أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - تناقضات الإسلام















المزيد.....

تناقضات الإسلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 19:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يهتم الإسلام بوصفه دين الرحمة والإنسانية على حسب وصفه لذاته بمبدأ مساعدة الفقراء من خلال الزكاة والصدقات وهذا موضوع يطول البحث به وهو ليس موضوعنا الرئيسي بقدر ما عندي سؤال آخر مهم أكثر من الصدقات والزكواة, وهو أن القرآن بالكامل هو وكل الأحاديث النبوية الصحيحة والموضوعة لا يمكن أن نجد فيها حتى مع الأحاديث القدسية أي آية قرآنية أو أي حديث نبوي شريف يسأل عن أسباب الفقر أو عن السبب الذي جعل من هذا الإنسان فقيرا معدما يتكفف الناس ويسألهم أن يحسنوا إليه مع أن الفقهاء يربطون بين موضوع الغنى والتقوى باعتبار التقوى سببا للغنى علما أن هنالك متدينون فقراء....إلخ, ولم يهتم في البحث عن أسباب الجنح الأخلاقية التي تخالف معايير المجتمعات المتزنة أخلاقيا بما يتلاءم مع وضعها في داخل معاييرها الأخلاقية التي كانت نظاما عرفيا سائدا إلى أن تطورت وأصبحت دينا رسميا منزلا من السماء رغم أن علم الاجتماع يصفها كونها عادات وأعراف اجتماعية أخلاقية ليست أكثر لا ولا أقل من ذلك تطورت مع مرور الزمن وأصبحت من ضمن النظام الديني الذي لا تجوز مخالفته شرعا باعتباره دينا سماويا منزلا وهذا الموضوع لا مجال لتكذيبه ,وحتى لا نخرج عن صلب الموضوع نقول:والإسلام الذي يقال عنه بأنه تنبأ بكل شيء فاتته نقطة مهمة وحساسة للغاية وهي أنه يهتم بالعقاب على المنحرفين عن خط الأعراف الدينية ولا يهتم بالأسباب وبالمسببات إنه يعاقب ليثبت نفسه أنه دين سماوي صحيح 100% فبدون عقاب وثواب وجزاء لا يمكن أن تكتمل الحلقة الدينية, ولا يسأل الله يوم القيامة الناس عن من تسبب بفقرهم, فهذه المشكلة بحد ذاتها مشكلة عويصة تجعل الإسلام يدخل نفسه في عنق الزجاجة وكذلك في مسألة الإنجاب وهي أن كثرة الإنجاب تؤدي مثلا إلى انتشار البطالة وهو من هذه الناحية جعل الموضوع فخرا وافتخارا أمام ألله إذ قال:تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة, تماما كما يتباهى الرجال ويفتخرون هم ونساؤهم بعدد ما أنجبوا من ذكور,ولم يقل بأن كثرة الإنجاب في المستقبل تؤدي إلى البطالة وإلى الشح في الإمكانيات وتؤدي وإلى الفقر نفسه وإلى نقص في المردود, ولم يكن يعلم بأن الطب سيتطور وستقل حالة الوفيات بين الناس بسبب التقدم العلمي إذ كان الإنسان في ذلك العصر ينجب كثيرا نظرا لكثرة أعداد الوفيات كلما تقدمت العلوم الطبية واليوم الموضوع مختلفٌ تماما ولم تستطع العقلية التي أنتجت الإسلام أن تتنبأ بهذه الظاهرة ,ولم يكن يعلم الإسلام بأن النصر في المستقبل لا يكون لا بالكثرة ولا بالإيمان بقدر ما هو متعلق بالصناعة وبالتكنولوجيا والآلة التي تدخل في ضمن الصناعة الحربية والصناعة السلمية فمن يملك الآلة يستطيع أن ينتصر أي أن النصر كان بالعدد ومن ثم اصبح بقوة الإيمان وبعد ذلك بقوة العلم والتكنولوجيا في كافة المجالات السلمية وغير السلمية,ولا أدري كيف يصف شيوخ الإسلام بأن الإسلام قد تنبأ بكل شيء في الوقت الذي غابت عنه هذه الفكرة!! وحين نبحث بعد عن أسباب الفقر فإننا سنصبح كفار ومعادين للإسلام ومعترضون على قضاء الله وقدره...وعجبي.

طبعا لو قمت أنا أو أنت بمحاولة جمع التبرعات للفقراء لشكرنا الناس العوام وخصوصا الفقراء أنفسهم ولكن لو قمنا بالبحث عن أسباب فقرهم لاتهمنا الفقراء قبل الأغنياء بأننا ملاحدة وكفار وشيوعيون وأولاد كلب,وعملاء لإسرائيل وعملاء للصهيونية وما سونيون وأصحاب بدع وضلالات وسنصبح مثل الجبنة الدينماركية يقاطعها المسلمون لمجرد رسومات كرتونية, ولم أسمع طوال حياتي أي خطيب يخطب على المنبر وهو يحث الناس في البحث عن أسباب الفقر والبطالة,ذلك أنه أينما وُجد فقراء يوجد إلى جانبهم لصوص يلبسون الملابس الدينية مع ملامح وجوه توحي بالإيمان وبالتقوى ولأن الموضوع يمسهم فإنهم يحيدون عنه ليتحدثوا عن العقاب والثواب يوم القيامة, ولو تقوم أنت أو أنا بتشغيل إنسان عاطل عن العمل لشكرنا هو نفسه على حُسن صنيعنا ولكن لو قمنا في البحث معه عن أسباب البطالة لاتهمنا هو أولا بالعمالة وبالعداء للبلد والوطن الذي نأكل ونشرب منه,ذلك أن من الأسباب التي تؤدي إلى البطالة هو من حديث الرسول:تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة,فهذا الحديث أدى إلى تضليل العلم والعلماء وعوام الناس ودمر كثيرا من حياة الأسر التي كانت هادئة ومستقرة.

إنها مفارقة عجيبة يتمتع بها المسلمون في كل النواح حيث لا يهتم الإسلام بالمسببات التي تسبب الفقر أو البطالة وهنالك آية في القرآن تقول(الشيطان يعدكم الفقر) أي أن الفقر عقاب من الله يرسله الله على الزاني(بشر الزاني بالفقر ولو بعد حين).. وشارب الخمر وما إلى ذلك وهذا منطقيا غير صحيح فكما يوجد فقراء زناة يوجد بمقابل ذلك زناة أغنياء والمسألة نسبية وليس لها مقياس ثابت والذين يعبدون الله حق عبادته تجدهم فقراء وفي نفس الوقت تجد أناسا يعبدون الله حق عبادته أغنياء جدا , أي يوجد هيك ويوجد هيك, وعملية مساعدة الجميع محبوبة جدا بين المسلمين وهي ليست ظاهرة خاصة بالمسلمين ولكنها موجودة عند أغلب الملل والنحل والديانات الكبرى ولكن ينفرد الإسلام من بين الجميع بكرهه لمن يبحث عن أسباب الفقر وهذا سبب من أسباب تخلفنا وهذا يعني أن النظام الإسلامي نفسه نظام عقيم يتآمر على الفقراء بحسن النية وبسوء النية وهو نظام اختلاطي ليس شمولي وإنما نظام اقتصادي مختلط من بين جميع الأنظمة العالمية وهذا هو الخطأ بعينه حيث لا نرى للفكر الإسلامي فكرا واضحا 100%, بل له وجها مشوها يلبس عدة أقنعة وفي كل مكان يوجد به فقراء بنفس الوقت يوجد به أغنياء جدا وهؤلاء الأغنياء جدا هم سبب فقر الفقراء وهؤلاء الأغنياء يتحكمون بالنظام الديني الذي يحيط بنا ويحبطون أي عملية بحث عن أسباب الفقر بمختلف الوسائل والطرق وأهمها اتهام الباحث بالشيوعية وبالعمالة الأجنبية وهم يعلمون أن كل هذا كفر أضف إلى ذلك إضافتهم لمصطلح الاستشراق والمستشرقين في نهاية كل حديث عن مفكر عربي.
ولو قلنا لأي مسلم: لماذا أنت فقير؟ لقال بأن الله يريد ذلك, ولو قلنا له لماذا الله يريد ذلك؟ لقال: بأنها مشيئته سبحانه وتعالى, ولو قلنا له :لماذا مشيئته هكذا؟ فإنه سيتوقف عن النقاش وسيتهمنا بالشيوعية وبالإلحاد وعندما يدير ظهره لنا يقول:لعنة الله على القوم الكافرين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج
- زيد بن ثابت رجل المهمات الصعبة
- زوجات الصحابة
- يحملونني مسئولية أخطائهم
- عملية حسابية صعبة
- رسالة مني إلى شخصي
- حرق القرآن
- جرح الكتابة
- جعفر الطيار
- الإنجيل غير حياتي
- بيتي هو قصري
- أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل
- ليش الدنيا خربانه!
- يجب تعليم العلمانية قبل قراءة سورة الفاتحة
- جهلاء قتلوا علماء


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - تناقضات الإسلام