هل قضى الاسلام على العصبية القبلية؟؟

زياد أبوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 13:12
المحور: المجتمع المدني
    

العصبية القبلية كانت هي اساس مجتمع الجاهلية ومن الواضح ان الاسلام لم ينجح في نزع فتيل القبلية من نفوس العرب وثقافتهم وتكوينهم. بل ان المشاعر الدينية نفسها تحولت الى مشاعر قبلية وصار الاسلام كانه قبيلة ضخمة يحرسها البلطجية الملتحون...ماشاهدناه من غوغائية مفرطة في هجمات الرعاع على سفارات امريكا وبريطانيا تحت شعار نصرة رسول الله ,لايؤشر سوى على هذا الخلود الفاحش للقبلية.

القضاء على التعصب للقبيلة و للقومية , كان هدفا ألح عليه الاسلام في الكتاب وفي السنة , وبرغم الاعتراف بالقومية والقبيلة كمكونات واقعية للمجتمع البشري , فان الاسلام عمل , نصوصا وممارسات في بداياته الراشدة خاصة, على نقل علاقات الترابط في المجتمع الى ماهو أرقى من رابطة الدم "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ,فهل نجح الاسلام بعد أربعة عشر قرنا على استئصال القبلية والتعصب القومي؟

يبدو أن هذا النجاح لم يتحقق , بل ان القبلية والشعوبية بروحها وممارساتها الفظة , استطاعت الانقلاب على الاسلام وتحميله عبء ممارساتها المتسمة بغياب العقل واعمال الحواس والعواطف , وماشهدناه من أعمال عنف في عواصم الدول العربية خاصة , من مظاهر بدائية ومتخلفة للاحتجاج , تعكس تعصبا من النوع القبلي والشعوبي للآسلام.
شهد الاسلام في تاريخه انقلابين استراتيجيين على مفاهيمه السمحة , الانقلاب الشيعي , الذي استحدث غطاء فقهيا للقومية الفارسية , والانقلاب الوهابي الذي اخترع غطاء فقهيا للقبلية وعصبيتها , ولآن القبلية ظاهرة مهيمنة في حياة البداوة , فقد شرعت الوهابية عصبيتها ضد أهل المدينة , والرسول محمد ص , كان مدنيا وكذلك أصحابه الذين خاضوا حروب الردة ضد قبائل البدو , وتحت ذريعة منع الناس من تقديس الأشخاص أزيلت أضرحة الصحابة حيثما سيطرت الوهابية , ومنع الاحتفال بمولد النبي, واستعيض عن ذلك باحتفالات لمن هم أقل شأنا بكثير , ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تكرس له سنويا أسابيعا ثقافية , وبدلا من القبور التي أزيلت شيدت القصور الفارهة.

أربعة عشر قرنا , ومازالت الجاهلية ذات سطوة مقززة , وبدلا من استلهام المعاني السمحة لرسالة الاسلام , وبدلا من استنباط القيم الحضارية من سيرة الرسول العظيم , مازالت العصبية النتنة , سمة الجاهلية , تطبع سلوك معظم المسلمين , والعرب منهم خاصة .

#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات