بشرة البشر

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 12:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هل انتبهت عزيزتي القارئة و عزيزي القارئ الى العلاقة بين (البشر) الناس و (البشرة) جلد؟ طبعا لا - لاننا لا نشعر بكلمات تتكرر و تستخدم بشكل تلقائي اوتوماتيكي و لانفكر بها و لكن في الحقيقة هناك علاقة وثيقة اذا رجعنا الى اصلها. كلمة (بشر) بمعنى (ناس او العالم) تكونت تحت تأثير الارامية بمعنى (لحم) و تطورت من اللحم الى (البشر) ثم الى (البشرة) و (باشر) و (البشرى) الخ.

ليس هناك فرق كبير بين (البشر) و (اللحم) و (الجلد) و هناك ايضا اشارات الى البشر باللحم في لغات اخرى لان الانسان يتكون من(لحم) قارن ايضا العبرية و الالمانية و الانجليزية و (البشرة) كما نعرف هي جلد (الوجه) و (الجلد) يلتصق بالجسم و يلعب دور كبير في العلاقات الجنسية بسبب حاسة اللمس و الجمال قارن الانجليزية beauty is skin deep و الالمانية mit Haut und Haaren اي (كليا) و لا تنسى عمليات التجميل الجراحية. لاحظ ايضا عبارات اخرى تشير الى العلاقة الجنسية مثل (باشر المرأة) اي واقعها و (ابشرت الناقة) اي (حملت) و اخرى مثل (بشر الجلد) اي ازالة البشرة او السطح او (بشرت الجراد) اي جعلت الارض عارية من النباتات و الخ.

لربما تطور معنى (البشرة) كجلد الوجه الى صفات السعادة و الجمال و اسماء الرجال و النساء و الاخبار السارة لان بشرة الوجه تعكس وضع الانسان النفسي كما في (بشرني بوجه سعيد) و الى (البشرى) و افعال المزيد مثل الباب الثاني (بشّر) و الى الباب الثالث (باشر) لان (المباشرة) قريبة جدا كجلد الانسان الذي يلتصق بالجسم و هناك اشارات كثيرة الى البشر و مشتقاته في القرآن مما يدل على قدم تطور هذه الكلمة الاساسية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات