أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - الكوارث....؟؟!!














المزيد.....

الكوارث....؟؟!!


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


الكوارث.....!!
عبد الرزاق عوده الغالبي

- "يالحظي التعس....!!؟"
قالها الحاج سليم وهو يهم بالجلوس في مكانه المعتاد في المقهى بعد القاءه التحية .اكدت له تحيتي بعبارة الترحيب العراقية المعهودة
- "الله بالخير"
- ردها الحاج سليم وهو لا يزال مأخوذا بموجة الغضب .....فقلت:
- "ما بك يا حاج سليم اليوم تبدو غاضبا ..!؟" فاجاب :
- "الكهرباء...!! لقد انقطعت الاسلاك امس بعد مرور شاحنة كبيرة بسرعة اخذت معها أسلاك المولد وبتنا البارحة مع الفانوس والمهفة كالعتاد...!"
وصمتنا وسرقتني تخيالاتي قليلا وتذكرت ان الحاج سليم رجل من رجالات المدينة البارزين وكان مديرا لاحد الدوائر الحكومية قبل ان يحال على التقاعد الاجباري لبلوغه سن الثالثة والستين من العمر وهذه كارثة من الكوارث العراقية فكل مكون من المكونات العراقية يمتاز بكارثة من تلك الكوارث تميزه عن المكون الاخر:
المكون العسكري في العراق احيل على التقاعد بشكل جماعي بعد التغير وقذف الى الشارع دون التفكير بما سيحل بعوائل العسكريين من النواحي المالية والاقتصادية والاجتماعية...!!؟؟
المواطن العادي كان نصيبه المقابر الجماعية حيث دفن الشباب احياءا بسبب زيارة الائمة او الصلاة في جامع او تهمة كيدية مفبركة .....!!؟ ومنذ التغيير والى الآن والبحث مستمر عن المفقودين والمحتمل العثور على رفاتهم في احد المقابر الجماعبة والتي لم تكتشف بعد ....!!؟
اما الموظفون فكان نصيبهم من الكوارث ،كارثة التقاعد القسري بعد بلوغ السن القانونية ( 63 سنة ) حيث يفقد الموظف المتقاعد ثلاثة ارباع الراتب ويقذف الى الشارع دون رحمة وكأنه قمامة ليعود عاطلا عن العمل ويبدأ بسباق البحث عن لقمة العيش من جديد ....!!؟ ومن يوفر فرصة عمل لرجل في الستين من العمر...!!!؟اليس تلك مهزلة من مهازل القرن الواحد والعشرين.............قرن الحرية والتحرر والثورات والديمقراطية والربيع العربي......!!؟؟
وأنا في خضم تلك التساؤلات والصراع الذاتي بادرني الحاج سليم بقوله:
-"ابا احمد تبدو قلقا هذا اليوم....ما بك...!!؟؟"
افقت من غيبوبتي وقابلت سؤاله بأبتسامة وأجبت:
"انتم السابقون ونحن اللاحقون....فنحن سوف نلتحقق بكم وسنحال على التقاعد في نهاية الشهر الحالي وستحل الكارثة...!!؟؟ " ضحك الحاج سليم وأجاب:
-" نحن تعودنا على ذلك اما انتم ستكون السنة الاولى بالغة الصعوبة لكم لانها تكون مليئة بالصراع والكفاح من اجل توفير لقمة العيش حيث ستبدأ بالبحث من جديد عن عمل لاعالة اهل بيتك و الصعوبة سوف تنصب عليك حمما خصوصا اذا كان احد ابناءك لم يكمل الدراسة الاعدادية او الجامعية ....هنا يكمن الاحراج وتكمن الصعوبة الحقيقية..!!؟"
اجبت :
-"يا حاج ليس فينا القوة الكافية للبحث عن عمل من جديد ...!! ومن يقبل ان يوفر فرصة عمل لرجل متقاعد وتجاوز عمره الستين...!!؟؟
اجاب الحاج سليم:
-"الظاهر ان المعاناة قد كتبت على العراقيين دون غيرهم من شعوب العالم......الا ترى في التلفزيون ان دول العالم الاوربي وغيرهم يهتم براحة ومعيشة الحيوانات اكثر من اهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة بالانسان العراقي...!!؟؟..احيانا يتمنى الواحد منا يخلق حيوانا في تلك الدول على ان يكون مثل حالنا في العراق...!!؟؟" ضحك الحاج ضحكة طويلة جلبت انتباه الجالسين وقال:
"ايه والهب..!!؟؟"
وافترقنا ذاك اليوم ، وكل منا نحو داره.وفي اليوم التالي سمعت خبرا مزعج جدا ،ان الحاج سليم لديه مأتم وبعد الاستفسار كان وقع ذلك الخبر في ذهني كالصاعقة و بعد الاستيضاح ظهر ان لدى الحاج سالم كارثة حيث ان جميع عياله قد ماتوا حرقا .فهرعت انا وبعض الاصدقاء الى بيت الحاج وتأكد لنا صحة الخبر حيث حصل تماس في التيار الكهربائي وشبت النار في الغرفة التي ينام فيها زوجة الحاج سليم وأطفاله الثلاثة وعندما خرج الحاج من الحمام وجد الجميع جثثا بلا حراك بعد اختناقهم بدخان الحريق...!...وقلت في ذهني وانا انظر لحالة الحاج سليم التي لا يحسد عليها وهو جالس في المأتم :الآن اكتملت عملية التقاعد بالنسبة للحاج سليم...؟؟؟!!!



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالحمم المتوهجة...!!
- عتاب مواطن...!!؟
- الذوق
- ليستمر هذا المطر الجميل بالسقوط................!!
- متى
- الضوء
- ليوم واحد فقط
- متى ينبلج الصباح
- الهارب
- امنية خجلى
- تعويذة العمر....!!
- حتى جفاءها رقيق..!!
- البحث عن ذات ضائعة
- الكابوس موقف وطني


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - الكوارث....؟؟!!