|
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: الطريق الى الوعي الديمقراطي والى ترسيخ التقاليد الديمقراطية صعب ولابد من اقتحامه
الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 11:13
المحور:
مقابلات و حوارات
في مقابلة مع فضائية "الفيحاء" حول تقييم نتائج الانتخابات سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: الطريق الى الوعي الديمقراطي والى ترسيخ التقاليد الديمقراطية صعب ولابد من اقتحامه
اجرت فضائية "الفيحاء" مقابلة مع الرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، يوم الثلاثاء 22 شباط 2005 تناولت تقييم نتائج الانتخابات الاخيرة وما حققته قائمة "اتحاد الشعب" والحزب في العملية الانتخابية على الصعيدين الوطني والمحلي. وتطرق الرفيق حميد موسى خلال الحوار الذي أداره السيد هشام الديوان، مقدم برنامج "فضاء الحرية"، الى العوامل الموضوعية المؤثرة على وعي الناخبين، ومن ضمنها تركة النظام البائد وممارساته الوحشية، وتغييب الشعب عن حقه في تقرير مصيره على امتداد سنين طويلة، وغياب التقاليد الديمقراطية. واعتبر ان "الطريق الى الوعي، والى ترسيخ التقاليد الديمقراطية، صعب ولابد من اقتحامه".
ورداً على من وصفهم بـ"الشامتين والحاقدين"، الذين يعتقدون ان ما حدث "هزيمة لسياسة الشيوعيين او لفكر الشيوعيين"، قال ان "هؤلاء ليسوا بالنقّاد الموضوعيين، ولن ينفعهم التشفي". واضاف "إن كان ذلك خسارة، فهو ليس خسارة للشيوعيين والحزب الشيوعي، بل هو خسارة ايضاً للديمقراطية، وللصوت الديمقراطي في الجمعية الوطنية". ورحّب بمن تقدم بالملاحظات البناءة، الايجابية، "فكلنا آذان صاغية لدراسة التجربة، ولسماع الرأي الآخر، وتفحص الاخطاء والانتقادات"، مشيراً الى ان "كل منظمات الحزب هي ورشة عمل لدراسة التجربة ووضع ما يجب وضعه من تفاصيل لكي نكون في الموقع المناسب في انتخابات نهاية السنة".
وفي ما يلي الجزء المتعلق بالانتخابات في هذه المقابلة:
** الاحزاب العراقية كلها، بعد اعلان نتائج الانتخابات، هي في مرحلة مراجعة. حزبكم حزب عريق وماضيه مجيد، وقواعده كبيرة. كيف تفسر عدم الحصول على عدد (من المقاعد) يتناسب مع امكاناتكم، شعبيتكم وتراثكم، في الانتخابات؟
الرفيق حميد موسى: نعم، العدد الذي حصلنا عليه لا ينسجم ولا يتناسب مع الوزن او الثقل النوعي لدور الحزب الشيوعي في الحياة السياسية للبلد، وفي العملية السياسية. وهذا يرتبط بجملة من الظروف. نحن في ورشة عمل مكثفة في كل منظمات الحزب لدراسة هذا الذي حصل، واستخلاص الاستنتاجات الطبيعية والموضوعية منه، لكي نستعد للجولة القريبة القادمة والتي نأمل ان تكون اكثر نزاهة، او اكثر نظافة، في عملية اجراء الانتخابات مما كانت عليه الاخيرة، مستفيدين من نقد الاخطاء والنواقص والثغرات التي حصلت في هذه الجولة.
هناك اسباب خارج ارادة الشيوعيين، وهي تتعلق بوضع البلد، وبالظروف التي تحيط بالعملية الانتخابية، وهي ظروف غير طبيعية في كل الاحوال. فالمواطن العراقي لم تتح له خلال السنتين الماضيتين فرصة كافية للتعرف على طريقة اختيار ممثليه، والتعود على تقاليد ديمقراطية جديدة.
الذي جرى ان غالبية الذين ادلوا بأصواتهم انطلقوا من اعتبارات الرد على ممارسات النظام السابق، والتي تميزت بالاضطهاد القومي والتمييز الطائفي والقمع السياسي، وهي ممارسات امتازت بالوحشية والدناءة. فالناس صوتوا بالأساس كرد فعل عاطفي على تلك الممارسات، وكانت هناك الطائفة، وكانت هناك القومية، كعناوين أساسية للتصويت. وبالتأكيد فان هذا لا يخل بحقيقة ان الانتخابات كانت في الوقت نفسه عملاً سياسياً ضد الارهاب وضد الدكتاتورية، وتصويتاً شرعياً للمواطنين. ولكن نحن نريد ان نفكر لماذا ذهبت الاصوات بهذا الاتجاه ولم تذهب بذاك الاتجاه.
مقارنة بين نتائج الانتخابات الوطنية والمحلية
فلو أخذنا امثلة للتدليل على ذلك، في احصائية بسيطة، فان ما حصل عليه الشيوعيون او قائمة "اتحاد الشعب" في انتخابات الجمعية الوطنية كان 69 الف و960 صوتاً. هذا الرقم يقابله، في 12 محافظة فقط من المحافظات العراقية التي جرت فيها انتخابات لمجالس المحافظات - لا أشمل بذلك كردستان وكركوك والموصل والمناطق التي أحجم فيها المواطنون عن الانتخابات - .. أي المحافظات الـ12، التي جرت فيها الانتخابات في ظروف افضل نسبياً، فقد حصلت القائمة على 158 الف صوت (بالمقارنة مع 69 الفاً في انتخابات الجمعية الوطنية)، وهذا يبيّن الفرق والمؤثرات والضغوط غير الطبيعية، ذات المصادر المختلفة، على الناخبين.
مع ذلك، حصلنا لقائمة "اتحاد الشعب" على مقعدين، وحصلنا للشيوعيين في القائمة الكردستانية على مقعدين. فهذا يعني ان للشيوعيين اربعة مقاعد في الجمعية الوطنية، بخلاف ما يكرره البعض في وسائل الاعلام. ولنا 3 مقاعد في المجلس الوطني الكردستاني، وممثلان في مجلس محافظة بغداد، وفي كربلاء وبابل والناصرية والسماوة وواسط، وممثل في العمارة، وثلاثة ممثلين في كركوك، وممثل في الموصل. وهذا يعني ان القائمة يفترض ان تحصل على نسبة 5% في بغداد او 4% في المحافظات.
مع ذلك، هذه النسبة قليلة. ونحن في الوقت الذي ندرسها، لا نكتئب ولا نتشائم. ولا نحمّل الأمر تخمينات او تقييمات غير موضوعية. فقد سمعنا من البعض ما يطعن بجدارة الحزب، او يقيّمها (النتائج) من منطلق ذاتي، او ليفرّغ فينا احقاداً شخصية، او يجعلها مناسبة للانتقام من الشيوعيين، او من سياسة حزبهم او من موقفهم العام.. هذه لا تؤثر على موقف الشيوعيين وسعيهم للاستفادة من الدروس ومواصلة المسيرة.
نعم، هناك اخطاء ترتبط بعمل منظمات الحزب. فالتجربة في كل الاحوال جديدة، ولم يخض الكثيرون منهم سابقاً انتخابات ديمقراطية، او حملات دعائية مناسبة.
لا أريد ان القي ذلك على الاوضاع الامنية، فهي عامة للجميع، رغم تميزها بالنسبة للشيوعيين. فنحن في الاشهر القليلة الماضية قدمنا 14 شهيداً، آخرهم الرفيق ابو فهد، الذي استشهد قبل 4 أيام في منطقة الدورة. نعم، نحن نتحمل ذلك من اجل الشعب، من اجل قضية الديمقراطية وترسيخها.
خاب فأل الشامتين والحاقدين
لكن خاب فأل الذين يتصورون ان هذه هي نهاية المطاف، وانها هزيمة لسياسة الشيوعيين او لفكر الشيوعيين. فليس هؤلاء بالنقّاد الموضوعيين. انهم شامتون وحاقدون، ولن ينفعهم التشفي.
فذلك إن كان خسارة فهو ليس خسارة للشيوعيين والحزب الشيوعي، بل هو خسارة ايضاً للديمقراطية، وللصوت الديمقراطي في الجمعية الوطنية. فبدلاً من ان يفكروا هم، مع الشيوعيين، كيف يتداركون هذا الذي حصل فانهم يفرحون.. فبؤساً لهذا التفكير الناقص، الحاقد.
ولنقل كلمة حق بشأن من تألموا، وتقدموا بالملاحظات البناءة، الايجابية. فكلنا آذان صاغية لدراسة التجربة، ولسماع الرأي الآخر، وتفحص الاخطاء والانتقادات. ان كل منظمات الحزب هي، كما قلت، ورشة عمل لدراسة التجربة ووضع ما يجب وضعه من تفاصيل لكي نكون في الموقع المناسب في انتخابات نهاية السنة.
** هذه اول تجربة بالنسبة الى العراق منذ اربعة عقود من الظلام. بالتالي، حتى اذا كانت هناك اخطاء، وبعض الممارسات البسيطة و الكبيرة التي تخرج عن اخلاق الانتخابات، فهذه يمكن معالجتها.. هل تعتقدون، في الحزب الشيوعي، ان هناك نقص في الثقافة الحزبية عند الانسان العراقي بسبب اخطاء وحماقات النظام السابق.. هل الشعب العراقي الآن في حاجة الى اعادة تأسيس لثقافته السياسية كي يستطيع ان يمارس حياته بشكل صحيح اعتباراً من الانتخابات المقبلة؟
الرفيق حميد موسى: اعتقد ان الرهان على الديمقراطية وترسيخها في الحياة السياسية العراقية سيكون رهناً باستخلاص الجميع لدروس حقيقية. فان شعبنا، وهذا واقع موضوعي وليس انتقاصاً من الشعب، تعرض الى الظلم والتجهيل والقمع. لا توجد تقاليد ديمقراطية. لا توجد ثقافة سياسية ووعي سياسي عميق. هناك جهل، وهناك الابتعاد عن الدخول في عمق الأمور. هذه ظاهرات إذا كنا نبحثها من زاوية سياسية، من زاوية علم الاجتماع.. هذه معاناة تشبه معاناة المواطن - ويجب ان تكون كذلك بالنسبة الى الانسان الواعي - هي تشبه معاناته من الكهرباء، ومعاناته من الوقود ونقصه، ومن الامن وخطورة الوضع.
الانسان العراقي جرى تغييبه سنوات طويلة، مرهقة، عن المساهمة في تقرير مصيره، عن أن ينتخب بحرية ونزاهة، عن أن يسمي ممثليه، عن أن يختار وفق مصلحته الاجتماعية.
لم يتح للمواطن ان يختار وفقاً لمصالحه الاجتماعية
وفي كل الاحوال، ليس هناك أي شك بأن الانسان سيبقى يحترم دينه وايمانه، وانتماءه الديني، وانتماءه للطائفة. هذا شيء آخر. نحن نتحدث عن ثقافة سياسية للديمقراطية، وممارسة الديمقراطية. لم تتح لشعبنا مثل هذه الممارسة، ولم تتوفر الثقافة الكافية، التوعية الكافية، بحيث يستطيع المواطن أن يختار على اساس البرامج، ومعرفته بالاشخاص، ومعرفته لما تمثله القوائم، ومعرفته لمصالحه الاجتماعية العميقة. حقاً ان هذه هي مهمة كل من تعز عليه الديمقراطية، كل من يعز عليه رقي وتقدم الشعب العراقي.
نحن نعتقد ان شعبنا يملك الكثير، ولكن جرى تغييبه عن هذا الكثير، كما جرى تغييبه عن ثرواته وحرم منها، غُيّب عن تراثه وثقافته، غُيّب عن العالم وما يجري فيه.. سنوات من العزلة.
الآن، بالتأكيد نحن نتفهم. لا نجلد نفسنا وشعبنا. نتفهم ان هناك ظروف غير طبيعية فُرضت عليه. لذلك كان تصويته انطلاقاً من ردود فعل على ممارسات سافلة إجرامية قام بها النظام السابق.
ولكن الطريق الى الوعي الديمقراطي، والى ترسيخ التقاليد الديمقراطية، صعب ولابد من اقتحامه. لا بد من مواصلة الجهد بمثابرة وأناة كي يستطيع مواطنونا ان يدرسوا وان يتشربوا بالتقاليد الديمقراطية، وبالتالي ان يدلوا بالاصوات لمن يعبّر بحق وحقيقة عن مصالحهم، من خلال برنامجه السياسي الانتخابي، ومن خلال سلوكه العملي، وليس فقط بما يدعيه. فهذا يحتاج الى فترة. الآن، لم نوفر لشعبنا مثل هذه الفرصة. وسنعمل مع كل الحريصين على بناء عراق ديمقراطي من اجل توفيرها.
إعداد - اعلام الخارج للحزب الشيوعي العراقي ...
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا بعد الانتخابات ؟ التداول السلمي للسلطة ومؤسسات الدولة
-
وداعا رفيقناالشهيد ابو نرمين
-
الحزب الشيوعي العراقي يهنئ جماهير شعبنا، ويعبر عن الشكر والت
...
-
الحزب الشيوعي العراقي ينعي رفيقين استشهدا يوم الانتخابات
-
تصريح صحفي صادر عن قائمة - قائمة اتحاد الشعب -
-
الجميع مطالب بتوفير مستلزمات تحقيق انتخابات حرة ونزيهة وذات
...
-
نشرة اخبارية العدد 61
-
نشرة اخبارية العدد 60
-
نشرة اخبارية العدد 59
-
يد الإرهاب والغدر تغتال الرفيق هادي صالح/ أبو فرات
-
نشرة اخبارية العدد 58
-
لنجعل من السنة الجديدة، عنواناً للفرح الآتي
-
نشرة اخبارية العدد 57
-
بلاغ عن انعقاد المجلس الحزبي السادس للحزب الشيوعي العراقي
-
نشرة اخبارية العدد 55
-
البرنامج الانتخابي لقائمة اتحاد الشعب
-
نشرة اخبارية العدد 54
-
نشرة اخبارية العدد 53
-
شعارات الحملــة الانتخـــابية
-
نشرة اخبارية العدد 52
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|