أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علال البسيط - من سيرتي الجنسية 2














المزيد.....

من سيرتي الجنسية 2


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


حالي مزرية ليس في جيبي فلس واحد. سروال جنس أزرق باهت عاثت فيه الفتوق والرقع. صار كشبابيك الأرابسك تهدلت منه الخيوط. حذاء جلدي-قماشي مغبر لكنه متين و قميص أسود مكتوب على صدره بحروف متعرجة بيضاء اسم معهد التصوير(trazos)* من أيام دراستي فيه في plaza españa. في يدي اليمنى حقيبة جلدية بنية مهترئة فيها كتابان. أوراق. قلم حبر من أقلام الفنادق كتب عليه بلون ذهبي Tiara Hotels. قلم شمع أصفر. قداحة صينية قطعة دومينو. مربع بخمس دوائر بيضاء ومربع أسود. سيارة صغيرة. في جيبي كُرتان صغيرتان من البلور ( البّي الذي يلعب به الأطفال). عسلية كالشمس عند الغروب، والأخرى زرقاء مخططة. تبدو كما تبدو الأرضا من الفضاء. يدي الأخرى مضمومة على حزمة من أعقاب السجائر. أرسل ذقنا يشبه ذقن لينين تفننت في حفه وتشكيله. أعجبني شكلي الجديد. سأطيل شعري. أكره الروتين. أبي لم يحف شاربه منذ عشرين سنة. فكرت :ماذا أريد من الدنيا في هذه اللحظة؟ مقص أظافر. لا أحب أظافري حين تطول. أشعر بأنني مسخت ظفرا طويلا متسخا. قصصتها بأسناني. فكرت في خيالي:
-تقحب بنا هذه الدنيا.
- تهز رأسها..
-لماذا لا نعود إلى الغرسة.هناك حيث أناك القديمة مستلقية على العشب. نهداك يعانقان السماء وفخذاك يداعبان وجهي. نطير معا إلى الغرسة ثم نعرج على نهر El manzanillo الذي يخترق مدريد. هناك على ضفته جلست أتلو في روعها آيات وآيات. نفخت في روعها بقول شهي لشاعر مصري:

(يا للعذوبة يا حبيبي حين أهبط لنهر..
كم أستحم وأنت تمعن في مفاتني النظر..
لودت لو أني أمامك قد جلوت محاسني..
بغلالة مبتلة.. كشفت جميع مفاتني..
أهوى إلى الماء الهبوط..وأشتهي أن أتبعك..
وأشد ما أهواه منه..صعودنا وأنا معك..)


لماذا تسمن المرأة عندنا بإفراط بعد الزواج؟ أزمة ثقافية طاغية. عادة الناس أن يزيدوا وينقصوا. تاريخيا السمنة حيوية ومطلوبة في ثقافتنا الجنسية . سمعت أن بعض القبائل تفاخر بأرداف نسائها. وبعض الصحراويا يتناولن أقراصا هرمونية. نجد في ثقافتنا الفلكلورية الشيخات. راقصات أطلسيات بلباس تقليدي. يغنين في (الأفراح والليالي الملاح) الأهازيج الأمازيغية والبدوية. في رقصة تجسد الفرس في معركة تكر وتفر متوثبة مرقصة أصابع يدها تهز عجيزة مكتنزة .تصطفق داخل ثوبها الأبيض الموزني الموشى بحلق لامعة. مشدود إلى وسطها المتموج. مؤخرتها محاطة بحزام مهدب يشبه لجام الفرس. يتدلى مشكلا بتفاصيل خيوطه ما يشبه بكيني واسع فضفاض. كنت صبيا أدخل مع قريباتي حمام النساء. فرق شاسع بين الشابات الصغيرات والمتزوجات. تشيخ النساء في بلادي قبل الأوان و مع أول مولود تطمر جمالها وفتنتها في دولاب غرفة النوم.


***

تضاءلت بشرى في خيالي. تبدو لي الآن كشمس منطفأة كنقطة سوداء في عتمة الأفق القاتم.لا نور ولا نار. انعطفت يمين شارع alcala إلى حديقة رحيبة تحتل رقعة شاسعة. أشجار مختلفة الأنواع، صنوبر نخيل صفصاف. ورود ورياحين تعطر الأرجاء. تناثرت في جنباتها المقاعد الخشبية. على امتداد ممرها الرئيسي انتصبت نافورات أندلسية وتماثيل حجرية. جلست في مقعد منزو قرب تمثال يجسد ملكا يوشك على السقوط وخيالي يفكر: هل كانت جدتي تتمتع جنسيا؟ تشبع رغبتها كما أنا؟ هل كانت تستمني؟ كان جدي يجلدها. ويهجرها طويلا.كان صعلوكا لا قلب له.يحلق رأسها وحاجبيها. يتهمها بالدعارة في فندق الصينين. يشك في بناته. كان جزارا وبخيلا يأكل اللحم لوحده. لا يعبأ بهم. هكذا سمعتهم يحكون عنه. أمي تشبهه في كل شيء.
في الصغر لم أكن أعرف أن للمرأة لذة في الجنس مثل الرجال. إذا قطعا لا تستمني. ليس معها قضيب. من ليس معه قضيب لا يتلذذ. هكذا كنت أسمع. كنت أطالع بشغف الرسوم البيانية لمهبل المرأة. الأسماء والمصطلحات الجنسية في المقرر الدراسي تقرع أذني برنين عجيب. تبعث في نفسي شوقا وقشعريرة محفوفة بنشوة مختلسة. كانت مادة موجودة لكنها مهملة. لا يطرقها شرح المعلم إلا خفيفا إن هو طرقها. وقعت بيدي مجلة بورنو. اعتبرتها كنزا عزيزا. أخفيتها عن الأعين. حين يرخي الظلام أستاره وتنطفئ الأضواء والسرج ويسكن كل حي إلى مخدعه، ألزم فراشي. أستلقي على جنبي مواجها الحائط. أستل المجلة وأستمني على ضوء القمر.الصور في مخيلتي تلعب أدوارا. حية تحوك أشكالا من الإغراء والأمنيات المغتلمة. للشقراء فتنتها وغنجها وللسمراء سحرها وعبثها وللسوداء حرارتها ولهيبها.

***
يتبع..


* عنوان صفحتي على موقع فليكر flicker. معرض لبعض الأعمال الفتوغرافية الشخصية والتدريبية: http://www.flickr.com/photos/kilometr40



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيرتي الجنسية..وأشياء أخرى 1
- غزوة الألوان
- مشانق الدعاة -2-
- مشانق الدعاة
- القرآن بلغته الآرامية -2
- القرآن بلغته الآرامية!-1
- دموع العبيد
- ضاحي خلفان وتنامي الخطر الإسلامي!
- محمد السادس..هل بدأ العد التنازلي؟
- عودة الصحابة
- ثلاثية القرآن السنة والسلف الصالح..رؤية تاريخية
- جواهر لا يعرفها الإسلام!
- إبغض في الله!
- إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!
- يوم غرقت مكة في الدماء!
- سيوف الإسلام الأربعة
- المثلية حرام في الدنيا حلال في الآخرة!
- دوائر إبليس
- الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-
- سيف الشريعة لا يعرف الحوار


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علال البسيط - من سيرتي الجنسية 2