أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة















المزيد.....


أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوما بعد آخر يتبين لنا وبالأدلة القاطعة أن أجهزتنا الأمنية وكل من يسيرها ويصدر الأوامر لها، تعيش في أرض ليست بالعراقية وتتعامل مع الأحداث اليومية بطريقة كارثية ستقود حتما إلى نتائج لا تحمد عقباها، وكأن كل ما حدث من (تغيير) وصل إلى أقصى نقطة كونية، لم يبلغها وهجها المستعر، أو بلغت من الوقر حالة ميؤس منها، فزوال السلطة البعثية الغاشمة وحلول نظام بديل يدعي تطبيق (الديمقراطية) ليحل محل النظام الإستدادي الشمولي وما نتج عنه من (تغييرات) في بنية الحكم العراقي، الأمر الذي يستوجب أن يزحف (التغيير الجديد) لكل مفاصل المؤسسة الأمنية بكل (هيلمتها) وجعجعتها المكرسة ضد الأبرياء وليس ضد ماكنة القتل الإرهابي اليومي الأرعن. كل هذه المتغييرات وأجهزة الأمن لم تتلق ولو درسا واحدا فاطنا في كيفية إحترام الحريات العامة والحفاظ على أمن وسلامة الناس والدفاع عن كرامة المواطن بكل جزئياتها لنتيقن بأنها فعلا قد لامست (التغيير) وبأن المواطن حقا يعيش عهدا جديدا يتنفس فيه نسيم الحرية التي عانى من مصادرتها طيلة سنوات الحكم الفاشي، لكن الألم والغصة ظلتا متلازمتين له في حله وترحاله وهو يضرب بكفيه حسرة على أن (التغيير) لم يحصل حتى في حدوده الدنيا، وأن التجاوزات عليه ما لبثت تراوح في ذات النهج الصدامي وبطرق قد تختلف شكلا، ولكنها في العمق في ذات البشاعة والسادية، دونما إعتبار للرأي العام الذي يفترض أن نظام الحكم الجديد يحسب له بدقة، حفاظا على سمعة السلطة داخليا وخارجيا.

لكن وللأسف الشديد أن كل من يتسيد سدة القرار السياسي والأمني، لم يستفد من دروس وعبر الماضي، وعدم وعيهم بأن القمع مهما بلغت مدياته وساديته تحت أي مسمى، سيؤدي بمنفذيه وعرابيه حتما إلى الهلاك وستنسحب النتائج مهما بلغ بهم الوقت، عليهم هم أنفسهم، وهم سيكونون السباقين لتلقي صفعات الكارثة وهزات الزلزال، فهل هم في غفلة عن ذلك، إن كانوا حقا وكما يدعون ضحايا نظام البعث المنهار؟

تتسابق الأحداث وتستمر التجاوزات بشكل يومي ومخيف، فمن المداهمات المستمرة للأماكن الامنة في الأندية ومحلات التواجد الإجتماعي السلمي، إلى الإعتداء على المنتديات الثقافية والإجتماعية، مرورا بإغلاق محلات بيع الخمور والتي أعدها أنا شخصيا، أنبل من مواخير الفساد التي يرتادها بعضهم دونما رقيب أو محاسبة، والممارسات الدونية التي يندى لها جبين من يتهمونهم بمقارعة الخمر. دون أن ننسى التجاوزات الخطيرة على الإعلاميين والصحفيين وأصحاب الأقلام الحرة،

وصولا لنصف المسيرة الحاقدة، ولم نصل بعد لنهاية المطاف، بالإعتداء الأخير السافر والمخزي على بسطيات بائعي الكتب في شارع المتنبي، الذي سيبقى منارة معرفة ووهج دائم مهما تعاظم حقد خفافيش الظلام والجهل والتخلف، لأنه ببساطة يمثل ضمير ووجدان المثقف العراقي المقهور، فهؤلاء الباعة الرائعون، لم ( يسمسرو) بثروات الوطن، ولم يسرقوا المال العام، ولم يوزعوا المناصب والوظائف على الخاملين والمنبوذين ومزوري الشهادات، ولم يسرقوا نفط العراق وآثاره وخيراته وبيعها بأبخس الأثمان، غير معتبرين لإفقار الملايين وبقاء العراق في ذات الدائرة المخيفة من التخلف والإهمال والفقر، وهؤلاء المسحوقين، ليسوا من مزوري الإنسان وخداعه، ليعود من اللطامة والمرائين من سماسرة الدين والمذهب والقومية، بدعوى الحفاظ على المقدسات رياء ونفاقا، وحاشى للدين والمذهب أن ينزلا لهذا الدرك، وهم كذلك ليسوا ممن جعلوا العراق رهينة للأطماع الأجنبية بأجندات خاسئة، لتجعل من العراق تابعا ذليلا لتلك الدول ومنقوص السيادة والكرامة، وهم ليسوا كذا وكذا مثلما يفعل فرسان النهب والخراب وما أكثر ملفاتهم الرثة.

وقبل كل شئ هم ليسوا من مهربي قتلة العراقيين من الإرهابيين وسفاكي الدماء العراقية البريئة، وليسوا أيضا من مروجي الفساد ومطلقي يد مليشيات القتل والخراب، وليسوا من المتهاونين في الحفاظ على أرواح الناس، بتمرير العجلات المفخخة والعبوات الناسفة ونشر فرسان كاتمي الصوت وتمرير وتسهيل ماكنة القتل لأن تطال الأجساد العراقية الطاهرة، وليسوا من مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة لتكون بديلا عن الخمر الذي يتجنون عليه ويمنعونه ظلما وكذبا، لتخلوا لهم التجارة الرائجة، ولا نريد أن نسترسل أكثر في ملفات أخطر وأدهى... إنطلاقا من القول الرائع (رحم الله إمرءا عرف قدر نفسه)، وما أبلغ المثل القائل (إن كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر)

هؤلاء الكسبة هم مروجو الثقافة والفكر والأدب السامي، ليزرعوا حب الوطن ويرسخوا مبدأ الإنتماء الحقيقي للعراق، هؤلاء رسل محبة وسلام ونقاء ووعي إنساني لا يباع ولا يشترى، كغيرهم ممن يراهن بكرامته لقاء حفنة من المال المندوف بالعار، فهل من المعقول أن تترك الأجهزة الأمنية (المحروسة بسور سليمان)، المخربين في طول البلاد وعرضها يشيعون الفساد والفوضى، (وعلى عينك يا تاجر)، وتتجه لمحاربة بناة الإنسان الحقيقي والمتطلع لغرس قيم المحبة والأخاء والتسامح والتساكن الإنساني البهى.

كيف تسنى لهم وبهذه الوقاحة قلب الحقائق والمعايير والقيم، أليسوا هم بوعي أو دونه، من يكشف المستور عنهم ليتعروا أمام الملأ بقصد أو دونه، وقد اعمتهم السلطة وأبقتهم مسلوبي التفكير والقيم الإنسانية النبيلة؟ بعيدين عن الإحساس الحقيقي بإنتمائهم للعراق العظيم الذي سيكنسهم كما كنس الذين من قبلهم ودونما سابق إنذار، بعد أن وصل السيل الزبى من إمتهان لكرامة الناس وتغييبهم قهرا والتدخل حتى في مصدر قوتهم. إنهم إن استمروا بغيهم في مصادرة الحريات، سيجدون أنفسهم خارج دائرة الإنتماء للأرض العراقية الولودة دائما بالبهاء والألق النيروطرد الطارئين، متمثلين بمن سكن من قبلهم الجحور والأنفاق المظلمة وهم في حالة من الخزي ما بعده خزي.

لم يبق لنا إلا أن ننصح هؤلاء أن يثوبوا لرشدهم أيا كانوا، سياسيين أم قوى أمن أو أية جهة لها اليد الطولى في إدارة دفة الحكم وتسيير السلطة، نقول لهم أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهاليهم وفي الناس جميعا قبل أن تدور عجلة التغيير لتأخذ منحى خطيرا، ويبدو لنا أنها ستبدأ التحرك قريبا إن استمرت مثل هذه الأفعال المشينة، لأن الأمتيازات والكراسي والجاه والسطوة والسلطة وغيرها، كلها الى زوال ولم يبق من آدمية الناس إلا العمل الصالح والذكرى الطيبة والأيادي البيضاء.

وليكن لهم في مثال سدنة الحكم الصدامي الفاسد بكل فضاعاته، الذين ذهبوا خاسئين لمزبلة التأريخ، خير مثال، وليحتكموا للعقل والمنطق والضمير، يوم لا ينفع لا جاه ولا مال ولا سلطة.

فلترفعوا سياطكم الذليلة عن العراقيين الآباة إن كنتم لا زلتم تحتكمون على القليل من التعقل والحكمة وصحوة ضمير وإنتماء لهذه التربة المقدسة. ولترتبوا بيتكم الأمني الهش لتطول زمر الإرهاب لا أن تستأسدوا على ضحاياه من العراقيين الشرفاء.

أقول قولي هذا وقد أرحت وأسترحت

وقد أعذر من أنذر

* كاتب وشاعر عراقي مقيم في المغرب



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هي اليمقراطية إذن؟
- هل بات العراقيون في سبات دائم ؟
- هل العراقيون باتوا في سبات دائم ؟
- نصوص
- أبشرو أيها العراقيون فلول البعث قادمة
- السواد الأعظم من العراقيين أميون وعزاب
- رثاء
- الديموكتاتورية العراقية
- حين يعمل المبدع بصمت
- من تراجيديا الوجع العراقي
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف
- تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)
- كلنا هناء أدور......
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟


المزيد.....




- هاني شاكر لأول مرة في أوبرا دبي ولقاء مع سعد لمجرد
- الجامعة العربية تحذر إيران من -تأجيج الفتن ونشر الفوضى- في س ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارات إسرائيلية على اليمن
- بوتين يشكل مجلس الخبراء العلمي التابع لمجلس الأمن الروسي برئ ...
- -موقف المترقب-: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟
- روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم -داعش- كانت تخطط للهجوم على مرك ...
- مصادر لـ-أكسيوس-: فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس قبل ت ...
- إسرائيل تنتقد السفير الألماني بعد منشور عن -وفاة رضع في غزة- ...
- هيئة الطيران الروسية تتحدث عن ملابسات تحطم الطائرة الأذربيجا ...
- -بوليتيكو-: بولندا والمفوضية الأوروبية تعتزمان تسريع فرض عقو ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة