أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عروة الأحمد - الجيش الحرّ والأزمة في سوريا














المزيد.....

الجيش الحرّ والأزمة في سوريا


عروة الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 23:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الإشكالية الكبرى في مسألة الجيش الحرّ اليوم هي أنّه ليس تنظيماً واضحاً ينضوي تحت لوائه كلّ مسلّحي الثورة ( من منشقين عسكريين ومدنيين مسلّحين ) تحت قواعد واحدة وأهداف مشتركة ومصدر دعم لوجستي واحد وخطة عمل مشتركة .
وبالتالي هو أقرب إلى الكتائب ( كمسلحين ) والميليشيات ( كمدنيين ) كون المقاومة العسكرية حتى اللحظة تتم على نمط حرب الشوارع ضد الجيش النظاميّ في سوريا .
الدعم المشروط بالولاء الذي يتم تقديمه اليوم للجيش الحرّ هو ما أدى مؤخراً إلى النزاعات التي نراها بين الكتائب وعدم توحّدها تحت قيادة عسركية واحدة كالحال ما بين كتائب الفاروق ولواء الحق في حمص وما بين لواء التوحيد وباقي الكتائب في الجيش الحر وما بين الجيش الحر ككل والجيش الوطني السوري الذي تم تشكيله مؤخراً , وما أدى أيضاً إلى استهجان العديد من السوريين المعارضين للنظام ما يقوم به الجيش الحر من مقاومةٍ في الأحياء المأهولة بالسّكان , ومن ثمّ الإنسحاب منها حين نفاذ الذخيرة .
من كلّ ما سبق نرى أن ما يقوم به الجيش الحرّ على الأرض السورية نابعٌ عن اجتهادات شخصيّة لقادة الكتائب , وغير مخطّط له ما بين قادة الكتائب ككلّ , مما يؤدي بالضرورة إلى استنتاج أنه لا تواصل مباشر وكامل ما بين قادة الجيش الحرّ على الأرض السورية , وكل ما سبق سببه تعدّد مصادر الدعم اللوجستي للجيش الحرّ , وبالتالي إن اختلاف الأجندات سيسبب بالضرورة ضمور الهدف المشترك وتعدّد الطرق للوصول إليه , وحين تتعدد الطرق سيسلك كلّ طرف طريقه الذي يراه صحيحاً من وجهة نظره .
المعارضة السورية بتخبّطها خلال المدة التي مضت نقلت للجيش الحرّ عدوى الإنقسام والتحزّب .
لن أطالب بالسلميّة , لأنه من الطبيعي أن يشكّل العنف عنفاً مضاداً , واستمرار العنف دون رادع له من قبل النظام أدى إلى ظهور التشكيلات المسلّحة , وهذا أمر طبيعيّ .
ولكن المشكلة الحقيقية اليوم تكمن في أن الثورة حين كانت سلميّة كان الهدف واضحاً للجميع , أما اليوم مع دخول السلاح على الساحة السورية أصبحنا لا نفرّق بين من يريد تحرير سوريا من نظامٍ يحتلّها , وما بين من لا تعنيه سوريا وشعبها ويسعى لتنفيذ مخطّطات لا تمتّ لثورة الشعب السوري بصلة .
القوى العظمى تدفع بالقضية السورية نحو حلّ سياسيّ مبنيّ على تنازلات يقدّمها رأس النظام بشار الأسد بتسليم السلطة , وتنازلات باسم الشعب السوري تضمن له عدم محاكمته مستقبلاً أو الحجز على أمواله .
وقد يسأل القارئ هل القوى العظمى عاجزة عن إقالة الأسد من منصبه دون أي تنازلات من الشعب السوري ؟
بالطبع ليست عاجزة وهذه ذريعة لتلك القوى مجتمعةً ( باختلافها ) لإضعاف الدولة السورية ككلّ والسيطرة سياسياً على الموقع السوري الإستراتيجيّ المفصلي في الشرق الأوسط , والذي بات اليوم ساحة الصراع الإقليمية الأبرز وسوق الأسلحة الدائم لحلفاء تلك القوى .
أما عن الجيش الحرّ فيتم تزويده بالأسلحة الخفيفة , واستمرار دعمه بالأسلحة الخفيفة – حصراً- لضمان استمرار الأزمة في سوريا , حيث لا مصلحة للقوى الدولية في إسقاط النظام عسكرياً الآن , ولا مصلحة لها في انتصار النظام عسكرياً على الثورة أيضاً .
حلّ الأزمة في سوريا لن يكون إلا بيد السوريين , لأنه لا مصلحة لغيرهم بحلّها , وإن كُتب للجيش الحرّ إسقاط النظام ( ولو أني أراه بعيداً جداً لأسباب عديدة منها عدم تواجد الدعم الحقيقي له ومنها شلليّته ) فلن يكون إسقاطاً عسكرياً , بل سيكون ناتجاً عن إحداث شرخٍ قويّ في بنية النظام العسكريّة بعد أن تخلخلت بنيته الأمنيّة مؤخراً .


عروة الأحمد
الأمين العام في تجمع الشارع السوري
عضو الهيئة السياسية في المنبر الديموقراطي السوري
مراقب في تجمّع آفاز الحقوقي الإنساني العالمي



#عروة_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد سيفرّ هارباً وما يحدث في دمشق سيؤدي إلى تنظيم الجيش ال ...
- الجيش السوري الحرّ ومستقبل الثورة السورية
- العنف الثوري .. مطلباً شعبياً
- ما بين سوريا إسلاميّة أو علمانيّة ينام الإخوان هانئين
- خطاب الأسد الأخير تاريخيّ وهو الأفضل في خطاباته حتى اللحظة
- أزمة المحروقات في سورية واللعب بالنار .
- ثورة المرأة العربيّة : ثورة اجتماعيّة جاءَت بعد صمتٍ دامَ آل ...


المزيد.....




- أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...
- صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي ...
- م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم ...
- تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق ...
- أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما ...
- باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين ...
- المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عروة الأحمد - الجيش الحرّ والأزمة في سوريا