|
الحدود الدنيا..
رافد الطاهري
الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 09:02
المحور:
كتابات ساخرة
الحدود الدنيا: الخرافة و الخمر... أتساءل في عقلي ، ويأتيني كثيرا عندما اهجع الى فراشي هذا التساؤل ، وحيدا في خلوتي ؟ حيث الذكريات والتأويلات و تفاصيل صغرى للحياة تأوي معي تحت الغطاء الملفوف اسفل سريري القديم ، اتقلبه يمنيا ويسارا ؟؟ اين انتِ؟ ايتها الغفوة الحنونة ، متى تشعريني بالألفة والحنان ؟!... متى؟ اركب معكِ الى اخر الدنيا مسافرا بأشواط طويلة دون ان تميزني شمس او قمر او نجم ، دون ان يعرفني احد ، خذيني الى بحر من الحب والسعادة ؟ خذيني الى ابعد نقطة سافر اليها مارد او عفريت كان؟!!... لا تخجلي مني فهذه فرصتي لأكون بين الجميع الاول ، لأكون اول من يحمل رايات العشق الى سفراء الجمال والمتعة والاثارة ( هن ) وما اجمل تسمياتهن بـ( هن ) ، ايتها النساء لا تلوذا بالفرار مني ، فانا قادم من ارض بالكاد تعرفونها او حتى سمعتٌ بها ؟ ارض يملئها الخوف ويسكنها اشباح الموت ، ويراسهم طاعون الطغاة اجمع .. لا ترتعبن فاني ما زال في صدري شيئا من الحنين ، شيئا يبعدني عن كل تلك السنين ؟ عن الذكرى والهم الحزين ، عنكن وعن ايام السلاطين ، ما زلت احمل في طيات كتبي لمسة لفنان لقارورة العشق الاليم ، عنهن وهن في احلى ساعات الشروق واجمل من لحظات الغروب ، انتن ما زلتَ تحملَ مصباح علاء الدين ، فدعكةً من يدا بيضاء ، تجعل المارد الحزين في حضرة الفقير الرحيم ، الذي لا يرمي شيئا سوى الظفر بحب امرأة من العصر القديم ، من عصر جولييت لا بل اقدم من عصر ليلى وربما ابعد من عصر افروديت ، ايتها الالها دعني اقبل عينيك ، فمن دونهما انت لن تريني ، وفيهما ستعرفين اني قد طلقت الدنيا لأجل جمالك اللاهب ، فلا تتردي يوما في قبولي ، وقولِ لي .. انك تمسك قلبي ، وبه ستعيش يا حبي ، هكذا جاءت وراحت تقلبات سعيد على الفراش ، ليأتي يوما اخر صباح ثاني ، طريق غير معبد ، وعمل اقدم من ان يولد سعيد ، ليمر بهن كل يوم / باحث عن امل في ان يجد الحياة؟ واي حياة يناضل لأجلها هذا المعتوه ، فهو يسير على حافة البركان وبجانبيه الهلاك منزوع منه رحمة الانتظار ، فتارة وادي سحيق يسقطهُ وتارة اخرى بركان غاضب باحث عن حطب لناره المشتعلة ، وهو ما زال كل يوم يسير معانقا الاثنين معا اي ، الموت والهلاك ، وهو في مخيلته اشياء اخر مثل النساء والخمر العتيق ، ونزوة السفر ملتصقة به وكأنها ديدن حياته والمختصر ، رغم انه لم يفعل من هذا وذاك شيئا سوى كما يقال ( صيت الفكر ) واكثر . في اقبال سعيد على محل بيع التمور ( الخمور )، وهذا لان بيع الخمور في قرية سعيد كان محرما ، والقصة قادمة بالذكر ، حيث ان احد الشيوخ الطاعنين في السن كان قد اكد الخرافة التي تقول ، اذا منعت شيئا كان مباح في بلدتك سيرزقك الرب بالأطفال ، ولما كان هذا الشيخ يعاني من مشكلة الانجاب من زوجاته الاربعة عشر ، قراء عليه احد متنوري البلدة وهو شاب اعمى لكنه يجيد القراءة حيث تعلمها في احد المساجد الدينية للمدينة الحصينة ، مبشرا الشيخ بمنع ما يباح وهو الخمر حينها ، ليرزقه الرب بالعيال ، وحيث ان هذا الشيخ كان متنفذ السلطة آمر بإغلاق المحل وصار جميع ممن كان يخمر يدعوا و يتمتم عليه ، بالذل والمهانة ، وبعد فترة غير طويلة ، تبين ان احد النساء الصغيرات كانت حبلى ، وتبين انها نفسها ممن كانت تكرم ضيفه الاعمى الذي بلغه بالخرافة (( النبوءة )) ، ففرح كثيرا ومن شدة فرحه اعتل فجاءة ، وكان الرب يعطي ويأخذ بنفس الوقت ، وهذا ما كرره على مسامعه الاعمى الشاب الصغير . مازال صاحب الخمور يبيع ضعف السعر لمن يرغب ،والسبب معروف كون الشيخ المعلول امر بمنعها ، فبات يجلبها خلسة ويبيعها ، وحول لافتة المحل من الخمور الى التمور ، والمستفيد الاكبر من كل هذا هو البلدة الاخرة ، حيث ظلت تبيع الخمر بأغلى من سعرها لان الجميع تحول اليها ، و التي دَرست هذا الشاب الاعمى الذي استطاع ان يضحك على ذقن الشيخ المتسلط ويبيعه خرافة ، اكسبته النقود طبعا ، وتبين ان حمل زوجته الصغيرة كان بفعل هذا الشاب ايضا ، حيث في ليلة من ليالِ الضيافة قد اغواها عمدا فكشفت له سريرتها ، فتزوجها بزواج الدين وليس القانون وراح ينكحها حتى اصبحت حبلى ، وقد استطاع هذا الشاب الاعمى الصغير ان يضرب عصافير الكون كله بحجر واحد. والفائدة كلها للمدينة الحصينة ترجع ، في تدريبها للشاب و وجود الثغرة الاجتماعية ، والرجعية التي كانوا يعيشونها وما الى ذلك ولكن ، اعتقد ان رأس المال في المدينة الاخرة اي الحصينة هو من استفاد في النهاية . ولا ننسى ان سعيد عندما اقدم للمحل ورأى ان السعر ارتفع ، تقبل الامر وذهب الى المشفى ليأخذ علاج لعدم نومه دون ان يشرب الخمر ، فبات المشفى مثقل بحالات مثل سعيد . رافد الطاهري / في 8/9/2012
#رافد_الطاهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا حياة في بلدي؟!..
-
كتاباتي البائسة
-
جلجل
-
جلجلوت
-
نذور سماء ماطرة
-
الحروب المنخفضة الكلفة
-
حرب أهلية ..
-
ادوات الكاتبة
-
السياسة الرجعية للاحزاب الاسلامية في العراق
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|