|
نُبوّة وزِنَا (2)
ناصر بن رجب
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 08:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نُبــــوّة وزِنَــــــــــا (2) من نصّ إلى آخر أو «كيف استنبط المحدّثون والفقهاء حدّ الزنا في الإسلام»* تأليف : ألفريد - لويس دي بريمار ترجمة وتعليق : ناصر بن رجب مقال نُشر بالفرنسية تحت عنوان : Alfred-Louis de Prémare Prophétisme et adultère D un texte à l autre Revue des Mondes Musulmans et de la Méditerranée, Année 1990, Volume 58, Numéro 1, pp. 101-135 رجم الزاني والزانية نحن نعرف أن النسخة التي بين أيدينا اليوم للمصحف العثماني لا تشتمل على أي آية تنصّ صراحة على أن الرجم هو الحدّ الذي يجب أن يُطبّق على الزناة. العقوبة الوحيدة الموجودة في النص القرآني الحالي، في أسوء الحالات، ليست سوى الجلد مئة جلدة [النور، آية 2، وأيضا النساء، الآيات 15-18]. بالإضافة إلى أنّ المقصود هنا ليس إلاّ عقوبة تُسلّط على من أتى «الفاحشة» (في سورة النساء) و «الزانية والزاني» (في سورة النور)، وذلك دون تدقيق ما إذا كان الأمر يتعلّق هنا بالمتزوّجين منهم أم لا. وهذا إذن، على ما يبدو، ليس أهون التضاربات أن تؤكِّد أحاديث تُقرّها السنّة قيام محمّد وخلفائه الأوّلين برجم زناة أكثر من مرّة ثمّ ترتكز على ذلك لكي تحدّد الأساس الفقهي لهذه المسألة. بالمثل، يبدو من أول نظرة غريبا أن يَجْعلَ كتابُ سيرة منتشرٍ شديد الإنتشار كسيرة ابن إسحاق/ابن هشام من رجم الزاني والزانية حُجّة دامغة على إعادة إحياء محمّد لشريعة موسى. بالفعل، الشريعة اليهودية تنصّ على الرجم [أنظر سفر اللاويين 20، 10-21؛ سفر التثنية 22، 22-28]. وبناءً على ذلك فإنّنا منقادون للتّساؤل عمّا كان الأمر عليه في الواقع في الممارسات وحتّى في بعض قراءات القرآن المختلفة. هذه المسألة ليست غريبة عن الموضوع المباشر لدراستنا هذه. أوّل شيء يمكننا قوله، هو أنّ النقاش حول هذا الموضوع يبدو أنّه كان شديد الحضور في بدايات الإسلام سواء كان فقط نظريّا أو حِجاجيّا أو كان مطابقا لمشاكل حقيقية. الفِقه الذي وصلنا صداه في بداية القرن 3 ﻫ/9 م في مصنّف عبد الرّزاق يتحدّث بإسهاب عن هذا الموضوع، كما نجده من جديد في كتب الحديث الرسمية في القرنين 3-4 ﻫ/9-10 م. لذلك يستند رُواة الحديث على السيرة التي سلكها مؤسّس الإسلام والخلفاء الراشدون في مرّات متكرّرة. فهناك أخبار تذكر لنا، أحيانا بالتفاصيل، وقائع رجم أخرى، بخلاف تلك التي تتعلّق باليهوديين الزانيين، نُفِّذت بأمر من محمّد أو أحد الخلفاء الأربعة وبالأخص منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. إذا صدّقنا هذه الروايات، ليس جميع تفاصيلها ولكن على الأقل الوقائع الخام التي تؤكّدها، فسيبدو لنا أنّ مسألة الزنا، داخل الأمّة الإسلاميّة الوليدة، لم تكن إلاّ قضيّة نظرّية وذلك مهما كانت أسباب وظروف هذه الممارسة. والأكثر من ذلك أن المعطيات التراثية تتحدّث عن الخُطبة الصّارمة أو آخر ما تفوَّهَ به عمر بن الخطاب قبل مقتله بقليل، إذ قال : «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا، وَعَقَلْنَاهَا، وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ». هذا التّأكيد المنسوب لعمر، والوارد في ظرفٍ هو أيضا هنا عرضة لتغيّرات شتّى حسب الأخبار، موجود في مختلف كتب الحديث والتاريخ : سيرة ابن إسحاق/ابن هشام [IV، 337]، موطّأ مالك [II، 884]، مصنّف عبد الرزاق [VII، رقم 13.364]، مسند ابن حنبل (وهو مكرّر فيه سبع مرّات مع تنوّعات مختلفة) [مسند، I، 23-55]، في الصحيحين، في طبقات ابن سعد وفي تاريخ الطبري [III، 204] ... الخ([12]). بدون شكّ، ليس من الغريب أن يَتُمّ تقديم الخليفة عمر في هذه النصوص كَمُناصر عَنيد للرّجم، الركن الرّكين لصفاء شريعة الله وقد أحياها محمّد ضِدًّا على اليهود الكافرين : فما أكثر الأخبار التي تُبرِز حزم عمر وحتّى عنف مزاجه. ولكن، في نفس الوقت فإن طبعه الحادّ يُمكن أن يُفسَّر أيضا وبالخصوص بواقع أنه كان فاتح الشام وفلسطين، مِصرَيْنِ كان على الإسلام الناشئ أن يحدّد فيهما أيديولوجيته تجاه اليهود والنصارى وعلى أرضيّة الشريعة. وهكذا من ممارسة قديمة، لكنّها إِجْمالا نسبيّا محدودة، وقع الإنتقال آنذاك إلى التنظير والتشريع بدون أن تظلّ مع ذلك هذه الممارسة قائمة. وقد يُفسِّر هذا سقوط «آية الرجم من القرآن»، تَطابُقًا في ذلك مع التخلّي عن ممارسة بدائية، ولكن مُتماشيا بالتوازي مع التّشدّد الْمُعلَن في المبدأ : ألم يكن محمّد هو المحيي للشريعة؟ أمّا بخصوص «آية الرجم» التي يؤكّد خِطابُ عمر وجودها في القرآن، فإنّنا نعثر على أوّل صيغة لها في موطّأ مالك [مرجع ذكر سابقا] أو مرّتين في مصنّف عبد الرزاق. يرد في هذا الأخير عن طريق أبيّ بن كعب، الذي كان صحاب محمّد وكاتب وحيه في المدينة : «إذا زنيا الشيخ والشيخة، فارجموهما البتّة نكالا من الله، والله عزيز حكيم» [VII، رقم 13.363؛ III، رقم 5990] [قارن في القرآن سورة 5، 38]. [المقصود هنا كهول.من سنّ الخمسين فأكثر، وهو السنّ الذي يُحدِّد terminus a quo تقليديّا في العربية بداية الشيخوخة]. وسنعثر من جديد على جزء من هذا النص [إلى «البتّة»] في تفسير الطبري في قصّة خبر اليهوديين الزانيين المروي عن طريق ابن زيد. السياق الذي ذُكر فيه هذا الخبر لا يسمح من أوّل نظرة بتمييز ما إذا كان المقصود آية من التوراة [في الواقع، في الكتاب المقدس لا يبدو أنّ قانون الرجم حُدّد خصّيصا للكهول، لكن دون شكّ الأمر يتعلّق بتطوير لِلهَلَاخاه Halakhah([13]) أو تأويل معياري للكتاب المقدس]، أو آية قرآنيّة موجّهة لليهود : الخبر ذكره الحَبْر على اعتباره من شريعة موسى. ولكن يبدو بعد ذلك أن المفسّر اعتبره مشتملا على قانون يُلزم اليهود. وفعلا، فإن هذا الخبر تَبِعه نقاش عمّا إذا كانت «هذه الآية ثابتة اليوم» أو ما إذا كان ينبغي أن يُترك الخيار للقاضي المسلم، لتطبيقها أم لا على اليهود إذا ما احْتَكموا إليه، أو ما إذا كانت آية «منسوخة». بعد أن أورد الطبري الحجج المتناقضة التي قيلت في هذا الموضوع إعتبر من ناحيته أن هذه الآية تبقى صالحة إلى اليوم، وأنها لم تُنسخ فيما يخصّ اليهود وأنّ السلطة القضائية الإسلامية في زمانه – إذا احْتُكم إليها في هذا – تجد نفسها في ذات الوضع الذي وُجد فيه محمّد، وعليه فلها الخيار : إمّا خيارُ الرجم أو ترك حريّة القرار في ذلك لليهود أنفسهم. إلاّ أنّنا نعثر على نصّ ثاني لآية قرآنية تتعلّق بالرجم. وهي آية أكثر وضوحا بكثير وترد عدة مرّات، مثلا في مسند ابن حنبل بإسْناد صحابيٍّ آخر هو عبادة بن الصامت. وهذا الحديث يخصّ الأشخاص الذين كانوا تزوّجوا ولم يعودوا أبكارا أو غادروا أزواجهم أو زوجاتهم (وأشار دو بريمار إلى أن الكلمة الواردة في الحديث هي "الثيّب"، أي الذي أو التي سبق أن تزوّج أو تزوّجت) : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل الوحي عليه كرب لذلك، وتربّد وجهه. فأوحى إليه ذات يوم فلقي ذلك، فلما سُري عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا عنِّي، قد جعل الله لهنَّ سبيلا : الثيب بالثيب والبكر بالبكر. الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة؛ والبكر بالبكر جلد مائة ثم نفي سنة» [مسند، V، 317 وما بعدها، قارن مع سورة 4، 15-16]. في مصنّف عبد الرزاق، يُروى هذا الحديث عن الحَسن [VII، رقم 13.308]، ويُكرّره مسلم ثلاث مرّات في صحيحه كترجمة لباب «حدّ الزنا» [XI، 188]. والطبري يُورده مرّات عديدة أثناء تفسيره للآية «أَوْ يَجْعلَ اللهُ لَهُنَّ سَبيلاً» [4، آية 15]، مُعتبرًا أن هذا الحكم جاء من عند الله، ويرى بناء على ذلك وُجوب رَجم الثّيبيْن الزانييْن. ليس هنا مكان للتّعمق أكثر في مسألة الرجم نفسها كإحدى مسائل الحدود الشرعية وكما تظهر في هذه النصوص داخل نقاشات رجال الحديث والفقه الإسلامي في ذلك العصر ولا في امتداداتها المحتمَلة في الشريعة. ما هو أكثر أهميّة لموضوعنا هو الطريقة التي كُتب وصيغ بها تدريجيّا النصّان (القرآن والسنّة) اللّذان سيغدوّان المرجعين الأساسيين للأمّة الإسلامية في مواجهة الفِرق والطوائف الدينية الأخرى. فالتأرجح الواضح التي تُبديه الأحاديث، إلى حقبة متأخرة، بخصوص ما يجب اعتباره «آياتٍ مُنزَّلة» أو مجرّد «سنّة» نبويّة له دلالة لا تخفى في هذا الصدد. وهو الحال أيضا فيما ترويه معطيات التراث مثلا عن شخصيّة أُبيّ بن كعب الذي يُنسب له أحد نصوص «آية الرجم» : حسب التراث، كان هذا المتعلِّم([14]) من بني النجّار في المدينة، قبل الجمع النهائي للقرآن الذي يتكوّن منه المصحف الحالي، يمتلك مصحفًا لم يقبله الخليفة، ويُقال أن أُبيّ قَبِل بسحبه من التداول([15]). وقد احتفظ التراث المتأخّر بذكرى هذا المصحف من خلال بعض التغييرات الطفيفة في قراءة بعض الآيات يذكرها المتخصّصون في «القراءات». بيد أنّنا نعلم من ابن النديم أن مُصحف أُبَيّ كان لا يزال متداولا في عصره [4 ﻫ/10 م] – أَحَد مُخبريه استطاع الإطلاع عليه بالبصرة في قرية يقال لها قرية الأنصار -، وأنّه كان يشتمل على الأقل على سورتين قصيرتين إضافيتين على ما جاء في المصحف العثماني، وأنّ ترتيب السور مُختَلِف فيه. [الفهرست، ص 46-47]([16]). من جهة أخرى، صوّرت لنا عدّة أحاديث محمّد يتحادث حول القرآن مع أُبيّ، الذي كان أحد كتّابه وخاصّة الذي : «كان يكتب الوحي لرسول الله»، كما يقول ابن سعد. لقد قيل مثلا أن محمّد كان قد قال له يومًا : «أمرني ربّي أن أقرأ عليك القرآن،]أو : أن أقرأَ القرآن تحت إشرافك[[17] فقال أُبيّ : وسمّاني لك؟ قال : وسمّاك لي، قال : فبكى أُبيّ» كما تختم القصّة [المصنّف، XI، رقم 20.411؛ الطبقات، III، 499-500]. وتُرْوى أشياء مماثلة بخصوص عبد الله بن مسعود، صحابي آخر لم يُقبل مصحفه [الطبري، تفسير سورة 4، آية 41]. مأثورات كثيرة أخرى من هذا القبيل يمكن أن يقع استحضارها تُشير إلى المشاركة الفاعلة لبعض الأشخاص – من بينهم على الأخص أُبيّ – في كتابة وكذلك في تدريس ما سيصبح القرآن : هناك حديث يَروي أنّ أبيّ : «كان (...) يحرق الصحف، إذا اجتمعت عنده، فيها الرسائل وفيها : بسم الله الرحمن الرحيم» [المصنّف، XI، رقم 20.901]([18])؛ وحديث آخر يحكي : «أنّ جُندب بن عبد الله البَجَلي قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلعم، فإذا الناس فيه حَلَق يتحدّثون، فجعلت أمضي الحلَق حتّى أتيتُ حلْقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر، قال فسمعته يقول : هلك أصحاب العُقْدة وربّ الكعبة ولا آسى عليهم، أحْسبُه قال مرارًا. قال فجلست إليه فتحدّث بما قضي له، ثم قام، قال فسألت عنه بعدما قام، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا سيّد المسلمين أُبيّ بن كعب. قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رثّ الهيئة، فإذا رجل زاهد منقطع يُشبه أمرُه بعضه بعضا، فسلّمت عليه فردّ السلام ثمّ سألني : ممّن أنت ؟ قلت : من أهل العراق، قال : أكْثرُ شيء سؤالاً، قال لمّا قال ذلك غضبتُ، قال : فجثوت على ركبتي ورفعت يدي، هكذا وصف، حِيال وجهه فاستقبلت القبلة، قال قلت : اللّهم نشكوكم إليك إنّا نُنْفق نفقاتنا ونُنصب أبداننا ونُرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهّموا لنا وقالوا لنا. قال فبكى أبيّ وجعل يترضّاني ويقول : ويْحك لم أذهب هناك، لم أذهب هناك. ثم قال : اللّهم إني أُعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلَّمنَّ بما سمعتُ من رسول الله لا أخاف فيه لَوْمَة لائم. قال لمّا قال ذلك انصرفتُ عنه وجعلتُ أنتظر الجمعة، فلمّا كان يوم الخميس خرجْت لبعض حاجتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا أجد سكّة إلاّ يلقاني فيها الناس. قال قلت : ما شأن الناس؟ قالوا : إنّا نحسبُك غريبا، قال قلت : أجلْ، قالوا : مات سيّد المسلمين أبيّ. قال جُندب : فلقيت أبا موسى بالعراق فحدّثته حديث أبيّ قال : والَهفاه! لو بقي حتّى تَبْلغنا مقالَتُه». وهكذا وللأسف الشديد، مات أُبيّ قبل يوم الجمعة حاملا معه أسراره في قبره [ابن سعد، الطبقات، III، 501-502]. وبالإضافة إلى هذا، فإنّ أُبيّ ليس هو الشخص الوحيد المُقرّب من محمّد الذي تُروى عنه مثل هذه الأخبار هنا أو هناك في كتب الحديث : كذلك رُوي عن أبي هريرة في حديث أورده البخاري أنّه قال : «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ «[أُنظر أيضا ابن سعد، الطبقات، II، 362]. لا مجال هنا لكي نتقدّم أكثر في مشكلة تكوّن النصّ القرآني، وفي التمييز الذي وقع بين القرآن بما هو وحيٌ، «كتاب الله»، والمصحف باعتباره مُدوّنة، وفي المسائل المختلفة المطروحة، سواء على مستوى الفقه أو التفسير أو في ميدان تاريخ النصوص، من خلال موضوع رجم الزناة([19]). ومهما يكن من أمر، فإنّ الأخبار المذكورة بِعُجالة أعلاه تُوضّح جيّدا، بأسلوب قصصي، المشكل الذي كان مطروحا منذ نهاية القرن الأول الهجري/السابع ميلادي، ألا وهو نشوء النصوص الإسلامية الأساسية وتحريرها – ومن ضمنها تدوين القرآن –، والطابع الجماعي لهذا التأسيس المتدرّج، الذي من الواضح أنّه كان يتمّ في وسطٍ نسبيّا مغلق وغير خال من كثير من الجدل، والإحتياجات التي كان يريد أن يلبّيها عند العرب المسلمين، وقد أصبحوا بسرعة كبيرة أسيادًا لإمبراطورية. نجد صدى لكلّ هذا مُجتمعا في تأليف ابن إسحاق حول رجم الزناة. ۞ سيرة ابن إسحاق حسب ما هو متعارف عليه، ألّف ابن إسحاق كتابه في المغازي والسير بطلب من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور لولي العهد الأمير المهدي. يقدّم الكتاب بأسلوب سردي الملحمة الْمُؤسِّسة للإسلام. وقد شكّلت مغازي النبيّ نَواتَه البدائية، وهي عبارة عن نوع من البطولات لم يكن ابن إسحاق أوّل من دشّن الكتابة فيها. لكنّه وسّع فيها بصورة هائلة من خلال تعرّضه لحقبة تمتدّ منذ بدء الخليقة إلى الخلفاء الراشدين. وبالفعل، فإنّ كُتّاب التراجم والفهارس يذكرون له كتابا بعنوان «المبتدأ» [أو «المبدأ»]، الذي عُثر على قطعة منه وطُبعت [N. Abbott, 1957]([20])، وهو يروي الأحداث منذ خلق العالم إلى مَبعث محمّد، ومن مَبْعثه إلى الهجرة؛ والمغازي، ومن الهجرة إلى غاية وفاة محمّد؛ ثم الخلفاء. نعثر في كتاب المغازي والسير لابن إسحاق كما رواه ابن هشام [ت 218/833]، نقْلاً عن زياد البَكّائي([21])، تحت عنوان «سيرة رسول الله»، على تتابع المشاهد المبتدأ - المبعث - المغازي. يقول مؤلّفو التراجم والطبقات أنّ ابن هشام «هذّب» كتاب ابن إسحاق مختصِرا إيّاه أيّما إختصار وخاصة القسم الأول منه، حاذفًا كلّ ما كان مُثقلا فيه بالإستشهادات الشعريّة التي قيل أنّها موضوعة ومعظمها «غير معروف عند أهل العلم بالشعر»([22]). ولكن جوهر النصوص، فيما يخصّ حياة محمّد وبدايات الإسلام، باقٍ في رواية ابن هشام. لدينا بالفعل، ومن جهة أخرى، مقاطع واسعة من مؤلَّف ابن إسحاق اقتبسها بالخصوص الطبري. فهذا الأخير ينقل غالبا عن ابن إسحاق حرفيّا سواء في تاريخه أو في تفسيره حسب رواية مختلفة لِسَلَمه بن الفضل. كلّ مقطع من هذه المقاطع، مأخوذ على حده وخارج سياقه الأصلي، يتطابق في الغالب الأعم مع رواية ابن هشام. لدينا أيضا رواية ثالثة للسّيرة، وهي رواية العُطاردي [3 ﻫ/9 م]، ولكنّها ناقصة جدّا إذ أنّها لا تُغطّي، في صيغتها الحالية، إلاّ الفترة المكيّة من حياة محمّد وبعض عناصر نادرة من الفترة المدنيّة [طبعة حميد الله 1976، وطبعة زَكّار 1978]([23]) الإطار الأدبي للخبر نوع التأليف الذي قام به ابن إسحاق بخصوص رجم اليهوديين الزانيين لا يندرج في عداد المرحلة البدائية للمغازي. بالرغم من أنّ الخبر الإطار، المنسوب لأبي هريرة، يوضّح بدقّة أن القصّة وقعت : «حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة»، فإنّنا هنا وسط تأليف خارج الوقائع وخارج التسلسل الزمني (الكرونولوجيا). كرونولوجيّا، وتماشيا مع منطق السيرة نفسها، لا يمكن قبول أنّه في مدّة الإثني عشر شهرا هذه، التي تمّ خلالها وضع صحيفة يثرب بين المهاجرين والأنصار والتي كان اليهود طرفا كاملا فيها باسم المجهود الحربي المشترك، قد حدث نقاش حول شريعة موسى ورجم الزانيين اليهوديين. في الواقع، هذا التأليف يُمثّل جزءًا من كلِّ وُضع كَرابط بين المواد الأولى لفترة مَبْعَث محمّد ومرحلة المغازي نفسها. هذا الكُلّ، وهو تقريظي أكثر ممّا هو تاريخي، وُضع هنا قبل أن يقع تحديد تاريخ الهجرة، وحالما يقع ذْكر هذا التاريخ، تبدأ المغازي : [«ثمّ خرج (رسول الله) غازيا في صفر على رأس اثنيْ عشر شهرا من مقدمه المدينة». السيرة، II، 223]. قصّة اليهوديين الزانيين هي عنصر من عناصر ما يشبه اللّوحة الجدارية العريضة التي من خلالها يضع المُؤلِّف وجها لوجه نبوّة محمّد وأصحابه مع مجموعات دينيّة أخرى. يحتلّ اليهود فيها مكانا كبيرا وعديدُ الأخبار تخصّهم ومن بينها نصّنا هذا. وكذلك هو الشأن بالنسبة للنّصارى الذين سيأتي دورهم لاحقا : فالأخبار حول وَفْد نصارى نجران، ومحاجّتهم النبي وملاعنته [المباهلة] بما يعتقدونه في المسيح هي جزء من نفس الكُلّ. وكذلك الشأن في ذكر «المنافقين»، هؤلاء القوم المتردّدون أو الذين يُظهرون ما لا يُبطنون والبعض منهم يتظاهر بالإنتماء إلى دين إبراهيم النقيّ [الحنيفية]. هؤلاء «المنافقين» هم في الغالب من اليهود. لكلِّ هذه الفِرق ُيُوجّه النبيّ الجديد تحذيرا مُتناسبا مع طبيعة معارضتها له، ويقع هذا عموما بواسطة «نزول» آيات قرآنية. إذن، فإنّ غاية المؤلِّف هي تحديد كلّ هذه الفرق إيديولوجيّا من خلال تصنيفها بالنّسبة للإسلام. تحديدُ هذه الفرق بتصنيفها، وأيضا وخصوصا تحديدُ موقع المسلمين بالنّسبة لها. في نفس الحقبة، أظهر المُحدّث مَعْمر بن راشد [تـ 155/771] الإهتمام ذاته في ميدانيْ الشريعة والتنظيم الإجتماعي واستعرض مختلف الحالات الفقهية التي يقتضيها تساكن المسلمين مع «أهل الكتاب» بما فيهم الزرادشتية (السلوك الإجتماعي، الزواج، الإرث، الخ.) [المصنَّف، VI، رقم 9837 وما بعده]. فالأحداث ليست إذن مرويّة بهدف سرد الوقائع. فالمقصود خطاب رمزي. ومن ناحية أخرى، فإنّنا لا نجد أثرا لهذه الأحداث في كتاب المغازي للواقدي؛ وإذْ كنّا نجد عند الطبري خبر اليهوديين الزانيين وكذلك المباهلة مع نصارى وَفْد نجران ليس في تاريخه ولكن فقط في تفسيره وكأنّما أراد بذلك أن يفصِل بين الميدان التاريخي وميدان الإجتهاد الديني. وعليه، فإنّه يجدر بنا، في كلّ الحالات، أن نقرأ ونحلّل الإستنتاج الذي قدّمته السيرة بخصوص الأخبار الثلاثة حول اليهوديين الزانيين، داخل إطار الخطاب الديني التقريظي. الترتيب الكلّي إنّ ترتيب هذا القسم من السيرة النبويّة حول المقصد التقريظي الشامل للإسلام يردّ عليه أيضا ترتيب خاصّ للأخبار المتعلّقة برجم اليهوديين الزانيين. فالإهتمام بترتيب هذه المادّة الأساسية واضح : فمختلف عناصره مُيِّزت عن بعضها بعضًا بكل وضوح، ولكنّها تقدّم لنا نفسها في اندماجات مُتعاقبة. وحتّى إذا كان كلّ عنصر منها يُرفع إلى صحابيّ مختلف، فإنّ الترتيبات الأسلوبيّة وبعض التكرارات تجعل من الأخبار الثلاثة كُلاًّ مُوحَّدا. الحلول الحقيقيّة الوحيدة للإستمراريّة التي تَظهر فيه هي تدخّلات الآيات القرآنية مُقدَّمة كما لو كانت «أسباب النزول» المتعلّقة بالحدث المروي. من ناحية أخرى، فالمؤلِّف مُدركٌ تماما طابعَها العَرَضي : «فالله أعلم أيّ ذلك كان»، كما يُلاحظ ابن إسحاق نفسُه، كصدى للجدال حول أسباب نزول هذه الآية أو تلك من سورة المائدة، وكذلك بدون شكّ حول «الآيات الناسخة والآيات المنسوخة». أخيرا، إذا كان المؤلِّف، من خلال حديثين بإسنادَيْن مختلفين، رجع مرّتين إلى الجدل مع أحْبار اليهود، فإنّ ذلك لا يشكّل قطيعة. المقصود به في المرّة الثانية، ضرب من الفلاش باك يسمح له أن يَختم موضوع إحياء شريعة الله وتطبيقها فورًا. القصّة، التي وُظِّفَت في خدمتها الإندماجات المتلاحقة للأخبار الثلاثة الأساسية والتي تنتهي بنفس اللاّزمة [«فرُجِما عند باب مسجده»]، إذا ما حذفنا منها ما تراكم فوقها من التفاسير، فإنّها تنتَظم حول العناصر الثلاثة التالية : 1 – الجناية، إجتماع أحْبار اليهود في بيت المدْراس؛ الإتيان بالجانييْن إلى محمّد ومطالبته بإصدار حكم في حقّهما. 2 – الجدل مع الأحبار حول آية الرجم؛ ثمّ الحُكم. 3 – تنفيذ الحُكم؛ تصرّف الجانيين أثناء الرجم؛ شهادة عبد الله بن عمر على مشاركته شخصيّا في الرجم. هذا هو «الهيكل العظمي» للسّرد الذي اعتمدته السيرة والذي هو نفس الهيكل في كلّ الروايات الأخرى، غير أنّ السيرة تَكسوه بطريقة خاصّة.
* هذا العنوان الفرعي من عندنا. (المترجم) [12])) بالفعل لقد كُتب الكثير حول آية الرجم. ولكنّ هذه الروايات غير متماسكة في الغالب. مثلا، نستشفّ من أحاديث منسوبة لعمر بن الخطاب أن النبيّ لم يسمح بتدوينها. فقد جاء في تفسير ابن كثير : "قال الحافظ أبو يعلى الموصلي (...) قال ابن عمر : نُبّئت عن كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد، فقال زيد بن ثابت كنا نقرأ : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، قال مروان : ألا كتبتَها في المصحف؟ قال : ذكرنا ذلك وفينا عمر بن الخطاب، فقال أنا أَشفيكم من ذلك. قلنا كيف؟ قال : جاء رجل إلى النبيّ (ص)، قال، فذكر كذا وكذا وذكر الرّجم، فقال : يا رسول الله، أُكتب لي آية الرجم. قال : "لا أستطيع الآن" هذا أو نحو ذلك". (تفسير الآية 2، سورة النور) وفي رواية أخرى نرى أن عمر هو الذي طلب من النبي كتابة هذه الآية ولكن دون جدوى أيضا. ولكنّ عائشة تخبرنا أنّ هذه الآية كانت مكتوبة في زمن النبي ولكن حين وفاته وانشغالها هي بذلك دخل داجن تحت سريرها وأكل آيتي الرجم والرضاع. وهذا الحديث معروف. (المترجم) ([13]) "هلخاه = الصراط، المنهج الواجب إتّباعه. وهي عبارة عن تفاسير فقهية وشعائرية لكتب التوراة. وقد نشأت من الحاجة لتطبيق الشريعة في كلّ ميادين الحياة اليومية، ولذلك فهي تحتوي على القرارات الفقهية للأحبار المبنية على تفسيراتهم للتّوراة، والهلخاه تشكّل الجزء الأكبر من التلمود" [Martin R. GABRIEL, Le dictionnaire du christianisme, 1992] (المترجم) ([14]) «كان أُبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله (ص)، وأمر الله، تبارك وتعالى، رسولَه أن يقرَأَ على أُبي القرآن. وقال رسول الله (ص) : أَقْراُ أُمّتي أُبيّ». الطبقات III، ص 462. (المترجم) [15])) أحرقه عثمان فيما أحرق من المصاحف المخالفة للصّحف التي كانت عند حفصة زوج النبي كما جاء في كتاب المصاحف للسّجستاني (المترجم) [16])) جاء في الفهرست، ص 29-30، في "باب ترتيب القرآن في مصحف أبي بن كعب" : "قال الفضل بن شاذان، أخبرنا الثقة من أصحابنا قال: كان تأليف السور في قراءة أبيّ بن كعب بالبصرة في قرية يقال لها قرية الأنصار، على رأس فرسخين عند محمد بن عبد الملك الأنصاري أخرج إلينا مصحفا وقال هو مصحف أبيّ رويناه عن آبائنا، فنظرت فيه فاستخرجت أوائل السور، وخواتيم الرسل، وعدد الآي : فأوّله فاتحة الكتاب، البقرة، النّساء (...)، الخلع : ثلاث آيات، الجيّد [أعتقد أنّه خطأ من محقق الكتاب لأنّ السورة التي ذُكرت في عدّة مصادر هي الحَفْد (م)] ستّ آيات : اللّهم إيّاك نعبد، وآخرها، بالكفّار مُلحق (...) الصمد، الفلق، الناس. قال إلى ها هنا أصبت في مصحف أبيّ بن كعب، وجميع آي القرآن في قول أبيّ بن كعب ست آلاف آية ومائتان وعشر آيات. جميع عدد سور القرآن في قول عطاء بن يسار مائة وأربع عشرة سورة، وآياته ستة آلاف ومائة وسبعون آية ... إلخ". (المترجم) [17] هذا تأويل دي بريمار لنصّ الحديث. (المترجم) [18])) وجاء في الحديث الذي بعده : «أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة، قال : أَحرَقَ أُبيّ يوم الحرّة كُتُب فقه كانت له، قال : فكان يقول بعد ذلك : لأَن تكون عندي أحبّ إليَّ من أن يكون لي مثل أَهلي ومالي» [المصنّف، III، رقم 20901]. (المترجم) [19])) أنظر J. Burton, Collection, chap. 5, et pp. 72-86; J. Wansbrough, Quranic Studies, p. 191 sq. [20])) ذكر ذلك ابن النديم، الفهرست، ص. 142؛ ياقوت، أدباء، XVII، 8. [21])) تلميذ ابن إسحاق المباشر (ت 183 ﻫ/799 م)، وهو صاحب أشهر النسخ المرويّة عن تلاميذ ابن إسحاق. ونحن نعرف أنّ هذه النسخة كان قد أجازها له ابن إسحاق نفسُه بالسّماع والعرض. فقد جاء في التّهذيب لابن حجر ما يلي : « وقال يحيى بن آدم عن بن إدريس ما أحد أثبت في ابن إسحاق منه لأنه أملى عليه إملاءً مرتين وقال صالح بن محمد ليس كتابُ المغازي عند أحدٍ أصحَ منه عند زياد، وزياد في نفسه ضعيف، ولكن هو من أثبت الناس في هذا الكتاب وذلك أنه باع داره وخرج يدور مع ابن إسحاق حتى سمع منه الكتاب» [تهذيب التهذيب، III، ص 324، طبعة بيروت 1984-85. وقد جمع Fük, Johann, Muḥammad ibn Isḥāq, Literarisch Untersuchung, Frankfurt am Main, 1925 قائمة بخمسة عشر تلميذا لابن إسحاق. (المترجم) ([22])جاء في فهرست ابن النديم حول أشعار سيرة ابن اسحاق: «ويقال كان يُعمل له الأشعار ويُؤتى بها ويُسأل أن يُدخلها في كتابه في السيرة فَيَفعَل. فضمن كتابه من الأشعار ما صار به فضيحة عند رُواة الشعر»، طبعة رضا – تجدّد، طهران 1971 ص 105. ولكنّ من المعروف أيضا أنّ ابن هشام لم يحذف فقط القصائد الشعريّة، بل حذف أيضا : «الحقائق التي يُؤذي ذِكرُها بعض النّاس، أو يُحتمل أن تُسيء إليهم، ثمّ الأخبار المنسوبة حقّا لابن إسحاق ولكنّ البكّائي كان يجهلها» أنظر : جوزيف هوروفتس، المغازي اللأولى ومؤلّفوها، ترجمة حسين نصّار، القاهرة 1949، ص 83. (الترجم) ([23])أنظر La vie du Prophète Mahomet, 7-29 (R.G. Khoury); et 57-66 (M. Hinds).، بخصوص محاولة تحليل تراكمات تحرير السيرة النبوية، أنظرR. Sellheim, «Prophet, Chalif und Geschichte» (وهو قدوة في المراجع)
#ناصر_بن_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نُبُوَّة وزِنَا (1)
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (9)
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (7)
-
في أصول القرآن :مسائل الأمس ومقاربات اليوم (6)
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (5)
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (4)
-
في أصول القرآن (3) مسائل الأمس ومقاربات اليوم
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (2)
-
في أصول القرآن، مسائل الأمس ومقاربات اليوم
-
قراءات أفقية في السيرة النبوية
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|