أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - انتدبوهم للموت غرقا ...














المزيد.....

انتدبوهم للموت غرقا ...


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 17:23
المحور: كتابات ساخرة
    


هاهو البحر يتدخّل مرّة أخرى لمساعدة الحكومة على حلّ مشكلة البطالة في البلاد .. و هاهم شباب تونس الذين ساروا في شوارع الثورة و في ثنايا الريف العتيد يحرقون مرّة أخرى الى الضفّة الأخرى بعد أن يئسوا من من العيش في بلاد حلموا بها و انتظروها فلفظتهم الى قروش البحر ..ماتوا قبل أوانهم و قبل أحلامهم ..فلا وطنهم استطاع احتضانهم و لا لمبدوزا راغبة في استقبالهم ..فكان البحر أرحم و قروش البحر أكثر كرما ..
و هاهم يصيرون مجرّد أرقام لموتى لا أحد شهد على موتاتهم و لا أحد على يقين بطريقة موتهم .. ماتوا وحيدين ..و مات كل منهم بشكل يتيم و حزين ..و هاهي الحكومة تعبّر عن أسفها ..و ألمها ..و تسجّل في كراريسها الباهتة أنّهم في عداد المفقودين ..فلا هم بالموتى الحقيقيين و لا هم بالأحياء الجديرين بموت كريم ..تداولت حكومات الطغيان على أجسادهم و على أحلامهم ..ولم تنصفهم أيّة حكومة لا في العهد البائد و لا في العهد الموقوت المؤبِّد للبؤس و التهميش و قتل الحياة حيث حلم الحارقون بالحياة ..لكن هيهات حتّى الحياة ههنا لم تعد جديرة بالحياة ..ويأسفون ..و يألمون..كل من وراء منبره و كل من وراء مصدحه ..و بدلته الوزارية اللمّاعة ..و أنت أيّها الحارق غرقا و المفقود حرقا ..من سيشهد أنّك ميّت و من سيشهد أنّك كنت ههنا حيّ و ثوري و مدني و وطني .. و شعبي ..يا ابن أمّك و يا لوعة أمّك الثكلى ..من سيبكيك غيرها و من سيرتّب خزانتك لآخر مرّة غيرها و من سيذكر دمعك و حلمك و جرحك و موتك السابق لأوانه غيرها ؟؟
أيّها الحارقون غرقا الى حيث لا تعودون ها هم ينتدبونكم أخيرا في خطّة غير مسبوقة بالنسبة الى الديمقراطيات العالمية أو الحكومات الثورية أو النفحات الالاهية ..اسم هذا العمل الجديد :الموت غرقا و الحرق موتا و الغرق حرقا .. تستوي كل الألعاب اللغوية و يخجل النحو من روّاد لغة الضاد ..يا أمّة ضحكت من حمقها الأمم ..يا حكومات الخطأ ..كيف تلقون بأبنائكم الى أفواه القروش ؟ و تظلّون تؤجّلون حياتهم و تجعلونهم مجرد ملفّات تتراكم على مكاتبكم الحزينة ..و تتباطؤون و تترددون و تتعثرون وعمدا تسقطون و تدفعون بأبناء هذا الشعب الى أعماق جهنّم ..اختاروا الموت في الأعماق على البقاء في السطح جياعا و مهمّشين ..سئموا من تأجيل أحلامهم و من خطابات البؤس و الكذب و الوعود الزائفة ..أيّها الزائفون ..لا تأسفون و لا تألمون ..لن يعودوا حين تأسف الحكومة و لا حين تتألم ..حتى و ان تألّمت بكل صدق ..لن يعودوا ..رحلوا الى حيث لا وزارات و لا ملفّات و لا امتحانات و لا ولاءات و لا صلوات ..رحلوا الى حيث لا صناديق اقتراع و لا صناديق للقمامة و لا صناديق للموت الكسول .. لن ينتخبوكم هذه المرّة ..و لن يصطفّوا في طوابير الرسوب في الديمقراطية ..لا أحد سيشيّعهم الى المقبرة ..و لا أحد سيكفّن جثامينهم ..رحلوا و لا شيء تركوا.. حتى جثامينهم لن تحتضنها توابيت الحكومة ..لن تعطيهم أيّ شيء ..حتى حجج وفاتهم ..سوف يؤجّلون البتّ فيها الى وقت آخر ..
من المخجل الى حدّ الفضيحة و الفجيعة أن يتهافت شباب تونس بعد ثورة صنعوها بجراحهم على الحرق الى ايطاليا و على هجرة وطن خالوا للحظات جميلة أنّه صار وطنا ..فهاهو يهديهم كفنا مؤجّلا ..فمن سيسعفه الحظّ منهم يا تُرى ومن ستفلح الحكومة في صيد جثمانه كمن يصطاد التنّ الأزرق ؟ عذرا.. أيّها الحارقون لأنّكم تونسيّون و لأنّكم حلمتم يوما بالوطن ..عذرا لأنّنا نكتب عن موتكم بدلا عنكم ..
عذرا لأنّكم رحلتم قبل أحلامكم و بعد ثورتكم ..عذرا لأنّكم لم تصلوا ..و عذرا لأنّنا مازلنا متفرّجين على هذا الركح من الترياق الأزرق ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تبكي السماء ..
- كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
- الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
- حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
- شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
- جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - انتدبوهم للموت غرقا ...