|
مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة - 10-
هيثم القيم
الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 12:16
المحور:
كتابات ساخرة
1- الفنانـة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جــولي ، سفيرة النوايا الحـَسنة لمفوضية اللاجئين في الأمم المُـتحــدة .. موجودة في بغداد هذه الأيام لزيارة مخيم العائدين العراقيين من سوريا والتقت وزير الهجرة والمُهجرين العراقي .. وقبلها زارت مخيمات اللاجــئين السوريين في تركيا و الأردن ولبنان ودهوك .. في الأردن وفي مخيم الزعتري للاجئين أعلنت عن تـبنـّيها لطفل سوري .. لينضم الى ثلاثة أطفال ســَبـَق وأن تبنــّتهم من فيتنام وكمبوديا واثيوبيا ...!! من ناحــية أخـرى فأن هذه ( العاهــرة الأمريكية ) دائماً ما تتبرّع من جيبها الخاص وبمبالغ كبيرة للفقراء والأيتام في مختلف دول العالم .. مثال ذلك تبرّعـها بمبلغ 20 مليون دولار ..دولار وليس دينار ..! لفقراء أفريقيا .. وآخـرها مبلغ 100 ألف دولار لمخيم الزعتري .. ما عدى ما تجلبهُ معها من أغذية وأدوية ولـُـعـَب أطفال توزّعها على جميع الأماكن التي تزورها ... هذه الفنـانـة البطرانـة زارت 40 منطقة ساخـنة أو منكوبـة في العالم .. شـُهرتها الأنســانيـّة فاقت شهرتها الفنــيّة ..! السؤال الذي يــُطرح هنا : لماذا تفعل كل ذلك وهي ليست مـُجبـَرة عليه .. وأيضاً هي ليست بحاجة للشـُهرة ..! الجواب هو الحس الأنسانـي والأنتماء الأنساني ..! فالناس صنفان أما أخّ لك في الدين .. أو نظيرّ لك في الخـَلق ، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) لعامله على مصر مالك بن الأشــتر . كم مسلم أو مـُسلمة فعلت مثل ما تفعل أنجلينا ..! أيهما أكثر أسلاماً وقــُرباً من جوهر الدين الأســلامي نحنُ أم أمثال أنجلينا ...؟ أيهما أقرب الى الله تعالى الذي يــُنقذ حياة فقراء المسلمين .. أم الذي يـُزهق أرواحهم ... ؟ ألا نقف لحظات للتفكير لنــرى كم نحن بعيدين عن قـِـيم الأسلام ... وكم هي أنجلينا جولي قــريبة منها ... !
2-تدور هذه الأيام تجاذبات وآراء متباينة حول مشروع قانون البـُنية التحتية الذي يدعمه رئيس الوزراء السيد المالكي .. وتـُعارضـه عدد من الكتل السياسية .. سننظر للموضوع من زاوية أقتصادية بعيداً عن الزاوية السياسية .. فكرة القانون تقوم على مبدأ تنفيذ المشاريع الخدمية ومشاريع البنية التحتية بالدفع الآجـل .. أي تدفع الحكومـة العراقية جزء أو نسبة من قيمة المشروع في بداية الأمــر .. ثم تـُدفع بقية المبالغ على شكل دفعات سنوية .. بمعنى آخر لو أنجزت أحدى الشركات مشروعها في سنة ونصف مثلاً .. لا تستلم كامل مـُستحقاتها المالية عند الأنجاز .. بل تنتظر للموازنة القادمــة لتأخذ نسبة أخـرى من المبلغ وحسب ما مــُتفق عليه .. أهم فقرات القانون تقول : - المبلغ الأجمالي المـُخصص لتنفيذ القانون = 37 مليار دولار. - يشمل القانون الشركات الأجنبية والعراقية المـٌنفذة للمشاريع. - يشمل القانون المشاريع والشركات التي تـُـنفـّذ حالياً. - أعفاء شامل للشركات المـُشاركة من الضرائب ورسوم الكمارك .. مع منحهم أستثناءات من بعض القيود الأدارية والتنفيذية. - ألزام الشركات بتشغيل الأيدي العامـلة العراقية وبنسب محددة حسب طبيعة المشروع . ملاحظاتنا : - فكرة القانون جيدة ونافعة ، لو كان العراق بلداً فقيراً .. ولو كانت الميزانيات السنوية للوزارات لا يرجع منها ولا فلس ..! أما وأن العراق بلد غــني حالياً .. ومـُقبل على زيادة أنتاجه النفطي في المستقبل القريب .. فلماذا نـُكبـّل أقتصادنا بديون وقيود من الممكن تلافيها . - لم يـُحدد القانون نسبة الفائـدة التي ستـتَرتـّب على المبالغ المـتاخرة الدفع ، أذ من الطبيعي أن تفرض الشركات المـُشاركة نسبة فائدة على أموالها المـُتأخـرة السداد ..أو في أحسن الأحوال ستفرض أسعار مضاعفة على خدماتها . وهذا سيؤدي الى تآكل تدريجي للمبلغ الأصلي . - كيف سنحمـي هذه المبالغ الضخمـة من حـيتان الفساد ..؟ خصوصاً أن القانون أباح للشركات العراقية المشاركة في المشاريع المشمولة بالقانون .. ونحن نعلم وأنتم تعلمون أن الكثير من السادة المسؤولين والبرلمانيين لديهم شركات ولكن بأسماء خالاتهم وعمـّاتهم ..!! - لماذا تم زج الشركات العراقية في القانون ..! فأذا كانت هناك شركات عراقية قادرة وبكفاءة على أنجاز المشاريع .. فما حاجتنا للشركات الأجنبية ..؟ وأذا كان المقصود بالشركات العراقية أن تكون رديفـة للشركات الأجنبية .. فخذوها منـّي ستعتمد الشركات الأجنبية بنسبة عالية جداً على الشركات العراقية كنوع من الألتفاف لغرض وضع الشركات العراقية في مواجهة موضوع الدفع الآجل ، وكذلك تـَجـنـّب صرف أستثمارات مالية كبيرة ووضع ذلك على أكتاف الشركات العراقية ..! - وجود شركات عراقية في الصورة سيقودنا الى موضوع جودة التنفيذ ودقـة الألـتزام بالمواصفات ، وستشتغل منظومــة الرشاوي والفساد ( بأحلى صورها ) .. صحيح أن جودة العمل هي من مسؤولية وأشراف الشركة الأجنبية .. ولكن مهما كانت هذه الشركة صارمـة في تدقيقها ومتابعتها لمفردات التنفيذ .. فأن الخبرة الكبيرة التي أكتسبناها في الألتفاف على معايير الجودة والمواصفات كفيلة ( بهزيمــة ..! ) صرامــة أجدع شركة . - هل سيتوفر لدينا جهاز أداري كفوء لأدارة عملية كبيرة من هذا الوزن ..؟ أذا كنا عاجزين عن أدارة موضوع الحصة التموينيـّة وهو بحدود 4 مليار دولار سنوياً .. فهل لدينا كفاءة أدارة 37 مليار دولار ...؟ - المعروف أن الميزانية التشغيلية السنوية تتراوح بحدود 70 % من الميزانية العامة .. والميزانية الأستثمارية تبقى بحدود 30 % ... والجميع يعلم حجم التبذير والهدر في الميزانية التشغيلية سنوياً ، والمـُتمثــّل بالمـُرتبات والحمايات والأثاث السنوي والنفقات الخدمية والأيفادات والسفرات والكماليات والسيارات والوقود والترهـّل الحكومـي .. وعدد لا يـُـحصى من أوجــه الهدر والتبذير في الميزانية التشغيلية .. فهل الأصح أن نـُـقلـّص من الميزانية التشغيلية لحساب الميزانية الأستثمارية ..؟ أم نــُكبـّل ميزانيتنا بديون وفوائد أضافية. - وردَ في الأسباب الموجـبة للقانون النص التالي : ( تخصيص مبلغ مقداره مليارا دولار لمشاريع سكن الفقراء ) ..! هل الفـُقـراء لا يــُمكن حل مـُشكلتهم ألاّ بالأستعانــة بالشركات الأجنبية والدفع الآجل ..؟ كم دار سكن أنشأنا ووزعنا على الفقراء خلال هذه السنوات ...!! لكي تكون المـُقدّمات .. دليل على سلامـة المـؤخـّـرات ..! - موضوع تشغيل الأيدي العامـلة العراقية بالطبع موضوع هام وضروري لامتصاص البطالة .. ولكن هذا الموضوع سيكون تحصيل حاصل بسبب رخص العمالة العراقية قياساً بالكوري والياباني والأسباني .. وكذلك تـوّفر للشركات الأجنبية دوخـــة الفيزا وبطاقات السفر والحماية الأمنية والأقامة ..الخ أذن هي ليست مكسباً فرضَـهُ القانون .. بل هو نتيجة طبيعية لعمل أي شركة أجنبية في العراق.
3-نــُهديكم هذا المقطع من قصيدة رائــعة من الشعر الجاهلي للشاعر كـُليب بن الحنش المُـزرفط :
تدفـّق في البـطـحـاء بعد تبهطلِ وقعقع في البيداء غير مزركل
وســار بأركان العقيش مقرنصاً وهام بكل القارطات بشنكــلِ
يقول وما بال البـحاط مـقرطماً ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ
إذا أقـبـل البعـراط طاح بهمةٍ وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ
يكاد على فرط الحطيـف يـُبقبـقُ ويضرب ما بين الهماط وكندلِ
فيا أيها البغقوش لسـت بقاعـدٍ ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ
شلــونـهَ ... تخــَـبـّل ...!
مـُـفارقات عــراقــيـّة :
اذا لقيت الأضواء كلها مشتغلة ...! اعرف انـّـو البيت فارغ .. !! نومة العصر أطول من نومة الليل .. ! ونسمـّيها قيلوله ...!! أعتقد غيبوبه أضبط .. !! واذا سمعــَوا الآذان يكولولك : هاي شنو د يأذن .. !! لا ديجرّب صوته ..! اذا قالوا فـُلانة ولدت قالوا : ماشاء الله .. ليش جانت حامل ..! لا نزّلته من الأنترنيت ..!! اذا ضايع منـّك شي وانت تدوّر عليه...! اللي وياك يسالك : انت وين حــَطـّـيتة آخر مــرّة ..! يعني اذا اعرف وين حاطـّة شكو ادوّر عليــه ..!! توقفك الســيطـَرة وياخذ العسـكري منـّك الهوية ويقارن بين اسمك و صورتك ..! بعدين يسألك أنتَ فلان ...!! لا آني خـَـتم النفوس ..!!
ألتقـى كـذاب و مـحشش د يسولفون : الكذاب كال : تصدّك اني من رحت لافريقيا جنت نازل بفندق بنص الغابة وفتحت الشباك مرّة .. لكيت المنظر يخبـّل كلت لمـَـرتي لبسي خل نطلع نتمشى بالغـابــَة ... لبست بــ 5 دقايق و نزلـّـنا ... و احنا دا نتمشى طلعنـّـا نـمر .. أجــه يريد ياكلنا ... ركـَضت عليه و دفرّتــه برجلي دفــرة وحدة .. مات بمكانـَه ... لك داد وَرة ثواني طلعولنا 5 نـمورة يريدون ينتقمون لصاحبهم ... تــدري بأخوك .. بوكس منـّا بوكس منـّا على دفرة منـّا انتهوا خـَمســتهم ...!! المحشــّش : خرب ضحك ..! الكذاب كــلـّة : شــــبيك تضحك ..؟ المحشش : أنهجم بيتك شكـَد جذاب .. مـَرتـَك لبست بــ 5 دقايق .. !!!
هيـثم القـيّم 18 / 9 / 2012
#هيثم_القيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاهد عراقية ... بعيدا عن السياسة - 7 -
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|