|
لقاء وحوار، عن الثقافة الدرزية، العادات والتقاليد
احمد محمود القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 14:02
المحور:
مقابلات و حوارات
لقاء وحوار، عن الثقافة الدرزية، العادات والتقاليد الكاتب والباحث احمد محمود القاسم استكمالا لحواري مع الكاتبة، الشاعرة والرسامة اللبنانية، السيدة صونيا عامر، الذي تم نشره خلال الأسبوع الأول من سبتمبر الحالي، طلبْتُ منها أن تُعطي المواطن العربي، فكرة عن ثقافة الدروز، وعلاقاتهم الاجتماعية، وعلاقات الزواج، والطلاق، والإرث وغيرها من أوجه الاختلاف والتشابه مع الثقافة الإسلامية بشكل عام. أجابت وقالت: كما تعلم، فأنا سيدة لبنانية درزية، وثقافتي درزية، مع أنني عشت فترة طويلة نسبيا من حياتي، بعيدة عن المجتمع الدرزي، بداعي التنقل والسفر، نحن مسلمون جداً، ولو نظرتَ لتعاليم الموحدين الدروز، لوجدتَ التطبيق، المتشدَّد لأحكام الشريعة، فمثلا للمسلم أربع زوجات، وإن عدلتم فواحدة، لذلك التزمنا بواحدة، ومنع تعدد الزوجات، والمبدأ الخاطئ، أن الدرزي لا يعرف دينه، قبل سن الأربعين، هو مبدأ خاطئ ومجحف، التوحيد عقيدة، وهي راسخة في نفس كل موحد مسلم منذ الولادة. سألتها: وهل هناك تشابه بيننا في العلاقات الدينية، ما اسمعه من البعض، من غير الدروز، عن الدروز، انهم، لا يؤمنون بما يؤمن به المسلمون بشكل عام؟؟؟ أجابت وقالت:نحن موحِّدون مسلمون، أما كلمة دروز فهي جاءت نسبة لنشتكين الدرزي، أحد دعاة الدعوة التوحيدية في بلاد الشام في حينها، أما الزي (الملابس) فهي تعود غالبا الى التراث، ربما لأيام السلطنة العثمانية، فاللون غير محدد بنص الدين بالأبيض والأسود، إنما اكتفائهم باللونين الأبيض والأسود، أم الكحلي والأبيض، يعود لمبدأ الصوفية والتقشف. عقيدتنا فلسفة خالصة، تقوم علي مبدأ (التقَّمصْ) التي جاءت تفسيرا لآية قرآنية " نُميتكم ثم نُحييكم ثم إليه تُرجعون"، والرضا والتسليم، كما أنها ساوتْ بين الرجل والمرأة من ناحية الحقوق والواجبات الزوجية، فالمرأة في حال طلاقها دون ذنب، لها نصف ما يملك الرجل. والفلسفة، قائمة علي مبدأ الحواس الخمس، العقل وكيفية تعلم حسن التفكير، النفس وما يَخْتلجها من خير وشر، الكلمة أي الموقف والمصداقية في التعامل، السابق، والتالي أي الفعل وردة الفعل. عقبتُ على حديثها وقلت لها:انا شخصيا كنت ارغب ان تعطيني معلومات وافية عن دور المرأة عند الدروز؟؟؟ كما وأنني أسمع بأن الدروز، يصومون اربعين يوما، بدلا من ثلاثين يوما كما يحدث عند المسلمين.
أجابت وقالت: نحن نصوم رمضان وعشرة أيام قبل عيد الأضحى، ولكن صيامنا صعب نسبيا، كأن نفطر على فتات الخبز، وفي ذلك تهذيبا للنفس، أما عن دور المرأة في مجتمعنا، فللمرأة دور كبير في المنزل والحقل، والآن، المرأة أصبحت متعلمة جدا وعاملة. سألتها وقلت لها: لديكم كتبكم الخاصة، وهذا يتناقض مع الدين الاسلامي. أجابت وقالت: نحن موحدون مسلمون، كما قلت لك، وطائفتنا تعتمد القرآن الكريم، كدين، أما رسائل الحكمة، فهي جاءت تفسيراً للآيات القرآنية، وهنا قد يحدث بعض الاختلاف، كأي اختلاف يحصل بين الملل الإسلامية، كالشيعة والإسماعيلية والصوفية وغيرها. وقلَّما تجد بيتا من منازلنا يخلو من آية الكرسي، وآية البقرة. سألتها وقلت لها: لماذا تفضلي تزويج أولادك من شابة درزية، هل هي افضل من باقي النساء العربيات مثلا؟؟؟ انا شخصياً، افضل المرأة المتعلمة والمثقفة، والتي تعرف ما لها، وما عليها، بغض النظر عن دينها. أجابت وقالت: هي أفضل، بتقَّبلْ مجتمعنا لها، فنحن في بلدتي حاصبيا مثلا، ما زلنا محافظين، وأنا عشتُ تقريبا، كل حياتي مع الطوائف الأخرى، وأحيانا كنت أشعر، أن هناك تفريقا بالمعاملة، كوني درزية، كما وأن هناك لمسات درزية جميلة، لطالما افتقدتها، لذلك، أحِّسُ بأن عليَّ واجباً تجاه مجتمعي، أن أرقى به، بأبناء كفوئين، وزوجات راقيات، نحن في الشرق، نعيش في مجتمع عربي منغلق، يميز بين الأديان والثقافات، ونتحسَّسْ ممن هم ليسوا على شاكلتنا (طبعا هذا بين المثقفين يكاد يكون معدوماً). لدينا أيضاً صبايا كفؤات جداً، وأحب أن أقدم لهم أبنائي، لأن زواجهن من غير الطائفة، صعب جدا، وهذا يقلل فرص الزواج. قد لا يحصل أيضاً، فإبني أو غيره، سيتزوج بمن يحب بالنهاية. عقبت على كلامها وقلت:عفوا، لو أردتُ أن أَحكي عنك لزوجتي مثلا، فلن تعترف بك بأي شكل من الأشكال، ويمكن لها، أن تخاف أن تحاكيك، لأنه قد يكون عندها فكرة، عن ان الدروز خونة، وليسوا بمسلمين، ويقومون بأعمال مشينة، مثلا، لأننا لا نعرف عنهم شيئا، هنا في فلسطين، نحن نعرف فقط، كمال ووليد جنبلاط، ونحن على ضوء ذلك، نحب ونحترم الدروز. والدتي قالت لي، عندما استشهد أخي، حضرتْ باصات من الجولان الدرزي، لمدة ثلاثة ايام لبيتنا في القدس، جاؤوا للوالدة، كي يُعزوها بوفاة ابنها الشهيد المناضل، وأحضروا معهم كل شيء . أجابت وقالت: نحن شعب طيب جداً وكريم، وعلى فكرة، لقد وصل بعضنا الى مراكز مقبولة بالمعرفة، أنا أكافح قدر استطاعتي، لأنني خُلقتْ لهدف، وسأعمل ما بوسعي لتحقيقه، وهو تقريب وجهات النظر، فالهدف هو بناء مجتمع مدني متطور، يقبل الشراكة بالمواطنة والانتماء، لسنا كلنا خونة، في فلسطين تجربتنا سيئة، بعض الشيء، وأظن السبب، هو ظلم أهل السنة لهم، أيام الدولة الفلسطينية، قد نكون أيضا ساهمنا بعض الشيء، بسوء الفهم، لأن إعلامنا الديني ضعيف، مشايخنا لا يتعاطون بالسياسة، ولكن ومنذ مدة، تم إنشاء مدارس العُرفان، التي تُعنى بالتوجيه الدرزي السليم. على فكرة يمكنك أن تكون موحداً مسلما، فهي عقيدة داخلك، وليست حكراً على الدروز، كمريم نور وغيرها. المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوة، كان صديقا مقربا جدا للمرحوم رفيق الحريري، الذي كان يزوره باستمرار، ويأنس بالتحدث إليه، والى إرشاداته، ويُروى عن المرحوم الشيخ حلاوي، انه وفي يوم من أيام حرب الجبل، وهو يطمئن على سلامة أهل قريته بالشوف، بعد ليلة شنعاء، أفادوه أنهم جميعا أحياء، فأجابهم الحمد لله يا أبنائي، وأرجو أن يكونوا هم أيضا بخير (ويقصد بذلك الوقت الكتائب). علما بأنه لم يُنجب ابناء، وذلك كنوع من الرهبنة. عقَّبتُ على كلامها وقلت لها:الفكرة عن الدروز، عند غير المثقفين، بأنكم كفرة وخونة، ولا اخلاق او قيم عندكم، طبعا، وهذا كلام قد يكون غير صحيح، ونوع من الجهل، لا اقبل به، وحتى لو كان صحيحاً، مش معقول كل الدروز جهلة وسيئين مثلا!!!!!. سألتها وقلت لها:هل صحيح اذا اراد شخص درزي الزواج من درزية، يجب ان يقوم بخطفها والهروب بها؟؟؟ أجابتْوقالت: أعوذ بالله، من يخطف، يخرج عن الدين، لأنه يكون قد زنى، يعاقب باستلامه فروضا دينية صعبة، لتطهير نفسه، وهي شُروحات، لطريقة حياة جداً قاسية، تكفيراً عن ذنبه، وهو مِشوار عذاب، لتطهير النفس. الزواج والإشهار والفرح، شرط أساسي، وإطعام عدد كبيراً من الناس، وحسب مقدرة العريس على الانفاق، والزواج له طقوس دينية وآيات، ليس فقط بالمحكمة، وكذلك الطلاق، فمجرد نطق كلمة الطلاق ثلاث مرات، ويكون الزوج بكامل عقله، وبشهود، تصبح زوجته طالق دينيا، دون رجعة، يعني نفس التعاليم الإسلامية، ما أقوله لك هذا ما نفعله بالضبط، في شرعنا، من يطلق، لا يحق له استعادة زوجته، في ديننا صلاة وصوم وزكاة، نحن نقول أننا نحن الاسلام، فنحن موحدون مسلمون. قلت لها :ما هو المقصود بالحكمة؟؟؟ أجابت وقالت:الحكمة هي الرسائل الدينية، التي جاءت تفسيراً للقرآن الكريم، فنحن جماعة سلمان الفارسي، أو ما يسمونهم بأهل البيت عند الإخوة الشيعة. سألتها وقلت لها:هل صحيح انكم تؤمنون فقط بالنبي شعيب؟؟؟ أجابت وقالت:النبي شعيب (عليه السلام) هو نبي من الأنبياء، الذين نؤمن بهم، في دور من الأدوار، فنحن نؤمن بظاهرة (التقمُّص). سألتها:هل تزعجك لو قال احد عنك هذه درزية؟؟؟؟ أجابت وقالت: الموحد هو من وحَّد الخالق (عز وجل)، والإسلام، هو من أسلم بوجوده وأنبيائه المنزلين، أما من أشار إلي كدرزية بازدراء، سيُزْعجني طبعا، كزميلي حين رفض أن يأكل كعكة العيد مني، لأنه لا يأكل من يد درزية. سألتها وقلت لها:هل يصلي الدرزي في المسجد مع باقي المسلمين مثلا، ويذهبون الى مكة للحج وأداء العمرة ؟؟؟؟ وهل احتفلتم بعيد الفطر معنا هذا العيد ؟؟؟ أجابت: نعم، وكيف لا؟ ونحن نصوم، فهل من صائم لا يفطر؟ آخر اسئلتي للسيدة صونيا كان:عن وجود علم للدروز مع انه ليس لهم دولة وما معنى ألوان العلم الدرزي؟؟؟؟ أجابت وقالت:العلم بألوانه، له علاقة بالطاقة بشكل عام، وهذه فلسفة بالأصل هندية، لذلك اختاروا اللون الاخضر، والأحمر، والأصفر، والأزرق والأبيض، كألوان للعلم، وربطوا الالوان بمعنى المبادئ الخمسة، التي تقوم عليها، عقيدة التوحيد. إنتهى موضوع لقاء وحوار عن الثقافة الدرزية، العادات والتقاليد
#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء وحوار، مع ملكة الأناقة والجمال، هبة القدومي
-
لقاء وحوار مع سيدة عراقية ليبرالية والشأن الداخلي العراقي
-
قراءة في اشعار النجمة الفلسطينية المتالقة هبة القدومي
-
حوار في الاتجاه المعاكس، عن سوريا وما يحدث فيها
-
الشاعرة الفلسطينية مجدولين سعادة، وحوارعن اشعارها في الحب وا
...
-
لقاء وحوار مع السيدة لينا الأتاسي وما يحدث في سوربة
-
لقاء وحوار مع سيدة لبنانية درزية، وفلسفتها الخاصة في الحياة
-
لقاء وحوار مع شابة وشاعرة مصرية عن الثورة
-
لقاء وحوار مع شاعرة ونجمة فلسطينية متألقة
-
لقاء مع الشاعرة الفلسطينية المتألقة (سوسن الغطاس)
-
قراءة في أشعار، الشاعرة اللبنانية، ندى نعمة بجَّاني
-
لقاء وحوار سياسي واجتماعي، مع كاتبة واستاذة جامعية سورية
-
حوار جري وصريح، وبعض ما يقال عن المرأة اللبنانية
-
لقاء مع نجمة فلسطينية متألقة، في الداخل الفلسطيني، ووضع المر
...
-
لمصلحة منْ، التحالف السني المصري السعودي؟؟؟؟؟؟؟
-
قراءة للمجموعة القصصية باسم -سيدة العلب-
-
مع حق العودة للجميع والتعويض الكامل
-
حوار مع نجمة تونسية متألقة عن الثورة والمرأة
-
حوار بكلام الحب والعشق، مع شابة علشقة
-
حوار مع اسير فلسطيني محرر، وذكريات السجن والسجان
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|