أوباما يفوز جولة في سعيه لحبس الأمريكيين دون محاكمة

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نجحت محاولة اوباما تحقيق النصر في قاعة المحكمة بحبسه الأمريكان دون محاكمة. حاليا، يصدر الرئيس قرار حكم الإعدام بالأجانب وفقاً لإرادته.. "هذه هي البدعة الشيطانية/ جحيم جهنم evil beauty لقوانين بوش- اوباما: استباحة الحدود الدولية لشعوب العالم.. اختطاف الناس على قدم المساواة: الرئيس الأمريكي يزعم أن لديه الحق في قتل أي مواطن غير امريكي.".. (بل وحتى مَنْ يحمل الجنسية الأمريكية خارج أمريكا أحياناً)..

"يرى المدعي الأمريكي أن الأمن المحلي الأمريكي يبرر اعتقال المواطنين الأمريكان، تحسباً لامتداد احتجاجات الشرق الأوسط إلى داخل الولايات المتحدة."

ليس صحيحاً أن باراك اوباما بمفرده دمَّر سيادة القانون في الولايات المتحدة. إن إجراءات تمزيق وثيقة الحقوق Rights was جاءت حصيلة جهود مشتركة بين اوباما وسلفه بوش. رئيسان إثنان توحدت أفكارهما في السعي باتجاه إزالة كافة الحواجز التي تحول دون اعتقال/ سجن المواطنين، بدون تهمة أو محاكمة، وفي أي مكان في العالم، بما فيهم المواطنون الأمريكيون. بوش أنجز الأسس الأولية، بتفسيره تفويض الكونغرس congressional mandate توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم القاعدة ، على أن التفويض يمنح الرئيس كذلك سلطة احتجاز أجانب بدون تهمة وحشرهم في غوانتانامو. ومن الناحية النظرية التعامل مع المواطنين الأمريكان بنفس الطريقة. لكن ذلك كان مجرد رأي رئاسي دون أن يجد التطبيق.

أدرك بوش بأنه سيكون من الصعب جداً إصدار مشروع قانون الحبس الاحتياطي من خلال الكونغرس، ذلك لأن الديمقراطيين سيطلقون في وجهه جحيم جهنم، والمتظاهرون/ المحتجون سيطالبون برأسه. لكن اوباما أتم ما عجز بوش عن إتمامه: في ليلة رأس السنة الجديدة New Year’s Eve، وقّع اوباما على قانون الحبس الاحتياطي كجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني National Defense Authorization Act. في ظل الديمقراطي الأسود (الملون/اوباما) Black Democrat، لم يعُد للقانون من وجود داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن سبق وأعلن اوباما أن بقية أرجاء الكوكب مجال لممارسته القتل.

ثم، مرة أخرى، في اغسطس/ آب، أحد قضاة منطقة العاصمة الاتحادية في نيويورك- كاترين فورست Katherine Forrest- وجّهت صفعة للأمر التقييدي المؤقت للاحتجاز الوقائي، حيث قضت لصالح مجموعة ناشطين وصحفيين بأنهم يمكن أن يكونوا مستهدفين بإلقائهم في السجن لمجرد الكلام أو الكتابة بموجب القانون الجديد. دافع محاموا وزارة العدل / محامو اوباما بأن القصد غير ذلك.. ومن الواضح أن اوباما، كمثل سلفه بوش، أراد مجالاً لتفسير القانون بأي شكل من الأشكال التي يراها مناسبة، حتى يتمكن من من حبس مَنْ يشاء، متى شاء، ومن دون سبب معلن على الإطلاق. لكن القاضية فورست قضت يوم 12 سبتمبر/ أيلول بأن قانون اوباما للحبس الاحتياطي غير دستوري.

"في ظل الديمقراطي الأسود.. لم يعد لسيادة القانون من وجود داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية."

في أقَلّ من أسبوع، اُعيدتْ وثيقة الحقوق للتربة الأمريكية. ولكن، في يوم الأثنين الماضي، وضعت محكمة استئناف فيدرالية القانون في الانتظار، بإلغاء حكم فورست بشأن الحبس الاحتياطي. وستبدأ محكمة الاستئاف المكونة من ثلاثة قضاة إعادة النظر في القضية يوم 28 سبتمبر. يقول محاموا اوباما أن الحكومة بحاجة إلى السماح لها باعتقال البعض دون تهمة أو محاكمة في أفغانستان، لكن Bruce Afran، محامي المدعين الأمريكان، يرى أن أجهزة الأمن الداخلي تستعد لاعتقال كثرة من المواطنين الأمريكان، تحسباً لامتداد الاحتجاجات من الشرق الأوسط إلى التراب الأمريكي.

هذه هي البدعة الشيطانية لقوانين بوش (و) اوباما.. إنهم يتنقلون عبر حدود العالم- الدول والشعوب- ويختطفون render (الاعتقال/ التحقيق/ النقل إلى سجون خارج الولايات المتحدة/ التعذيب..) من يشاؤون ليواجهوا نفس المعاملة السيئة دون وجود حدود زمنية لمحاكمتهم.. اوباما يزعم- من تلقاء نفسه- الحق في قتل أي واحد منهم أو اعتقاله أبدياً.. وبهذا المعنى، لا يعترف اوباما بالفرق القانوني بين المتظاهرين المناهضين لحروب الولايات المتحدة وبين أهداف مجهولة في أفغانستان وباكستان واليمن أو الصومال.. حرياتنا وكافة مجالات حياتنا يجب أن تخضع لأِهواء رئيس أمريكي.

راديو جدول أعمال السود Black Agenda Radio.. أنا Glen Ford.. على شبكة BlackAgendaReport.com.
ممممممممممممممممممممممممممـ
http://www.uruknet.info/?p=m91193&hd=&size=1&l=e

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات