أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زكرياء الفاضل - أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب














المزيد.....


أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 01:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحراك الشعبي المغربي، تحت راية حركة 20 فبراير الشبابية، الذي عرف مدا قويا في البداية بات اليوم فاترا، ولا أقول ضعيفا، حتى أنّ أعداءه، وعلى رأسهم رئسي الحكومة، أصبحوا يتحدثون عن نهايته وانتهائه. هذا الاستنتاج، والذي نعتبره ساذجا، دفع بالنظام المخزني للتراجع عن نهج دمقرطة المجتمع الذي انطلق مع بداية القرن الواحد والعشرين والذي تفائل به جزء غير مستهان به من المجتمع المغربي واعتقد أننا قد دخلنا في مرحلة جديدة مشرقة حتى أنه أطلق عليها إسم "العهد الجديد". لن ننكر أن الحركة الشبابية 20 فبراير لم تستطع الدفع بالحراك الشعبي نحو فرض تغيير حقيقي في نظام حكم المغرب، كما أنه من القصور الفكري الاعتقاد أنها قد فشلت وانتهت ولم يعد لها فعّالية إطلاقا. فالحركة لم تتفكك ولم تندثر، بل على العكس لا تزال قائمة في الشارع المغربي وإن كانت قوتها قد تراجعت بعض الشيء، وما أراها إلا عائدة، في القريب، بقوة أعنف وأعظم إلى ميادين وساحات النضال. لكن وبما أنه لا بد لأي حركة من مراجعة الذات من حين لآخر وتحليل الأخطاء ودراستها كي لا تتكرر، وحركة 20 فبراير ليست استثناءا في هذه القاعدة، فإنه بات واجبا محاولة دراسة وفهم أسباب فشلها، النسبي، في تحقيق الآمال التي علقتها الجماهير الشعبية عليها.
حسب المناقشات التي دارت بيني وبين مناضلين شبابا في الحركة استنتجت ثلاث نقط رئيسية لهذا الفشل النوعي أو النسبي، لأن الحركة استطاعت رغم كل الظروف تحقيق مجموعة من الإنجازات لم تسبقها إليها أي حركة ولا تنظيم في تاريخ استقلال المغرب النسبي، ومنها: تكسير شوكة الرهبة من بطش المخزن لدى الجماهير، اختراق الحصار الإعلامي الرسمي الذي حاول التعتيم عليها، الحفاظ على حراكها بنفس طويل رغم أن النظام راهن على تراجعها وتلاشيها مع مرور الزمن، إرباكها للنظام والدفع به للتعامل معها كقوة حقيقية لا يمكن تجاهلها، الصمود في وجه بلطجية، أو ما يعرف عند المغاربة بالشماكرية، المخزن والتصدي لكل محاولاته لاختراق صفوفها، طرد الأريستقراطية المغربية، أو ما يعرف بالأسر الكبيرة من آل الفاسي وما جاورها، من السلطة، وهي التي احتكرتها منذ الاستقلال النسبي، ووصول أبناء الأحياء الشعبية، وإن كانوا عاقين وناكري جميل، إلى سدة الحكم، فرض ما لم تستطيع الحصول عليه الأحزاب المحسوبة على اليسار خلال عقود طويلة وأقصد تغيير الدستور، وأنا واعي كل الوعي أن التغيير حاصل في الأسلوب ولم يشمل المضمون، لكن عقودا طويلة طالبت الأحزاب بتعديل الدستور ولم يحصل.
رغم كل هذه الإنجازات المذكورة وغيرها التي لم تُذكر فإن حركة 20 فبراير لم تحقق كل طموحات الجماهير الشعبية الكادحة وذلك للأسباب التالية حسب الاستنتاجات التي خرجت بها من خلال بعض التحاليل قمت بها ومن خلال دردشات مع بعض مناضلي الحركة الشباب والتي كانت في بعض الأحيان استفزازية من طرفي حتى أتوصل لحقيقة تفكير هذا الشباب الثائر والذي أعتز وأفتخر به.
1. التراجع النوعي لإقبال الجماهير الكادحة على الحركة أسبابه ليس خطاب 9 مارس كما يروج له النظام المخزني عبر أبواقه الرسمية، بل التطورات الخطيرة التي عرفها الحراك الشعبي بليبيا ويعرفها حاليا بسوريا.
2. الفتور الذي طغى على الحركة مؤخرا أسبابه موضوعية، ولا علاقة لها باستباقية النظام في القيام بالإصلاحات كما يدعي، بل تخوف اليسار المغربي من وصول الأصوليين والسلفيين للحكم كما حصل بتونس ومصر وغير بعيد الحصول بسوريا ما بعد الأسد.
3. الحملة التشويهية التي هاجم بها النظام الحركة، حيث نعتهم بالملاحدة وآكلي رمضان والمثليين وخدام أجندات أجنبية..
4. دخول بعض الدول الخليجية على خط ثورات بلدان الربيع العربي مما بات يوحي بأن الحراك الشعبي من صنع هذه الدول من أجل وصول تيارات التطرف الديني للحكم.
5. قلة الخبرة السياسية لشباب الحركة في مواجهة النظام المخزني المعروف باحتياله السياسي.
لكن رغم كل هذه العراقل فإن حركة 20 فبراير لم تمت ولا تزال حية بشبابها المناضل الصامد، وهي اليوم تراجع أوراقها وستعود عما قريب بنفس جديد وجيش عتيد إلى الشارع المغربي رغم حملة الاعتقالات في صفوف مناضليها. فالحراك الشعبي المغربي لم يبدأ بعد.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئاب المخزنية تنهش لحم بعضها في الصراع على كعكة الشعب
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 1
- الأبناك الإسلامية والتحايل على الجماهير الشعبية
- استخدام الدين لأهداف سياسية أو لماذا أعدم الحلاج؟
- مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زكرياء الفاضل - أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب