مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:58
المحور:
الادب والفن
ننام على الأخبار
ونستيقظ على سماع الأخبار , أو شريط الأخبار
ننام على لغم .. ونستفيق على أنفجار
أو على غارة .. ونستفيق على حصار
أو إغتيال .. ودمار ...؟!!
تلفّنا الأخبار طوال الليل .. والنهار
تلفنا كالدائرة , كالشبكة
أو كالطائرة
مهما سافرت .. وعلّت .. ستحطّ في المطار .
نأكل أخبار .. ونتنفّس أخبار
قهوتنا محلاّة بالأخبار
وسهرتنا مشبعة بالأخبار
وأغانينا لم تعد بالخاطر .. ولا بالبال
حوارنا , حتى حبنا .. مؤجّل حتى إشعار اّخر ..!!
تلفّنا الأخبار .. تأخذنا كالإعصار
تارة .. يأخذنا حتى أعماق البحار
وخوف المجهول
وتارة
يرفعنا .. أعلى فأعلى زوبعة الغبار
حتى الإندثار ...!
ونرجع ونقول .. ونقول
أين أصبحت الأخبار
أين حطّت .. الأنظار
وحديث الساعة .. والإذاعة
والفضائيات العربية ... , والأجنبية
والصحف والمجلاّت
ونشرة الأخبار .. هي اليوم في سباق
في انبهار ,
فعصرها الذهبي جاء
وأشبعنا بالأخبار
في لعبة الكبار .. ولعبة الصغار
أخبار العالم .. والحرب والسلام
والقتل .. والمجازر .. والتهديم والدمار
أخبار البرابرة الجدد.. ومافيات السلاح
مافيات النفط .. والاّثار
والإغتصاب والتهجير .. زالزلازل.. والأسفار
أين المفرّ ...؟
كيف ننام وفي التلفاز بقيّة
وفي المذياع ألف ضحية وضحيّة
وفي الصحيفة صور ومقالات واّراء
وكاريكاتور .. واختلاف وتعددية ..؟
لمن نترك الكتاب
وماذا تركنا للكتاب
صانع الثقافة .. وباني الفكر والحوار ...؟
مسكين كتابي
هو وأصحابي .. وأحبابي
وعائلتي البعيدة
أسألها دوما ما هي أخباركم
وأخبار الصبايا والشباب .. والأحفاد
هل من جديد في أخباركم .. في وطنكم , وحدودكم ..؟
نأتي إلى كتابنا في اّخر المساء
لنقرأ الكتاب
تضيق المسافات , والساعات
تهبط الهموم .. وصور الأخبار بالأطنان
بتعب العيون .. والاّذان
كيف لا .. والعالم على ظهرنا
فنحن في عالم الجنون
عالم الفنون
والعلم والفضاء
وسرعة الإتصالات في وحدة القارات
وأعلام مسيّس , مشوّش .. وبعضه مأجور
أو غير محايد .. وأبواق
وقلة من الحقيقة
وبعضها حقيقة وأشعار
بعضها موضوعي وحيادي ..,
وضمير مصلوب في مسمار
صليب كبير كبير ذاك
المصلوب .. والضحيّة
المظلوم .. البرئ في وضح النهار ...!!
يتبع
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟