|
إغتيال البراءة
شهد أحمد الرفاعى
الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 01:30
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
من أيام صافحت عيناى تفاصيل جريمة بشعه ، قاضٍ سعودي يرفض فسخ نكاح طفلة ذات 8 أعوام من رجل خمسيني ،
هكذا كان العنوان و شكل لى صدمة كبيرة إقشعر البدن له ، و التفاصيل أن أب تاجر بطفلته ذات الأعوام الثمانية لسداد دين عليه لرجل فى الخمسين من عمره بزواجها إياه ، و دون علم الطفلة طبعا ، ( وماذا تعرف طفلة عن الزواج و الإيجاب او الرفض !! ؟ ) و بعلم والده الطفلة تقدمت برفع قضية لطلاق طفلتها من هذا العتل ذو الخمسين عاماً ، غلا ان القاضى حكم بقاء الطفلة على ذمة الزوج حتى بلوغها سن الزواج و من ثم يكون للزوج طلاقها أو إبقاءها ،،
و مع علمى مسبقا ً بوجود هذه العشوائيات الإجتماعية فى الوطن العربى و الاسلامى و للسف الشديد السعودية خاصة ، و إن كنت أشك فى حدوث هذه الجريمة الآن ، ذلك و أنه و على حد علمى أنها حدثت من سنوات مضت ولكن لشىء ما فى نفس يعقوب تقلب الدفاتر القديمة ، للجرائم العربية و الإسلامى منها خاصة ، ولكن لا بئس فنحن يجب علينا تجريف الأرض و تقليبها من وقت لأخر حتى تتنفس و تنبت نباتا صالحاً بعد أن نكون آتينا على الطالح منها و أعدمناه ،
هذا الجرم موجود بالفعل فى بلد الرسول الشريف ، بلد بن باز و بن تيمية ، و البنت هناك لا زالت تستخدم كتخليص دين ، او تخليص حق كما يقال ، و ذلك فى بعض القرى و الاماكن البدوية السعودية ، للآسف ومع وجود الدين إلا أن تقوى النفوس تعميها الفلوس ،
و إنى أتعجب من رجل بلغ الخمسين من عمره يستخدم الإكراه المعنوى و إستغلال مديونية الأب للضغط عليه و الفوز بالطفلة ذات الثمانى سنوات كغنيمة ، وإلى جانب هذا الزوج المعتوه ، يأتى دور الأب المجرم فى حق ابنته فلذة كبده و نفسه و دينه و المجتمع ، و الغريب ان القاضى بحكمه المشين هذا شاركهم الإجرام ،
و من يجد تبريراً لهذا الزوج المجنون والأب السفيه بأن الرسول تزوج السيده عائشة عمرها تسع سنوات ، فهذا كان أمر سماوى و هو لم يدخل بها إلا بعد البلوغ و ظلت ببيت أبى بكر رضى الله عنه حتى صارت فتاه بالغه ،
قال الله تعالى فى محكم آياته " وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تاكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا .." لاحظوا قوله " و إن آنستم منهم رشداً " .... أى لابد من الوصول لسن الرشد أو البلوغ أى أن للنكاح سناً معيناً ، و بنص القرآن أن من لم يبلغ الحلم هو طفل ، و ببلوغ سن الإحتلام يكونوا بلغوا سن الرشد ، " {واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم } "
و عندما قال الله بكتابه " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .... لم تكن عبثاً و إنما لبيان العلاقة التبادلية بين الزوجين ، فأين الرحمة فى زوج بالغ يبلغ من العمر خمسون عاما ً يهجم على طفله تبلغ ثمانى سنوات ؟ هل علم الجميع ما ستكون عليه حالة الطفلة النفسية و الفسيولوجية بعد ذلك الحدث؟
تساؤلى ...أين من وثق وثيقة الزواج هذه لقاصر ذات ثمانى سنوات ؟ أين التشريعات الفقهية فى ذلك و القانونية؟ فإن كان الزواج بالتوكيل و على غنه ولى أمرها إلا أنها تفسد الزيجة بعدم البلوغ السن القانونية ، لا زالت طفلة ،!!
أين ضمير القاضى من هذا الحكم ، و بأى حق يوافق على هذا الجنون و العبث بحياة طفلة ؟ لابد وأن يستفيق هذا القاضى ويستتاب على حكمه هذا !!
أين الحق فى طفولة تستباح حرمتها لرجل فى الخمسين؟ هذا الزوج الفاسق لابد وأن يكون له عقاب رادع له و لغيره هذا ليس ببشر و لايصلح ليكون من البشر ؟
أين العدل لطفله لا تملك من أمرها شيئاً تغتصب جنسيا ً تحت مسمى الزواج بالدين ؟
لا أكاد أتخيل دخول رجل بطفلة فى هذا السن؟ آليس هذا إغتصاب قاصر ؟
لا أتخيل ذلك أبداً و يصيبنى الغثيان كلما يصفعنى واقعنا العربى بذلك المس الإجتماعى الجنونى ، ليس بالسعودية ولكن ايضاً باليمن والخليج العربى و السودان و غيرها من البلدان المجاورة ،
إنى لا أرى عقاب هؤلاء أقل من الإعدام و محاكمتهم بتهمة إغتصاب قاصر و المتاجرة بطفل كسلعه جنسية ،
لا زلنا فى إنحدار فى كل شىء و على كل المستويات و الأصعده ، لا زلنا متطرفين فى كل شىء الأخلاق و الدين الحوار و السياسة ... إلخ ، و ما أخذنا من حضارة الغرب إلا ما هو للإستهلاك فقط ، و و تركنا ما ينمى العقل ، و ليتنا نستهلك المنتجات الإستهلاك الصحيح المفيد .
آلا تعرفون آيها المتخلفون الجاهلون بأمور دينكم و دنياكم أن هناك من يسترق السمع لهذه الجرائم ليضعها تحت الميكرسكوب الإعلامى ويصنع منها ما يسىء للإسلام و المسلمين فى شتى بقاع الأرض و ليثبتوا للعالم أجمع أن دين الإسلام ما هو إلا دين نكاح و أستعباد فوضوى لكل شىء بكل شىء؟؟
هل نحاول إجترار عهد الرق و الجوارى و إستعباد النساء من جديد ؟ ،، و هل نحن نتقدم بالزمن للخلف ؟
هناك من وصل لعصر المريخ و نحن ما زلنا فى عصر نكاح المقايضة ، أصبحنا أضحوكة العالم بإسلامنا ، هذا الدين أصبح بداخلنا كالغثاء ، ما زلنا نصارع عفريت الجهل القابع بداخل أغلبية المجتمع العربى ، لا زلنا تائهين فى جب الجهل المطبق ،
فى النهاية ... أضحكنى أم أبكانى ، أصبحت لا اميز !! ، على جزئية فى منطوق الحكم ، ( و قد منح القاضى العائلة 100 يوم لمحاولة إيجاد حلول بديلة للصلح باءت جميعا بالفشل إثر رفض الزوج تطليق الفتاة .... ) كيف ؟؟
يبدو أن لعنة الـ 100 يوم هذه تلاحق الجميع حتى فى السعودية !! بقلم / نجوى عبد البر 18/9/2012
#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثلث برمودا
-
قطوف من الشهد (46)
-
لماذا تستعجلون الخراب ؟؟؟
-
قطوف من الشهد (45)
-
العرب شراشف كلام
-
قطوف من الشهد (44)
-
ثورة كلاكيت
-
قطوف من الشهد (43)
-
قطوف من الشهد (42)
-
على مسئوليته !!!!!!!!!!
-
كشف حساب
-
مبروك علينا الحرية!!
-
مرسى و فياجرا القرارات
-
إلى أين تمضى مصر؟
-
أم الدنيا
-
قطوف من الشهد (41)
-
الصوم عن طاعة الله
-
هل مات مقتولاً ؟؟؟
-
سيادة الرئيس .. لست فوق النقد
-
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً
المزيد.....
-
صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال
...
-
مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
-
تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك
...
-
بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر
...
-
نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت
...
-
وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م
...
-
مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا
...
-
استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن
...
-
تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت
...
-
سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع
...
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|