أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - -براءة المسلمين -والموقف العربي














المزيد.....


-براءة المسلمين -والموقف العربي


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 14:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"براءة المسلمين"والموقف العربي
محمود فنون
16|9|2012م
شاهدت مقاطعا يبدو انها اساسية من فيلم "براءة المسلمين "تتناول ظهور محمد كنبي وقصة الوحي ,ثم تنتقل الى سلوكيات شخصية للنبي ,وموقف الاسلام من غير المسلمين ..الخ
وقد اتى عرض هذه المشاهد بعد عرض مشاهد عن موقف جماعة دينية في مصر من أقباط مسيحيين.
لقد اثار الفلم موجة احتجاجية عارمة في العالم الاسلامي واظن انها استثيرت بشكل عاطفي يفتقر الى التنظيم والتخطيط والتسييس ,مما يجعلها اقرب الى العفوية وقليلة الجدوى ولا تقود الى مواقف مؤثرة يمكن ان يبنى عليها شيء .
واعتقد ان الانفعال الشعبي الواسع جاء على طريقة "عليهم عليهم .."
وقد استجاب الناس بسبب حساسية الموضوع "ومعهم كل الحق"ولا يمكن ان يتفق أحد مع هذا الفيلم مهما كان موقفه من الفن أو الثقافة ,او حرية التعبير ,او الديموقراطية وكل هذه المفاهيم ذات القيمة الإنسانية العالية .
ان الامر يتعلق اولا بالتعرض الفاحش لمعتقدات مئات ملايين الناس وحريتهم في معتقدهم .انه ليس عرضا للاسلام بطريقة صوابية وايضاحية ,وليس مقارنة لقيم الاسلام مثلا مع الحداثة في امر من الامور ,وليس مقارنة بفكر آخر أو ديانة أخرى .
وطرح المواقف ليس تشخيصا لها بطرائق فنية درامية هزلية مثلا او بصورة أخرى .
لقد جاء طرح الصور كما لو كان شريط اعلان للكوكا كولا او أي سلعة اخرى وتستهدف عرض دعاية سيئة .
انني لست ناقدا فنيا وقرأت للنقاد الفنيين عن الفلم ما وصف بأنه من الناحية الفنية مشاهد هابطة ومفتعلة ولا تمثل سياقا نابعا من قيمة فنية تحمل مثلا وجهة نظر مخالفة .
انه دعاية واستثارة كما وصف .
موقف الغرب
ولكن الامر الاهم ان الغربيين يستطيعون بث الافكار التي يريدون بثها عن غيرهم دون رادع –انا لا اعتقد ان مظاهر الغضب الحالية حول السفارات ولا في الشوارع تشكل رادعا للغرب الاستعماري الاستعلائي عن بث الافكار التي يريدها عن العالم الثالث وشعوب المستعمرات .
واذا كانت هذه المرة تتعلق بموضوع حساس يطال معتقدات الناس ,فان الغرب يبث كل يوم مواضيع اعمق وربما ابعد اثرا عن مجمل حياتنا وتعكس موقفه منا ,من عقائدنا وقيمنا وسلوكنا ,بل وموقفه المتعالي منّا .وقليلا ما نغضب منها اوحتى نلتفت لها .
ليس المطلوب تشذيب سلوك الغرب منا ومن معتقداتنا فهذه اهون الامور ,ويمكن للغرب ان يدرس في مرات قادمة الكيفية التي يسفهنا بها امام جمهوره لتسويغ استعمارنا وتسويغ سلوكه الاستعماري اللا انساني ضدنا .
ان الامر الاهم يتعلق باعتراف الغرب بنا كبشر ,كانسان مساو له في الحقوق والواجبات ,والاهم ان نفرض عليه الاعتراف بحقوقنا وان ننتزع حقوقنا منه بأي صورة من الصور ,وليس فقط اظهار الاحتجاج عليه ,على اهمية الاحتجاج .
من الواجب علينا ان نعلن رفضنا على الاقل وهذا حصل .
المطلوب ان يرانا ويحسب حسابنا وهذا لا يكون الا اذا تحررنا منه .
انه يرى ملوكنا ورؤسائنا خدما وموظفين عنده ومتكالبين على حمايته من اجل البقاء على كراسيهم .وحكوماتنا تنسق امنيا معه ومع حلفائه وبالأخص مع اسرائيل .
انه يرى بلادنا اسواقا لبضائعه ومصادرا للمواد الخام التي يحتاجها وعلى رأسها النفط .
انه يرانا ركائز لاقتصاده و يرى حكوماتناعملاء لحماية مصالحه .
وعلى هذا هو يحتاج الى كل المسوغات الدعاوية والاخلاقية والقيمية والثقافية التي تبرر له اضطهادنا واستعمارنا ومعاملتنا بالدرجة الثالثة .
لقد وجد مبررا كافيا لقصف افغانستان والاحتفال بالنصر عليها ووجد مبررا كافيا لقصف ليبيا وبمساعدة اتباعه واحتفل بالانتصار عليها ,وهو يجد الآن المبرر لذبح سوريا بواسطة اعوانه المحليين والاقليميين ويفرك يديه وهو يراقب الاحوال .
عود على بدء:
ان الاحتجاج القائم هو احتجاج مؤقت يطال مسألة جزئية في علاقة الغرب بالدول العربية والاسلامية .
وهو حراك غير منظم وغير مسيس كما ذكرنا .
ان تمثيل فيلم براءة للمسلمين وبهذه الصورة قد استثار احتجاجا محدودا ومحصورا في هذه النقطة .ان هذا الاحتجاج لم يطل الاحتجاج على مجمل علاقة الغرب بنا.مثلا الاحتجاج بسبب دعم الغرب لاقامة اسرائيل ةاستمرار الحال الفلسطيني من لجوء وسحق واحتلال...الخ. .ذلك ان قوى متنفذة في الربيع العربي تبتهل للغرب كيف يقف معها ويمكنها من السلطة على قاعدة المقاولة والاستعداد للوفاء بالالتزامات التي تترتب على ذلك ,بما فيها الاعتراف باسرائيل وحقها في فلسطين .اما وبقية الانظمة العربية فهي مستسلمة وذليلة للاستعمار والصهيونية من زمان .
ولذلك نرى دولا وشخصيات سياسية وشخصيات اسلامية ينبّح صوتها وهي تصرخ ببراءة الدولة الامريكية والشعب الامريكي من" دم ابن يعقوب" دفاعا عن نفسها وتبرؤا مما يجري حول السفارات ,بل ان الدول تقتل المحتجين وتقمعهم للتوكيد على اصطفافها مقابل الجماهير وليس معهم .
انني لا اعتقد ان الحراك االشعبي العفوي يحقق نتائج سياسية واعتقد جازما ان الامر يجب ان يعالج لا كقضية ثقافية وحريات .بل كقضية سياسية تتطال مجمل علاقات الغرب الاستعماري بنا .
وهناك وسائل الكفاح البسيطة ويمكن البدء بها لو توفرت قيادات كفاحية ترفع شعارات التحرر من الخنوع للاستعمار الغربي والتحرر من الحكومات الخانعة للاستعمار الغربي وتدافع عن الكرامة القومية والكرامة الانسانية .
للتطمين!
الحكام العرب يتصفون بالحلم ولذلك وكلما تعلق الامر بأسيادهم الغربيين فانهم يمسكون انفسهم عند الغضب.وسوف تعود الامور الى طبيعتها .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على سؤال سلام الشامي
- اوسلو:مسؤولية فتح ومسؤولية الآخرين
- الحنفية بيد اسرائيل
- مرسي حليم ويمسك نفسه عند الغضب
- هل تتوجه الشعارات ضد السلطة ايضا؟
- اين تقف الحالة الفلسطينية الآن؟
- مسافرون ..قد لا نعود
- فتاوى في خدمة صندوق النقد الدولي
- الفتاوى في خدمة اسرائيل
- الاحتلال يقصف غزة والانظمة العربية تتخلى عنها
- فصائل حماس وفصائل منظمة التحرير
- تسهيلات الاحتلال! والتحليلات الذكية!
- انها تحلم!
- اللحظة الثورية في سوريا
- ما الذي نسيه هادي ابو خشبة
- الحرب الكونية واللحظة الثورية في سوريا
- لسنا بشرا في نظرهم
- امارة غزة,الى أين؟!
- اياد السراج عرابا بشهادة الدكتوراة
- سوريا الوضع يزداد خطورة


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - -براءة المسلمين -والموقف العربي