كامل داود
باحث
(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)
الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 14:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لا ريب ان الشعوب تختلف بأساليب تعاطيها للشأن العام ، و لكل شعب خصوصيته بنمط الاشتغال بالحراك السياسي و من ثم هندسة انتفاضاته وصياغة شعاراتها الخاصة ، فعادةً ما تصوغها ثقافته وذاكرته الجمعية المشتركة وتركيبته الذهنية التي يبلورها تاريخه، وبقدر تعلق الأمر بمصر ، فقد غدت "المحروسة" يوما ما ، مقبرة للهكسوس الغزاة وكان المصريون أول من تصدى لطغيان بني امية زمن الخليفة الثالث، وعلى ايدي المصريين توقف زحف المغول في عين جالوت، بل انهم وظفوا غزو نابليون لصالحهم واستثمروه ايما استثمار حتى حولوا ذلك الغزو الى محرك لنهضتهم ونهضة الشرق برمته، ومن حينها باتت مصر ملجأ للتنوير وملاذا لكل احرار المتوسط.
لم يٌكلّوا عن مطالبهم يوما ما ، كما فعل إخوانهم اللبنانيون في هتافاتهم ضد الوجود السوري عندما رفعوا عقيرتهم صائحين ((قنديل يضوي بلبنان بيولع علكاز السوري )) ،ولم يعمِدوا الى"حسجة " العراقيين وشعاراتهم" ضد نوري السعيد وصالح جبر" وفوق هذا وذاك، لم تنم نواطير مصر كما قال المتنبي، بل العكس تماما فقد غص بهم ميدان التحرير مرددا بالصدى ((الشعبُ يريدُ إسقاطَ الرئيسْ )) شعار واضح وضوح المصرين و"دغري " مثل رؤاهم للحياة ، أعلنوه من غير لف أو دوران، الشعب يريد إسقاط الرئيس هذا كل ما في الأمر وببساطة !!
بهذا الشعار المباشر اندلعت الانتفاضة المصرية في 25 يناير - كما يحلو لهم تسميتها – وبالبساطة عينها ، اتفقوا على اطلاق صفة "فلول" على اعوان رئيسهم الذي"اسقطوه " ، إذن هنالك ارادة واعية وخطاب جلي لا يحتمل اي تأويل وان هذا الخطاب قد اختطه المصريون بعيدا عن "معالم الطريق" التي حاول رسمها "سيد قطب" يوما ما، لم يدوخوا انفسهم في متاهات التساؤل العتيد "ما العمل"، لملموا بعضهم على مهلٍ ، بلا تنظيم خيطي على الطراز اللينيني وبلا خلايا نائمة تستفيق متى تؤمر لرفع المصاحف على أسنّة الرماح، شباب ميدان التحرير على بصيرة من أمرهم، ولن تنطلي عليهم الألاعيب الجديدة، فَهُمْ منذ البدء لم يطالبوا بالخبز (الحافي) لأنهم متيقنون ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .
#كامل_داود (هاشتاغ)
رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟