أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي















المزيد.....

مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


مجموعة صاحب الأسمال القصصية ... المضمر المتخفي
مثنى كاظم صادق

قال أبو حيان التوحيدي : ( إن الكلام عن الكلام صعب ) ..... تشدني مع القاص المبدع ( جوزيف حنا يشوع ) أسباب وصال حميم ، منذ أن راهقنا على الأدب والثقافة ، فهو/ أنا ننتمي إلى جيل قد تعطر بدخان الحروب ، بعقودها الثلاثة ( المكبوسة ) في الذاكرة اللئيمة التي لا تريد أن تنسى رائحة الدخان ، وعلى الرغم من ذلك ، دشن قلمه بامتياز جنساً أدبياً أثيراً لديه .. ولدي ـ كقارئ ـ ألا وهو القصة القصيرة والقصيرة جدا، هذه مجموعة قصصية وسمت بـ ( صاحب الأسمال )(1) اتسمت بسمة الشعرية الدافئة؛ إذ تلبست ـ هذه القصص ـ بعباءة المضمر المتخفي الكامن في رماد النص ، على أنني افترض أن داخل هذا المضمر أشياء أراد بها كاتبها من خلال النص السردي أن ( يدك ) معاقل المدركات الذهنية الشاخصة في الواقع العراقي ، من خلال حقن قصصه بأمصال الرمز والمفارقة ، إذ تمثل ـ القصص ـ رؤية خاصة ذاتية للحياة ضمن مساحاتها المدهشة ، ولعلي لا أجانب الصواب لو قلت: إنَّ هذه القصص تشتغل على الثنائية التوافقية أو الضدية ذات الإطار الواحد والهويات المتعددة . لاشك أن العنوان ( صاحب الأسمال ) بمثابة النداء والإشارة إلى المتلقي ؛ فهو ثريا النص الذي اختاره القاص ليضيء به المجموعة التي تسمت به وشعت بضوئه ؛ لذا لا يمكن ـ بحسب ما أعتقد ـ الولوج إلى أي نص ما من دون الدخول إلى العنوان والوقوف عنده ؛ لأنه ـ أي العنوان ـ يشكل عتبة النص ، بل البوابة التي من خلالها يمكن الدخول إلى باحة النص والجلوس فيه . ( صاحب الأسمال ) عنوان متلفع بدلالات وإيحاءات عديدة منها وأهمها أن قصة (صاحب الأسمال) الذي اختارها القاص لكي تسجل المجموعة باسمها أقول : إن (صاحب الأسمال ) ظهر فقيراً بأسماله وانتهى غنياً بأسماله أيضا !! ولعل الأسمال هنا ليست الأسمال المادية ، ربما أسمال روحية أو أسمال أخرى وأخال القاص قد اختار هذا العنوان ؛ للخروج من سجن التقليدية للعنوانات المنتشرة للقصص القصيرة ، إذا ما علمنا أن العنوان للنص القصصي أو الروائي يتم من خلال آليات ثلاث هي :
1. قد يكون العنوان مما يرد في النص من جملة أو كلمة.
2. قد يكون العنوان مستوحًى من مضمون النص .
3. قد يكون العنوان لا علاقة له بالنص بصورة ظاهرية أو مضمونية .
من الملاحظ أن القاص يحمي قصصه القصيرة من ( التفتت ) بجملة النهاية التي غالبا ما تعانق العنوان لفظاً أو مضموناً ، ويتأتى ذلك لقدرة القاص اللغوية على توليد الأفكار وانبجاسها من مفرداته الدالة التي تحمل تناقضات الحياة والإشفاق على الذات مكونة معادلا موضوعيا للغربة أو قل إن شئت : الإغتراب . و قد لا يكفي الإحاطة بجميع ثيمات هذه القصص ، لكن سمتها العامة أنها تجمع بين الرومانسية المجنحة والواقعية النقدية مستعيناً ـ القاص ـ على ذلك بتقنية إضفاء الجو النفسي الدافئ لشخوص قصصه . فضاء المكان في هذه القصص ملوث غالباً ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالاستلاب الحاد الذي يؤدي إلى ( طمس ) الذات ، فضلا عن أن الرمزية التي يستعملها القاص هنا لها القدرة على تفتيق النص السردي باتجاه الواقعي ؛ فقصة ( الرأس ) ذات محمولات مكثفة ( جداً ) لأن الرأس ( صلة معرفية ) بالآخر وعند فقدانه تتحول هذه الصلة إلى ( قطيعة معرفية ) بالآخر أيضاً حيث شكل الرأس ثيمة رمزية إشارية عن الذات ( الملتاثة ) بالأمكنة ( خزانة الأحذية ) ، ( أواقي الحبوب ) ، ( المرحاض ) وإن فقدان( الرأس ) المحمول الرمزي للحواس والفكر قد جعله يرتاح من الصداع والمشاكل مع الناس !! وعندما وجد الرأس ( المبحوث عنه) في السرير الذي يرمز إلى النوم والاسترخاء قرر أن يبقي رأسه كما هو من باب الراحة له والاستراحة منه !! لكي يكون أجمل بحسب الموظفة ومن دون صداع ومشاكل مع رب العمل !!. أما القصة التالية لها ( الوجه الآخر ) فتفيض أعماقها بالمغلوط في الحياة التي نضطر أن نضرس فيها حين يأكل سوانا الحصرم ؛ فنلبس وجها آخر لنرضي به وجها آخر!! حيث تفضي جملة النهاية ( بيت المعري ) ( هذا جناه ...... علي / وما جنيت على أحد ) المنقوص من كلمة ( أبي ) كيما ينطلق بالبيت من الخاص الشخصي للمعري إلى العام الجمعي ( نحن ) . وتأتي قصة ( أسفلت الشاعر الحزين ) مسكونة بهاجس الجرأة / التغيير ضمن فناراتها الهادية من خلال دقة الرصد المكاني ، وتكاملية المحرك الزماني ، فالحيوانات كانت الخيط الواضح فيها بل هي ( المهماز ) الذي شيدت عليه القصة ، حيث إن أرضية هذا التشييد هو الشارع الإسفلتي ( الشاهد الأبدي ) على فضح ممارسات الأبطال!! وعلى الرغم من أن ( القرد / الخنزير / الفيل / الهر / القطة / الأسد ) قد لوثا الإسفلت وعبثا به مما جعل الإسفلت في حالة من الأنين والتشاؤم إلا أن الحيوانات ( الكناري / النمل / الصقر / الكلب ) قامت برد فعل معاكس ، لكن الأسد ظل مستبداً وبقي الإسفلت يئن ؛ فكان أن تركته الريح بعد أن نفحت عليه ريح التفاؤل والأمل فلم يأبه لها . طالما استعملت الحيوانات في القصص الرمزي لطرح مجموعة من الأفكار المتلبسة بالأشخاص ربما استحضر هنا جماعة ( أخوان الصفا وخلان الوفا ) في القرن الرابع الهجري ، باستعمالهم الرمز الحيواني في رسائلهم جاعلين بعض العبارات الكاشفة للمتلقي كيما يعرف رمز هذا الحيوان أو ذاك من خلال النص إن الثنائيات الضدية واضحة في هذه القصة التي اتكأت على الجملة المشعة التي قالتها الريح للإسفلت . أما قصة ( النافذة ) فكشفت عن بواطن الإنسان المعزول عن الآخر بـ ( نافذة ) قد تكون غير واضحة الملامح بسبب المطر ( الحزن ) تبدأ القصة بعنوان ( النافذة ) وتنتهي بكلمة ( النافذة ) ومابين النافذتين !! نافذة العنوان ونافذة النهاية يأتي نسقان مهمان شكلا عمود القصة ( إنه بالتأكيد يستحق كل مرارات الكون ) و ( هل سيظل ـ كما وعد ـ يحبني إلى الأبد ) إذ شكل النسق الثاني نشيد العشق الأبدي الذي جاء موزونا ( كما وعد / يحبني / إلى الأبد ) وأخيرا أقف على درة التاج لهذه المجموعة وصندوقها الأسود وهي قصة ( صاحب الأسمال ) إذ إن القاص قد جعل الذوات حرة الحركة ، والذات بتعريفها النقدي هنا هي إيقونة لوجود كينونة مستقلة للشخص الذي كان أو يكون أو سيكون في النص ، لكنني لم المح ملامح شكلية واضحة للشخصيتين المحوريتين ، لاسيما الوجوه مثلا ، واغلب الظن كي لا تتحدد الصور والأقنعة وهذا يعطي أن هنالك متشابهات لهما في أمكنة وأزمنة أخرى ، فضلا عن تضادية جدلية بين صاحب الأسمال المحتال اللعوب الماكر الطموح الذي كسب ود صاحب الجنائن بالمرواغة والكذب وبين صاحب الجنائن الوديع الساذج الكريم أي ذات شريرة وذات خيرة وهنا تكمن الديلاكتيكية في الحياة . النص مفعم بما هو أسطوري وميثولوجي وشخصيات من الذاكرة الطفولية ، وهي نتاجات معرفية أسهمت الذاكرة التسجيلية مع الذاكرة الانتقائية في انتقائها وتناولتها بصورة جيدة إذ إن عملية النقلة المفاجئة والمدهشة للنص من خلال عبارة ( ونجحت لعبة البلي شتيشن )إذ جعل للنص مذاقاً تكنولونصي؛ فالقصة تثمر بالدهشة المفرطة عند المتلقي بهذا الانتقال المثمر . إن هذا النوع من التثمير التقني والرمزي والرياضي والتاريخي والأسطوري المترابط بروعة متقنة وعجيبة جعل القصة لها مذاق خاص ، ربما من يقراها يجد فيها نوعاً من الهلوسة الصوفية المنتجة للوصول إلى النرفانا ( التجلي أو التنور) بغية الوصول إلى بانوراما جميلة وفق القاص في نسجها وربطها ببعض بالرغم من تنافرها الموضوعي عند سلخها من القصة ؛ ولذلك شكلت بمجموعها شفرات مفتوحة السعة يشترك فيها الواقعي بالميثولوجي عن طريق ذاكرة مزدوجة بالوعي الكامل والمخيلة الواسعة واللذان لهما علاقة بالوجودي والكوني . القصة جاءت خالية من الحوارات بين أي من شخصياتها ، لكن القاص ركز على الأفعال لهذه الشخصيات ، وما آلت إليه من جراء هذه الأفعال.....
ــــــــــــــــــــــــ
(1) صاحب الأسمال مجموعة قصصية ، جوزيف حنا يشوع ، عن سلسلة إصدارات مجلة إنانا 2012م



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في شعر زهير بردى
- قصيدة النثر ومعطلات التعبير
- التحقيب السردي عند القاص حسين رشيد
- ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال
- الذي رأى الاعماق كلها
- الصورة المشهدية في مجموعة مدن وحقائب
- صورة الرجل الفنية في مجموعة الليلة الثانية بعد الالف
- بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء
- جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء
- ثقافة القيادة
- كتاب مدينة الخالص بعد التغيير
- تأهيل الناقد


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي