أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فلاح علوان - خصخصة الكهرباء سياسة مقصودة ونهب علني للمجتمع














المزيد.....

خصخصة الكهرباء سياسة مقصودة ونهب علني للمجتمع


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 23:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاستثمار هو الاسم الذي تستخدمه السلطات للتضليل وحجب الحقائق عن عملية النهب والاستيلاء على المشاريع والمؤسسات والممتلكات العامة، اي الخصخصة.
اعلن البرلمان عن اقرار "الاستثمار" في قطاع الكهرباء بعد فشل وزارة الكهرباء في انجاز اي اصلاح، فما المقصود بهذا الاستثمار ؟ وما هي مشاريع المستثمرين ؟ وما مدى استعدادهم لتغطية الحاجة الفعلية للمجتمع من الطاقة؟
هل سيقوم هؤلاء المستثمرون او الشركات ببناء محطات توليد او مد خطوط؟ هل يستطيع مستثمر راسمالي من العراق القيام ببناء محطة من وزن محطة الناصرية او المسيب او بيجي او الدبس او الهارثة .... الخ؟ ام هل سيجازف راسمال عالمي باستثمار ملياراته في العراق! وكم سيكون الثمن؟ وفي هذه الحال كم سيترتب على المواطن من فاتورة باهظة كتكاليف تأمين كهرباء ليغطي ارباح الراسماليين!
هل سيقوم هؤلاء المستثمرون ببناء ومد خطوط بديلة للطاقة ونشر شبكات توزيع تصل الدور، الامر الذي يحتاج الى جهود دولة ونظام كامل، كونه يشكل بنى تحتية اساسية لا توفر ربحا مباشرا للراسماليين وبالتالي تقع مسؤوليتها على الدولة التي ستنفق عليها من المالية العامة. واذن فليس هذا اختصاصهم وسيعتمدون على شبكات منصوبة اصلاَ.
هل سيتم الغاء نظام الكهرباء القديم نهائيا، وهو نصف معطل حالياَ؟ وهل سيكون لدينا نظامان للكهرباء؟ ما هي حدود الاستثمار ومدى مسؤولياته وصلاحياته. وحيث انه قد تم انفاق عدة مليارات على " اصلاح" الكهرباء دون جدوى فانه من الصعب تصديق ان يقوم القطاع الخاص بانفاق مليارات عدة كالتي صرفت من ميزانية الدولة؛ اولاَ: لعدم قدرة القطاع الخاص، وثانياَ: لانهم – المستثمرون- يسعون لتأمين ارباح سريعة وطائلة وبالتالي من المستبعد ان يجازفوا باستثمار رؤوس اموال كبيرة كهذي.
لقد كان العراق ولغاية اواسط التسعينيات من بلدان الفائض الكهربائي. رغم قيام امريكا وحلفائها بتدمير محطات التوليد عام 1991، ثم منع تجهيز البلاد باي قطع غيار خلال الحصار، قد اصاب بالضرر البليغ القاعدة التكنولوجية لمنظومة الكهرباء، وقد كان ضمن مشروع الربط الخماسي الذي كان سيضم مصر والعراق كمجهزين وسوريا وتركيا والاردن كبلدان مستفيدة من الربط الخماسي والتجهيز، وقد عطل المشروع باعتبار ان العراق تحت الحصار ويمنع عليه التصدير والتجارة.
ان المستثمرين المفترضين ينتظرون تسليمهم منشآت ومؤسسات جاهزة بما فيها محطات توليد الطاقة بعقود ومبايعات شكلية و"اصولية" ستجد طريقها وقنواتها بيسر، بعد ان يتم تقاسم المغانم بعد التصارع والمحاصصة وحسب توازنات واتفاقات.
ان المحطات ستكون، حسب نظام الاستثمار، من نصيب مجاميع تتقاسم الثروة والسلطة والنفوذ بحيث يصعب متابعة وتعقب اصل وعائدية المشروع وطريقة تصفيته واستملاكه.
ان حرمان الجماهير لسنين من الكهرباء، ووضعهم امام خيارات صعبة وفرض التراجع على حياتهم، بحيث يعد اي تحسن في ظروف حياتهم مكسباَ، كان المقدمة والتهيأة لفرض هذه السياسة الممعنة في النهب والاحتيال والتلاعب. ان شروط صندوق النقد الدولي واضحة ومعروفة، وهي خصخصة وتقليص "تدخل الدولة" وتقليص العمالة في القطاع العام، اي الخصخصة.
وان افراد السلطة المتطلعين للثراء السريع والمسيطرين على صنع القرار، وبخاصة ما يتعلق بتأمين ثرواتهم، هم وسيلة واداة نموذجية لتنفيذ شروط وسياسة صندوق النقد ممثل ومهندس السياسة المالية للراسمالية، ان السلطات في العراق هي ممثل راس المال والمشرع لنهب ثروات المجتمع، وليست مؤسسة لادارة شؤون المجتمع كوظيفة مفترضة لها.
وبكلمة، مع اعلان البرلمان عجز السلطة عن تأمين الكهرباء وخصخصتها، يعلن البرلمان عن عجز الحكومة وتحولها الى شركة استثمارية تنفذ سياسة صندوق النقد.

لا مدنية بلا كهرباء.

على المدى القصير، ربما لن يكون بامكان الجماهير افشال سياسة خصخصة الكهرباء فوراَ، ولكن رفض الجماهير لهذه السياسات، سيكون جزءاَ اساسيا من الذخيرة وتظافر العوامل التي ستعجل بصدام وانفجار اجتماعي واسع بين الجماهير والسلطات المتحكمة بمعيشتهم وحياتهم. حينها لن يجرِ تغيير الحكومة والوزراء بل كنس كل سياساتها وقوانينها وقراراتها المعادية للجماهير.
ان سياسات الحكومة الحالية ستعجل بهذا الصدام لا محالة.
فلاح علوان
3-9-2012



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الجذور ام من الذروة ..... ستون عاماً على انتفاضة فلاحي آل ...
- اين اسامة انور عكاشة من الزواج الجديد للبرجوازية المصرية
- ..... رحيل الرفيق زيدان حيدر - ابو حيدر-
- حول قرار محكمة استئناف البصرة
- بصدد تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي في الاول من ايار
- حول الموقف من الانتخابات النقابية الحكومية - قراءة لبيان الا ...
- دور اليسار والنقابات العمالية في الثورات العربية
- الانسحاب وحده ليس كافيا بعد تخريب البلاد وتدميرها... الى الر ...
- عمال يتصدون لتظاهرة جماهيرية عمالية بالحجارة
- الالاف في الوول ستريت بعد اسابيع من احداث لندن العنيفة
- فلاح علوان في حوار استثنائي مفتوح حول: الاحتجاج والحراك الجم ...
- بصدد ثورة جماهير مصر -- مواجهة الاستبداد والفقر والفساد
- بصدد ثورة جماهير مصر -3- قاهرة الطغيان
- بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة
- حثالة البروليتاريا تلعب دورها التاريخي
- بصدد انتفاضة جماهير مصر
- ليس لدى العاطلين ما يخسرونه سوى جوعهم
- الهجوم ليس على النوادي والبارات، انه الوجه الجانبي للمعركة
- عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية ...
- تأخر تشكيل حكومة أم تنافر أقطاب؟!


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فلاح علوان - خصخصة الكهرباء سياسة مقصودة ونهب علني للمجتمع