما ، أو يظهر الامام الذي ينتظره الشيعة منذ 1400 سنة .
- حتى لو حصل اتفاق على ان يكون المنصب من الكرد ستظهر مشكلة اخرى ، سيتناقش الاكراد من جديد حول ان يكون المرشح من الاتحاد الوطني الكردستاني او من الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وهذا سيأخذ وقتا من النقاش وربما سيتفقان ان المرشح لرئاسة الجمهورية من حق الاتحاد الوطني . وعندها ستظهر مشكلة اخرى وهي مَن من نائبي جلال يستحق المنصب أكثر ، كوسرت رسول أو برهم صالح ، وسيدافع فريقيهما عن كفاءات هذا وذاك ، وهذا سيأخذ وقتا أطول ، وتنتهي مدة الثلاثين يوما اربعة مرات متتالية دون نتيجة . شخصيا ارجو يستطيع جلال الطالباني عند عودته الى بغداد يوم الثلاثاء القادم ان يكسّر عصاه على رؤوسهم جميعا ، عسى ان ينفع ذلك ، حتى موعد الانتخابات القادمة ، حينها سيكون الشعب مسؤول عما يحدث اذا عاد وانتخب نفس الوجوه .
22 أيلول 2012
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 16
-
القزو
-
رسالة تواصل ديمقراطية
-
الخال ابا ذكرى وداعا
-
الشيوعي العراقي يرفض !!!
-
نصيحة ديمقراطية
-
المالكي والمتنبي
-
تيار الديمقراطيين بعد عام 2
-
هل ضحك المالكي ؟
-
تيار الديمقراطيين بعد عام
-
ثقافة الاعتذار
-
يوميات دنماركية 15
-
شجاعة وزيرة شؤون المرأة
-
حول تشكيل التيار الديمقراطي في الدنمارك 3
-
الحب في جريدة طريق الشعب
-
- جنطة - إبتهال كاصد
-
ثقافة الاجتماعات
-
خطوة الإمام ... ولكن
-
المالكي ليس صدام
-
يوميات دنماركية 14
المزيد.....
-
شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43
...
-
اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
-
ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران-
...
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|