بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب
(Bahrouz Al-jaff)
الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 00:48
المحور:
الادب والفن
حدّثنا الحُسين بن عمرَ البغداديّ قالَ:
لمّا طالَ بيَ المَطالُ وناءَ بيَ الترحالُ، اَسقطَ الغريبُ غريمي فاشتقتُ العَوْدَ الى وصالِ نديمي، عُدْتُ مُثقلاً بالهمِّ كِفْلي، آملاً أنْ ينزاحَ حِملي، نزلتُ بغدادَ علِّي أُعيدُ الشبابَ الى طَلّي، سَبَرْتُ عُمقَ اَزقّتَها قاصداً رَمْقَ احبّتِها، فاذا هي بيوتٌ خاويةٌ وبروجٌ هاويةٌ، وجوهٌ مُصْفَرَّةٌ بائسةٌ مُكفهرَّةٌ، الترابُ على البُنيانِ يَعلو والماءُ المُسْبَلُ بالطينِ يَغلو، لاجوابَ على سؤالي عمّاهو الآتي سوى أملٌ في جلاءِ سُباتي، تَراءَتْ الىٰ عينيَّ عن بعدٍ كهرمانُ فقفزْتُ ها قد شهِدَ الزمانُ، كاهلٌ حانٍ لايوحي بمرتاحٍ وجرةٌ بالابطِ ساكنةٌ وعضدٌ بقُبّاحِ، رأيتها واقفةً غناءَ نادرةً وعلى أسيلِ الزيت كانت شماءَ صابرةً ، قلتُ أتنطقين ياكهرمانةَ؟ قالت نعمْ، قلتُ: أطابَ اللهُ في ذِكْرِكِ وزادَكِ زيتاً في قِدركِ، ونكبَ بكِ الحراميةَ وأشهدكِ الجارميةَ، الى متىٰ تبقيْنَ تصبّينَ الزيتَ على اللصوصِ؟ أومأتْ بعينيها البغداديتينِ، ولملَمَتْ شفتيها الباديتينِ وأنشدتْ:
يا سامعاً ندائيْ.. بلّغ عن سوءِ دائيْ
زيتٌ على الجرارِ.. اِزديادةٌ بصاءِ
ما اِن صَلَيْتُ لصاً.. حتى أتوا بِكاءِ
فالنهبُ في ازديادٍ.. والسلمُ في انكفاءِ
#بهروز_الجاف (هاشتاغ)
Bahrouz_Al-jaff#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟