أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك














المزيد.....

ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 23:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يصرُّ مناصرون كثر للثورة السورية أن يرفعوا شعار لا "إفلات من العقاب" لكل من تورط في دم السوريين؛ ذلك المطلب الذي من أجله تداعت دول لأقامة المحكمة الجنائية الدولية. لا يحدد رافعوا الشعار من تورط في دم السوريين، باعتباره جهة واضحة محددة ظاهرة للعيان هي "النظام" الذي غمّس تاريخه وسلطته بدم السوريبين. لا يختلف غالبية السوريين؛ المنخرطين في الثورة ومناصريها على عدالة المطلب هذا ولا على أهميته ولا على أولويته.

لكن الثورة السورية تشابكت خيوطها ولم يعد المتورطون في الدم السوري جهة وحيدة وواحدة، بل أصبح هناك جهات غير النظام، منها ماهو محسوب على الثورة ومنها ما هو في الثورة ويعتقد أن من حقه إقامة "محاكم ثورية" على عجلٍ لتصفية من يعتقد أن له الحق بتصفيتهم.

يجد البعض أن من الحكمة التذكير بأسباب اندلاع الثورة السورية، وهي أسباب تلاقي إجماعاً وتوافقاً عند عموم السوريين، وجزء من هذه الأسباب؛ هو "الإفلات من العقاب"؛ فقد ارتكب النظام بأجهزته المتعددة جرائم متواصلة بحق السوريين لاتبدأ بالإعتقالات والتغييب القسري والعقاب الجماعي وهدر الكرامة وغياب المحاكمات العادلة و... لا تنتهي بالمجازر الجماعية، في ظل هذا غابت أي حقوق للسوريين خارج ما ترتأيه الطغمة الحاكمة وأجهزتها التنفيذية.
لم يكن مفجرّوا الثورة الأوائل والمنخرطون فيها طلاب سلطة، بل كانوا طلاب حقوق، و الحقوق تطلب مهما كانت الجهة التي تستلبها. والحق بالعدالة لايتم التغاضي عنه إذا كان من ينتهكه هو ضد النظام.
حدثت في ظل هذه الثورة الكثير من الأخطاء والكثير من التجاوزات والعديد من الجرائم بحق سوريين أبرياء قامت الثورة من أجل صيانة حقوقهم. ومن أكثر الجرائم بشاعة تلك الجريمة المسجلة والموصوفة بحق جنود عزل مكبلي الأيدي تم أسرهم من ثكنة هنانو في حلب.

ولابد من التعريف بأن ثكنة هنانو هي مركز لسحب الجنود الأغرار وسوقهم لخدمة العلم، كما هي التسمية الرسمية لها، وهي تغطي المنطقة الشمالية والشرقية لسوريا، وهؤلاء الجنود لم يلتحقوا بعد بأي قطعة عسكرية ولم يشاركوا في أي أعمال قتالية مع الجيش الذي حوله النظام لأداة قتل للشعب السوري؛ إضافة لذلك فإن هؤلاء الجنود قتلوا بعد أسرهم وتكبيل أيديهم وهو ما يشكل جريمة بشعة لا تخالف الاتفاقيات الدولية التي تنظم السلوك في مناطق النزاعات وعلى رأسها اتفاقية جنيف، بل تنافي كل عرف ومستقر أخلاقي للبشرية منذ بداية الحروب وحتى الآن، ولا يعني حدوثها في مناطق أخرى "شرعنتها" ومحاولة تبريرها.

ينتظم المبررون لما حدث في سياق خطاب متعلق بالثورات "ومايحدث " في ظلها، حتى لو كان ما يحدث هو جريمة من هذا النوع، ويستند بعضهم في تبريره -خصوصا إذا كان من أصول يسارية- واعياً أو غير واعياً لما قامت به ثورات اليسار في العالم من قتل وتنكيل بحق أعداء الثورة، وعلى رأس هؤلاء "الثائر الكبير" غيفارا، الذي كان يستهويه القتل بيده لأعداء الثورة صارخاً إثر كل قتيل " لا وقت لدينا لترف المحاكمات"؛ علماً أن النظام الذي ثار عليه وفر محاكمة لصديقه كاسترو سجن على أثرها ولم يقتل.

بينما الجهاديون الذين تقول سياقات الحدث والفيديوهات المصورة له أنهم من قام بهذه الجريمة فتحت إبطهم فتواى من كل صنف ونوع تحلل ما يقومون به وتأتي بسندٍ إلهي له. حتى لو كان بشعاً بحجم هذه الجريمة المصورة.

في ظل هذا يحجم مناصرون للثورة عن إدانة هكذا جريمة واضحة المعالم تحت حجج ويافطات واهية؛ منها عدم التشكيك بأخلاقيات الثورة، ومنها عدم إفادة النظام بكشف هكذا جرائم، وحجج أخرى أكثر سوءا وتنحدر في درك لا أخلاقي تتبنى مقولة " النظام فعل أسوء من ذلك" ويرددونها بكل حيوية معتبرينها حجة دامغة. بينما آخرون أقل صفاقة يقولون أنه في كل الثورات حدث تجاوزات وأننا في حالة حرب الخ.

آخرون كانوا أكثر "حكمة" اعتبروا ما حدث مجرد خطأً يجب أن لا يحدث وأحجموا عن وصفه كما هو بكونه جريمة مكتملة الأركان تستوجب الإدانة القاطعة وتستوجب محاكمة الفاعلين أي كان موقعهم في السياق السوري.

هذه ثورة نعم لكنها ثورة حقوق وثورة ضد الانتهاكات والجرائم ويجب أن لاتلطخ بجرائم بشعة من هذا النوع وإن حدث هذا وهو ما يحدث حالياً فعلى أبناء هذه الثورة رفع صوتهم عاليا بالمطالبة بمحاكمة المجرمين أيّا كانوا ومع من كانوا وضد من كانوا، لن نغفر الجرائم لأن من يقوم بها هو ضد النظام ولن نحلل الدم السوري لأن من يستبيحه هو ضد النظام ولا " إفلات من العقاب" لكل من استباح الدم السوري.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية القائمة ووهم -الكراسي- في سوريا الجديدة
- الخطة المحكمة للإطاحة بالأسد خلال ساعات
- يوميات الثورة السورية: من الحولة إلى معارضة تفكر من أرجلها و ...
- الشيوعي مؤامرة أم فكرة
- البرلمان السوري المؤقت وحكاية المطار السري
- بعض الحديث عن رياض الترك وحزبه
- غزوات الإخوان المسلمين بعد إتمام التمكين
- يوميات الثورة: قوات الجزيرة وكتيبة حمد؛ وصفة مجربة للتحرير
- فتاوى للتصدير: شيوخ التكفير يستعيدون لياقتهم في سوريا
- يوميات الثورة: عن السيدة قضماني وإخوتها في المجلس والمتسولين
- يوميات الثورة: سوريا.. قصة موت معلن
- يوميات الثورة: سوريا الآن بين خالد أبو صلاح وأدونيس
- في الإغتيال السياسي لبرهان غليون
- عن أوجه الشبه بين المجلس الوطني السوري وسلطة الأسد
- مسرحية العربي الرديئة التي تعرض في سوريا
- كل يوم جنين.. أو لماذا يصمت العالم عن المجازر في سوريا
- هجرة السوريين نحو الكرامة
- سقط الأبد وسيسقط الأسد.. لكنهم عميان
- لماذا اختار بشار الأسد مدينة الرقة ل -صلاة- العيد
- لماذا كان نظام الأسد يقفز إلى تحرير فلسطين وجنوب لبنان و... ...


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك