أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .














المزيد.....


أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 03:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الإحساس بـ ( الأنا ) والمحافظة عليها هو حق مشروع منذ بداية الوجود الإنساني حيث أن هذه المحافظة أو حب الذات هو من يدفع لحفظ النوع وعلى حب البقاء وعلى مقاومة الظروف البيئية والمناخية والتكيف معها وبها يتم تطوير الوجود الإنساني نحو الأفضل , وعلى هذا الأساس بُنيت الحضارات وإزدهرت وتفوق جيل على جيل , وأخذ الإنسان يحلم بتطوير ذاته وعالمه ونفذ ذلك على مدى أجيال حتى وصل الى الكواكب الأخرى .
إن الوجود الإنساني محتم مع وجود الجماعة وبدون الجماعة تصبح حياة الإنسان مملة ونافية للذات فهو يبدع من خلالها وينتج ايضاً , ومن خلال وجوده في داخل الجماعة يستطيع ايضاً أن يكتشف ذاته , فسائق التاكسي مثلاً لا يتحرك بدون ركاب فهو يتحرك من خلال ركاب السيارة وبائع البانزين ومصلح السيارات وهكذا يدور محور ذاته من خلال حركة الجماعة وهو بدون هذا يتوقف في مكانه ولم يفعل شيأ وهكذا ايضاً أصبح وجود التعايش في داخل المجتمع بإختلاف مستوياته المادية والفكرية هو ضرورة حتمية , ولكي يستطيع الفرد التعايش والحركة لابد من التأقلم معها وهو أكثر ضرورة من التأقلم البيئي وإلا يًنبذ من قِبل الجماعة ويتقوقع في داخل ذاته والتي ستعاقبه بعد حين أما بالموت البطيء أو بالإنتحار المفاجيء , فمعظم حالات الإنتحار يسبقها إنعزال طويل عن المجتمع أو العائلة ويسبقها شق واضح ما بين الذات والجماعة .إن القدرة على التواصل ما بين الذات والآخرين لها آليات وميكانيكية محددة فهي تحدث عن طريق الحوار أو المعايشة والوجود المكاني والزماني والفائدة المتبادلة المادية والفكرية والمشاعر والآلام والأحلام المشتركة وكل هذا يبدأ بالعائلة , فالتواصل الموجود يبدأ مع مرحلة الطفولة حين يتعلم الطفل اللغة الأم ومن خلالها يستطيع التواصل مع أفراد عائلته وتتواجد معها المصالح المشتركة والأفراح والأحزان المشتركة ويتشرب الطفل روح العائلة إذا كانت عائلة متحركة عاملة ونشطة , أو خاملة , وإذا كانت متفهمة أو تتسم بالجمود العقائدي , متفائلة أو مظلمة وكئيبة .
إن إنقطاع الصلة الأولى والتي هي لغة الحوار مع العائلة أو المجتمع وأفراده من قِبل فرد واحد قد يُسبب الكثير من المشاكل الإجتماعية لهذا الفرد وللمجتمع . إن التعايش اللغوي هو ضرورة كما هو التعايش الفعلي لكي لا تستخدم مفردات غريبة ولا أفعال غريبة في حالة تصعيد الحوار وتأزم الأزمات والذي قد يؤدي الى إيقاف الصلة مع الآخرين , إن قطع الصلة قد تفرضها الجماعة كما يمكن أن يفرضه الفرد لتشابك المصالح وتعارضها ولتعارض الثقافات ومصادرها , أو لتخلخل مستوى الإيمان بعقيدة ما أو إختلافها , كل هذا قد يتخذ مسارات وسطية لوجود حلول وسطية لتفهم رغبات الآخرين وخلق بعض التنازلات والتي بدونها لا يمكن خلق حلول وسطية , فكما قد يتنازل الجيل الأول في العائلة للجيل الثاني عن جزء من تصوراته ومفاهيمه في سبيل الإبقاء على الجزء الأهم , ويمكن أيضاً التنازل عن أجزاء من الطموحات أو التصورات لأجل المجتمع إذا كانت هذه التنازلات لأسباب منطقية وعلمية , وقد تكون بعض الحقوق مؤجلة لأسباب منطقية ولظروف المجتمع كطلب توزيع الثروات أو البناء السريع للقاعدة المادية والفكرية , وإذا كان الحوارمبني على أساس علمي وثقة متبادلة فسيكون حتماً حواراً بناءً يسسير بخطوات متزنة نحو التنفيذ , أما إذا فقد الحوار علميته ومصداقيته فسيكون سائراً في طريق مسدود , وعلى هذا الأساس ايضاً يقوم الحوار بين العائلة وأفرادها وبين الفرد والأفراد الآخرين وبين الثقافات المختلفة والأديان المختلفة , وهناك دائماً طريق وسط لإختيار اللغة المشتركة رغم إختلاف الأجيال والثقافات والعقائد السياسية , ويجب أن يكون الحوار كما ذكرت مبنيأ على العلمية والأهداف المشتركة , أما إذا تحاور الجميع وقد إختاروا مسبقاً مفردات لغتهم ووضعوا منظوراً ثابتاً لعقائدهم السياسية وفكرهم الإجتماعي فسيتعارض حتماً مع الآخر وتتشابك الطرق بدل أن تلتقي في نقطة واحدة ألا وهي ( التعايش السلمي ) مع الجماعة والذي هو أساس بقاء الحضارات والجنس البشري وينطبق هذا ايضاً على الجنس الحيواني , ويذكر تأريخ الأحياء القديمة بأن بعض الحيوانات قد إنقرضت ليس لشحة الغذاء أو الماء بل لأنها تقاتلت حتى الموت مثل ( الديناصورات ) , وإذا إستخدم البشر حوار الديناصورات فسينتهي بهم المطاف الى إلغاء وجودهم البشري لأنهم وببساطة فقدوا لغة الحوار السلمي في المجتمع الواحد أو بين المجتمعات .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...
- أخلاقية المرأة من يفرضها ؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .