أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - كتب شارع المتنبي -الارهابية-














المزيد.....


كتب شارع المتنبي -الارهابية-


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 17:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الوقت الذي تضرب موجة الارهاب محافظات العراق عرضا وطولا، يرد السيد المالكي بالهجوم على المنتديات الثقافية والنوادي الاجتماعية الامنة، ومقرات التجمعات السلمية المناهضة اصلا للارهاب.

اخر ضحايا سياسة مكافحة الارهاب، الغربية هذه، التي تنتهجها ادراة السيد المالكي، هو شارع المتنبي، سوق الكتب التي تباع على الارصفة، والمتضرر هم ليسوا فقط الباعة، وانما سوق الكتاب والمستهلك، وعقل المواطن الذي يحتاج لثقافة التسامح ونبذ العنف، التي تنشرها المعرفة.

البعض يرى ان السيد المالكي قد اعياه الارهاب، فصار اشبه بملاكم اصيب بعينه على الحلبة، اخذ يضرب يسارا ويمينا، مغمض العينين، دون ان يميز بين وجه الخصم والحكم وحتى الجمهور، فهو امر مضحك حقا ان تنقل الحكومة صراع الشعب الاساسي من مكافحة ارهاب ضارب ليس له مثيل في اي من دول العالم، الى حرب ضد الكتاب والثقافة.

لكني ارى الموضوع اكثر تعقيدا من ذلك بكثير، فهنالك خطط خجولة لمكافحة الثقافة، اكثر حزما من مكافحة الارهاب، مازالت في مراحلها الاولى، تشبه الى حد بعيد اجراءات "انقلاب فرهنغي" في ايران، اوائل تأسيس الجمهورية الاسلامية، او "الثورة الثقافية"، التي استهدفت المكتبات والجامعات والنوادي الثقافية، وحتى دروس الموسيقى، ورغم انها اخف وطأة من ممارسات طالبان في افغانستان، الا انها نفس المقدمات المدروسة لوضع اسس ايديولوجية للدولة الثيوقراطية المراد مأسستها في العراق.

انه تضارب المصالح بين السياسي والمثقف، فشارع المتنبي، هذا السوق الذي لو كان في احد المدن الاوربية لتحول الى معلم يزوره السواح ليس لشراء الكتب وانما لالتقاط الصور التذكارية على غرار سوق بورتوبيلو في لندن، هذا السوق اصبح مصدرا لنشر الثقافة والوعي في زمن تحاول فيه الحكومة، ورجال الدين، سد كل منافذ المعرفة.

نعم، بين الحكومات والثقافة عداء دائم، فمصلحة الحكومات تتطلب ان يبقى المواطن جاهلا "خام"، من اجل ان يصدق خداع الماكنة الاعلامية ووجهة النظر الرسمية كي لا يعي مقدار الظلم الذي يحيق به.

وبين الدين والثقافة ايضا حرب، مزمنة، مصلحة الدين تتطلب ان يبتعد الانسان عن التفكير، ويتجنب انتهاج السلوك العلمي في تحليل الظواهر المحيطة به من اجل ان يصدق "المعجزات" التي غالبا ما تكون من نسج الخيال، ويخضع بذلك لسلطة رجل الدين الكهنوتي المحترف.

فمابالك بحكومة دينية؟ كحكومة، فان حربها الاساسية ليس ضد سياسة التجييش والحروب والدمار، فهي مهنتها في العراق، وكدينية، عداءها ليس ضد التعصب، والعمى الفكري، فهذه هي ارضية الايمان، والقبول بالمسلمات بدون مناقشتها، بل ضد الثقافة والوعي والسلوك العلمي في تحليل الظواهر المحيطة بالانسان.

والسلوك العلمي (الشك والتدقيق في المعلومة حتى تثبت صحتها) يمنح المواطن القدرة على تفسير وتحليل المستجدات في الساحة السياسية الراهنة في العراق، وهو مالا تريدة الحكومات قاطبة، كما يحرر الانسان من الوهم والخضوع المسبق للمعلومة، وهذا ما تعادية سلطة رجال الدين ايضا.

وشارع المتنبي، والكتب المرصوفة في الشمس، على الارصفة، تقوم بنشر ثقافة الشك والتدقيق في المعلومة، ثقافة المساءلة، هذه التي يخشاها السياسي، ويمقتها رجل الدين، ولذلك فان كتب شارع المتنبي، من وجهة نظر الحكومة، الدينية، ومن زاوية مصالحها الراهنة، مخلوقات اكثر خطورة من الجماعات الارهابية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - كتب شارع المتنبي -الارهابية-