يحيى الحميداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 14:05
المحور:
الادب والفن
القُبْلةُ الأولى
-------------------
عند الفجرِ نتوضأ بالشوق
وَنحلُم ُ....
نتكأعلى جدار الأماني
ونوقدُ النرجسَ
يحمل ُالدخانُ أحاديثنا عِبر النوافذ
رائحةُ القُبْلة الأولى
تشم عطرها ابنة الجيران العانس
تنفثُ حَسراتِها
نقرأ بصمت ٍ
(مِن شَرّ حَاسدٍ إذَا حَسَدَ)
القُبْلةُ الثانية
كَأُس أخر
نشعرُ بالنشوى
نحلقُ بأجنحةٍ من ليلك
ونُغني ...
(يوم الماشوفك ما احسبه
وبالي اتمر مية حسبة )*
نرتوي ...
قُبْلةً من همس
خشوعاً تذوبُ الشفاه
وتنحني الأصابع
يمنحنُي صَمَتَكِ الخجول
ونظرتَكِ الخاشعة
رحلة ًنحو عالمٍ من أماني
ونقرأُ ماتيسر َ
من جنونٍ .......
القُبْلةُ الثالثة
كالغريبِ
الذي تتوه خطاه
وينَفِدَ من جيبه ِ
أخرَ مايملك
يري المرايا ضاحكةً
في الوجوهِ التي تلتقيه
يغرد ُعلى منحنيات العناق
ويجثو على ركبتيه
يدندنُ بهاجس ٍ للتمزق
تُميطين عنه ُاللثام َ
ويغرقُ فيكِ بقبلة ٍمن جهنم
تحرقُ أخرَ رعشاتِ الحياء
ويتلو نشيد القداسة
ينتشي باللَّمَى ......
القُبْلةُ الرابعة
تُنادينَ صمتاً أيّها الراقدُ فوق البنفسج
غارقاً بخمركَ ..منتشياً حتى الضياع
ترقبُ مقتل الشمس عند الغروب
وأثارُ نزفٍ عند الأفق ...
لتأتي مشتعلاً بالرؤى
حاملا في يديكَ القلق
تنتظر قبلةٍ لاهثة
تموسق فيها لحن الحنين
تُقيمُ طقوسَ العبادة
على صوتِ التقاءِ الشفاه
أنها القُبْلة الرابعة
القُبْلةُ الخامسة
من بعيد
نصلي صلاة اللقاء
أنهم يملئون النوافذ خوفا ً
يُحيطونها بالستائر .....
يُحرقون الخطابات القديمة
ويلهبون الدقائق نزف السياط
أغمضي عينيكِ
اخشعي .....
من بعيد ٍ
نصلي صلاة القُبْل ........
*مقطع الأغنية للفنان /صباح السهل
يحيى الحميداوي
بغداد
#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟