أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دهاء القادة .. وحماقة الجماهير














المزيد.....


دهاء القادة .. وحماقة الجماهير


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 12:35
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل نصف قرن ، كانتْ تحدث بعض المشاكل بين عشيرتَي " د " و " م " ، شأنهم في ذلك شأن كل العشائر التي تسكنُ في أراضٍ متجاورة .. وعادةً ما تبدأ المشاجرات والمشاكل ، على أشياء بسيطة وتافهة .. تتراوح بين الخلاف على السَقي او على قطعة أرضٍ صغيرة .. أو بسبب إمرأة او فتاة .. أو فقدان عنزة .. وحتى عِراك الأطفال يتطور أحياناً الى أزمةٍ بين الكبار ! . على أية حال .. في إحدى دَورات الخصومات بين الطرفَين في الستينيات ، كانَ أحد معارفي " ع . ح " ، الذي له علاقات ممتازة مع آغوات الجانبَين .. كان شاهداً على ما يحدث فعلياً . كان الموقف متأزماً بين العشيرتَين ، وحصلتْ عدة معارك اُستخدمَتْ فيها الأسلحة البيضاء ، وسقط فيها عددٌ من الجرحى ..
كان في ذلك الوقت آغوات العشيرتَين ، يرتادونَ نفس النادي ، حيث يشربون ويلعبون الورق ويتسامرون .. الى وقتٍ متأخر من الليل .. ذهبَ " ع . ح " الى النادي مساءاً .. فوجدَ حُراس آغا " د " متأهبون في هذا الجانب من مدخل النادي ، و حراس آغا " م " مُستعدون في الجانب الآخر .. وكأن جميعهم في إنذار جيم ! . وكان حُراس الطرفَين يعرفون " ع . ح " .. فوقف بينهم وقالَ لهم مُنتهِراً : الى متى تبقونَ أغبياء .. أنا أجلس كُل ليلة مع الآغوات .. وهُم يمرحون ويشربون معاً ويتبادلون النُكات والضحك .. وأنتم هنا متخاصمون فيما بينكم ومستعدون للعِراك ؟ .. حقاً أنتمْ حمقى !.
.........................................
الوضع في اقليم كردستان وفي العراق عموما .. فيهِ بعض الملامح من علاقة الآغوات أعلاه .. وفيهِ شواهدَ على حماقة الناس الذين يتعاركون فيما بينهم ، وغباء الجمهور المُوالي لهذا او ذاك .. من الشيوخ او رجال الدين او الزُعماء السياسيين .. هذه الجماهير التي تُضّحي بنفسها من أجل هؤلاء القادة والشيوخ ! . وهنالك عشرات الامثلة على ذلك : ففي ولاية " اياد علاوي " أي عندما كان رئيساً للوزراء .. حدثتْ معارك الفلوجة الطاحنة ضد المجاميع السنية المُسلحة ، وبدأت معارك النجف ضد ميليشيات التيار الصدري وغيره .. وكانتْ التصريحات النارية لبعض القادة السُنة ، آنذاك ، تتوعد علاوي بالويل والثبور وعظائم الامور .. وحتى مقتدى الصدر كان يقول بصوتٍ عالٍ ، ان لافرق بين علاوي والأمريكان .. ثم بعد سنوات قليلة ، تحالفَ نفس القادة السُنة مع علاوي ، وكذلك تآلفَ الصدر مع علاوي .. بعد ان ماتَ مَنْ مات وتشردَ من تشرد !.
وتقاطع المالكي مع الصدر بعد احداث البصرة وصولة الفرسان .. لكن الصدر نفسه رَجحَ كفة المالكي ليصبح رئيساً للوزراء ! . حدثت مجازر بين أتباع قادة الشيعة وأتباع قادة السُنة .. وأحياناً فيما بينهم داخلياً .. وإنتهتْ بتبويس اللحى بين الشيوخ والزعماء وكأن شيئاً لم يكن .. وراحتْ كل الدماء المهدورة " بوله بشَط " !.
سقط الكثير من القتلى والجرحى ، في المعارك العبثية الداخلية الكردستانية .. ولا سيما الإقتتال بين مؤيدي البارزاني من جهة .. ومُناصري الطالباني من جهة أخرى ، في الثمانينيات والتسعينيات .. وأخيراً أصبحوا حبايب ومثل السمن على العسل .. وذهب القتلى والجرحى ، ضحية غباءهم وضحية إنجرارهم الساذج لهذه المعارك السخيفة واللامُجدية .
..............................
حقاً .. ان الشيوخ ورجال الدين الكبار والقادة والزعماء والآغوات .. يجلسون مع بعضهم ويتسامرون ويتبادلون النكات في الغرف المُغلقة .. بينما " جماهيرهم " ينتفون ريش بعضهم البعض ويتقاتلون وتُسال دماءهم يومياً .. ياللغباء !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج
- في إنتظار الرئيس
- بين العقل والعاطفة
- المسطرة القصيرة
- أشياء صغيرة .. -7-
- التراشُق بالحجارة
- المواطن العراقي الرخيص
- أشياء صغيرة .. -6-
- أشياء صغيرة .. -5-
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دهاء القادة .. وحماقة الجماهير