سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 11:12
المحور:
الادب والفن
آنَ قرأتُ ما كتبه علي الفوّاز ، اليومَ ، في موقعٍ عراقيّ للإنترنت ، عن الرحيل اللائق لحسين الحسيني ، أحسستُ بشيءٍ من الرضا عن هذا العالَـم . مبعثُ رضاي أن هذا العالَـم القاســي الناســي منحَ حسين الحسيني فرصةَ الرحيل المنتقى : هكذا في المكان العامّ ، قريباً من مظانِّـه ، اتحاد الأدباء ، نادي الموسيقيين ، مع الحقيبة العجيبة التي نعرفها معرفتَــنا بصاحبها ، لكننا لا نعرف ما فيها . لم يكن ضحيةَ مرضٍ أو حادث مرورٍ . لقد رحلَ ماشياً كعهده .
جوّاب أزقّــةٍ وصحف ، مشّــاءٌ ، حِـلْـسُ ليلٍ متهيِّب ، حافِـظُ عهدٍ وودٍّ . امرؤٌ ليس من هذا الزمان .
حسين الحسيني صديقي.
ألِفَ زيارتي في منزلي ببغداد الجديدة ؛ وائتمنني على القراءة الأخيرة لديوانه الأول قبل أن يدفع به إلى المطبعة ، متقبِّلاً برحابة صدرٍ ملحوظاتٍ معيّــنةً حول هذا النصّ أو ذاك .
هذا الديوان الأول مسكونٌ ، تصريحاً أو تلميحاً ، بحبٍّ لم يكتمل ، لأنه حبٌّ من طرفٍ واحدٍ :
زينب الحـوراء أقول له .
يبتسم ، بغير مرارةٍ ، ونواصلُ القراءة .
طوال عقود المنفى الثلاثة ، وفي بقاعٍ شــتى من العالم الذي أضطرِبُ فيه ، كانت تصلني تحياته وأنباؤه .
زينب الحوراء معه دائماً ، أسكَـنَـها بين أضلاعه ، وهي اللاهية ، الغافلة عنه .
وفي حقيبته التي تناثرت في خطوة الرحيل :
مع كل تفاصيل علي الفواز ، زاويةٌ أثيرةٌ ، نعرفها جميعاً ، هي مقامُ الشرف .
حسين الحسيني ، وكما يليق باســمه ، امرؤٌ شـــريفٌ .
لندن 26/2/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟