أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - مزامير بني صهيون من الليبراليين















المزيد.....

مزامير بني صهيون من الليبراليين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 14:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( وفق اي معيار اخلاقي يصح للمثقف ابداء السرور باحتلال بلده والاصغاء لاصوات القصف بوصفها موسيقى عذبة ؟ ) ... محمد غازي الاخرس من كتابه ( طريق المثقف في العراق ) .
احدث الاحتلال الاميركي للعراق قطيعة تكاد تكون تامة بين ثقافتين وبين ما يسمى ب (مثقفي الداخل )و (مثقفي الخارج ),بالرغم من ان كثيرا من المثقفين يعتبر هذه المقولة مجرد اسطورة كاذبة .
مثقف الداخل اخذ ينظر لبعض من مثقفي الخارج باعتبارهم عرابي مشروع الاحتلال الاميركي .ومثقفوا الخارج اخذ ينظر كثير منهم الى مثقفي الداخل باعتبارهم بعثيين !!! موالين لنظام صدام حسين.
ان المثقفين الذين هاجروا خارج العراق , كانت لهجرتهم اسباب كثيرة ,منها طلبا للعمل وللعيش الكريم بعد تدمير الطبقة الوسطى بفعل النظام البعثي وسياسة الحصار الاقتصادي .ومنها هربا من بطش السلطة . ومنهم من خرج طلبا للحرية في بلاد الغرب .
ان الاحتلال الاميركي للعراق مترافقا مع عمليات النهب والحرق والتدمير وتفكيك بنية الدولة العراقية واخر مظاهر العلمانية في العراق, وتحويل العراق الى خيمة عشائرية – طائفية كبيرة .قد احدث شرخا واستقطابا بين المثقفين ,بين مؤيدين للاحتلال وبين معارضين له .
كثير من المثقفين وكرد فعل على الاحباطات التي تعرضوا لها من قبل الانظمة القومية العربية السائدة ,قد احدثوا شرخا وقطيعة كاملة مع الماضي المتمثل بالتاريخ والدين والقومية والوطن والتراث .
ان سقوط النظام القومي العربي بدء بسقوط نظام صدام حسين قد نقل قسم من المثقفين العراقيين الى الصف المعاكس المؤيد للغزو والاحتلال .
العراق لايعني لهؤلاء غير صورة ضبابية رجراجة تذكرهم بطفولتهم فقط .تحول كثير من هؤلاء الى الليبرالية الراسمالية المعولمة والمتوحشة بنموذجها الاشرس (النموذج الاميركي ) ,الى جانب الصهيونية والماسونية ونموذجهما دولة اسرائيل العنصرية .تجد في كتاباتهم الخلط العشوائي في المصطلحات .فهم لايفرقون بين (اليهودي ) وبين (الصهيوني )وقد اخذوا المصطلحات التوراتية وتم اعطائها معان سياسية معاصرة لاعلاقة لها بالاصل .فكلمات مثل (شعب صهيون ) و ( ابنة صهيون ) الواردة في التوراة تشير الى شعب اسرائيل التوراتي واللاهوتي الذي هو شهب الاله ( يهوه )اله موسى والشعب العبراني , والى اولاد وذرية يعقوب ولا يشير الى شعب دولة اسرائيل المعاصرة .
لقد ربط الليبراليون في مزاميرهم بين الوطنية والصهيونية في زواج متعة غريب وفريد . وتم اعتبار كل صهيوني هو وطني بالضرورة , وهذه لعمري لمفارقة كبرى .فالصهيونية فكر عنصري حديث ولا علاقة له بكلمة ( صهيون ) الواردة في التوراة سوى محاولة لاعطاء صبغة دينية لمشروع قيام دولة اسرائيل .
كتب الكاتب العراقي كنعان مكية احد عرابي المشروع الاميركي لاحتلال العراق قائلا لصحيفة اجنبية :
( ان اصوات القذائف المتساقطة على بغداد اعذب من اجمل موسيقى سمعتها اذناي , بل هي كقرع اجراس الحرية تؤذن لفجر جديد للعراق ) .يتسائل الكاتب محمد غازي الاخرس في كتابه ( طريق المثقف في العراق ) قائلا :
(وفق اي معيار اخلاقي يصح للمثقف ابداء السرور باحتلال بلده والاصغاء لاصوات القصف بوصفها موسيقى عذبة ؟ . تلك العبارة الصادمة ,او ( الفاجرة ) , حسب توصيف احدهم ,اعادت الى الاذهان الفكرة الكلاسيكية عن المثقف الخائن (الملعون )حسب توصيف محمد شكري الالوسي للشاعر جميل صدقي الزهاوي,الذي لم يكن اقل حماسا في استقبال الانكليز حين كتب في صحيفة (العرب ) في عددها رقم (35) قصيدته الشهيرة (ولاء الانكليز ) التي يقول في بعضها :
وجدت الانكليز اولي احتشام -- اباة الضيم , حفاظ الذمام
مكية لم يختلف عن الزهاوي , انه ملعون ايضا ,وعميل وفاجر ,حسب وصف كاتب عراقي في صحيفة (القدس العربي ) .
غير ان هذه اللعنة ان تصيبه وحده كما حدث لمواطنه الزهاوي الذي نزع عنه الالوسي صفة ( العراقي ) بل ستشمل شريحة عريضة من المثقفين العراقيين الذين وصفهم كاتب فلسطيني
( بالمعارضة العراقية المتامركة ,في حين ربطهم شاعر عراقي اخر بالاستخبارات الاميركية ,مطلقا عليهم تسمية (مثقفي ال سي اي ايه ) .انهم اتباع ابن علقمي العصر , كنعان مكية ) . انتهى الاقتباس .
ان محاولة الليبراليين ربط الصهيونية بالوطنية وباليهودية وبالمواطنة الاسرائيلية هي خلط للمفاهيم ومحاولة للخداع والمراوغة .لقد احدث هؤلاء الليبراليون القطيعة مع الدين والقومية والتراث ومع الوطن العراقي . وتم تكرار الاسطوانة المشروخة حول تخلف العرب وتقدم اسرائيل ,وحول ضرورة الخضوع لارادة اسرائيل بدون الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني وجذوره التاريخية في فلسطين .انهم مزوري التاريخ بامتياز . وهم في جلدهم لذواتهم والخروج من الهوية الوطنية العراقية وفي نزعة الشك تجاه الاخر المختلف وحسب نظرية المؤامرة والشعور بالوسواس القهري ,تراهم يشككون في كتابات المخالفين لهم ,وذلك باسقاط عقلهم الباطني اللاواعي على كتاباتهم وذلك بترديد عبارات مثل (الشتائم )و ( التخوين ) و (المتصهينين ) في نقدهم لليساريين ,في حين يوجهون شتائمهم بصورة غير مباشرة باستخدام هذه المصطلحات .كما يستخدمون الاساليب البعثية وفق قاعدة (نفذ ثم ناقش ) انهم يحاولون الزامنا قسريا بالاجابة على اسئلة محددة يطرحونها ثم يقولون عن انفسهم( ديمقراطيون ) و (ليبراليون )عجبي !!! .
(قل كلمتك وامشي ) هذا هو شعار الليبراليين الغربيين .الا ان الليبراليين العراقيين الجدد في مزاميرهم لايريدون ان يمشوا ,بل يمارسون الاستجواب الذي تمارسه اجهزة الامن والمخابرات البعثية بطلب الاجابة القسرية على الاسئلة الموجهة للمتهم السياسي , فالمتهم مذنب حتى يثبت يرائته من خلال التعذيب الوحشي .
ليس هدفنا الحصول على اعلى عدد من الزوار ومن التعليقات ..
لانكتب لاجل لهو الحديث ...
لانكتب كما يكتبون كظاهرة صوتية !!!
لنزرع الحب والورود بدلا عن الاشواك ..
على المودةنلتقيكم ...
المقتبسات منقولة من كتاب : ( طريق المثقف في العراق ) , للكاتب محمد غازي الاخرلس – 2011 م – الناشر – التنوير للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية
- مفهوم الخروج في اليهودية والمسيحية والاسلام
- الصدفة في صنع الحضارة
- تفتيت المسيحية من الداخل , المورمون انموذجا
- شتراوس والاعراق والتاريخ
- هل هناك علاقة بين تنوع الثقافات والاعراق؟
- المشتركات بين ( الشلة ) وبين السياسي العراقي المعولم
- البغاء واسبابه
- موقف اباء وفلاسفة المسيحية من المراة
- المراة والملكية الخاصة والرجل
- تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها
- الاختلافات في الثقافات
- تصحيح الخلل في النفسية العراقية
- الامة العراقية والامة الكردستانية
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق- ج 2
- التعليم والمكتبات في سومر وبابل واكد
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق
- اغتيال ماركس على يد فؤاد النمري
- شريعة حمورابي ..ج 2
- شريعة حمورابي


المزيد.....




- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...
- وزير الخارجية المغربي: خطاب العرش وضع المحددات الثلاثة لموقف ...
- إعلام إسباني: تعرض والد نجم برشلونة لامين يامال إلى عملية طع ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل استنفدت إمكاناتها العسكرية في المعر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - مزامير بني صهيون من الليبراليين