أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حافظ - من هو التالي؟














المزيد.....

من هو التالي؟


أحمد حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أجد طريقة أفضل لأبدأ هذا المقال سوى بسرد قصة البروفيسور الباكستاني الذي يدرس في الجامعة. لقد حكى لي هذه القصة والألم واضح في عينية, وبدأت القصة كالتالي "قال: عندما قدمت إلى المملكة قبل خمسة عشر عاما, تعرفت على شخص ممن تدعونهم مطوع, لقد كان زميلي في مجمع البحث العلمي في الجامعة. كلما كنا نتحدث عن موضوع الجهاد في أفغانستان, كنت أرى في عينية مدى الفخر بما فعلته بلادنا (المملكة وباكستان) في تلك الحرب, وفخره بدعمنا لمن كان يطلق عليهم المجاهدين. عندما كنا نرسل أولادنا ليموتوا في قضية ليس لنا فيها أي شيء. عندما كان يطلق عليهم الأمريكان لقب "مناضلين الحرية!". بعد انتهاء تلك الحرب وضحت الحقيقة كالشمس, لم تكن تلك الحرب سوي مستنقع كبير من المشاكل التي لا تنتهي. كل من حارب أصبح يسعى لنيل قطعة من الكعكة وتبين مدى خبث زعماء المجاهدين والطمع في المادة. انتشر الوباء في بلدي باكستان, دمرت البلد بأربعة ملاين لأجئ أفغاني وأخذ المجرمين من الأفغان في بيع المخدرات لأطفال المدارس "

بعد أن انتهى من سرد القصة توقف قليلا وأكمل قائلا " أخشى أن الدور قد حان المملكة لتدفع ثمن دعمها لتلك الحرب" . في الحقيقة أعتقد أننا السعوديون لم نكن, وربما بعضنا لا يزال, لا يصدق مثل هذه القصص. فكيف يكون المجاهد في سبيل الله خطر على المجتمع؟ وهل فعلا أن هؤلاء المجاهدين لعبة في يد السياسيين؟ الحقيقة أن الحروب الإسلاموية (أي حروب ملصقة بالدين) أوضحت الخيانة للثالوث المقدس الذي يدعي المجاهدين والسياسيون حمايته, الثالوث المقدس "الله, الدين, الوطن" لم يكن هذا في بال أي أحد منهم عندما ذهب لأفغانستان. كل ما فعلوه هو أنهم حولوا شبابنا إلى وحوش بشرية, يحرقون حتى دور العبادة للطائفة المنافسة! لم يعلم رجال الدين وكل من يستخدم الدين لمصالح سياسية أن سلاح الدين هو سلاح ذو حدين, فصحيح أنك قد تكسب منة في البداية لكنة سرعان ما يعود ليخترق صدرك. هاهو اليوم, حي و جاهز للضرب, إنه " الإرهاب" نفس الإرهاب الذي كان يحتفل به في الأمس أصبح هو الرعب الحقيقي اليوم. والسؤال الحقيقي هو ليس متى أو أين ولكن السؤال هو: من التالي؟

لقد حزن كثير من السعوديون على ما حدث في الرياض منذ فترة, ولكنهم لم يحزنوا على الأبرياء الذين ماتوا! لا, فقد حزنوا على ما أطلقوا عليهم في أحد مواقعهم على الإنترنت "الشهداء الأبرار" الذين نفذوا العملية. طبعا هذا شعور غير إنساني, شعور تنكره وسائل الإعلام ولكنة موجود في داخل الكثير. إننا نمثل جيلا لا يعترف فقط بأن الحقيقة المطلقة موجودة! ولكنة يؤمن بأنة وحدة يملكها! منذ نعومة أظفارنا نتعلم في المدرسة بأن العالم مقسم إلى فسطاطين " فسطاط الخير" ويسكنه هؤلاء ذوي الرأي الصحيح وأسلوب الحياة الأمثل الذين لهم وحدهم الحق في دخول الجنة, وهم نحن. والفسطاط الآخر هو "فسطاط الشر" يسكنه هؤلاء الناس ذوي الفراغ الروحي والذين يعشون حياة فارغة بلا دين أو عادات ولا هدف في الحياة, والذين جزاهم جهنم, ويمثلون طبعا بقية العالم. فكيف لنا أن نحترم أديان الناس أو أن نتحدث عن احترام الآخر؟


بهذه الأفكار أصبح التحكم بهؤلاء الشباب سهلا جدا. فأي شخص يتمتم بآيات من المصحف الشريف هو أهل أن يتبع, لأنة طبعا من فسطاط الخير! كل ما ينبغي على هذا الشخص هو إصدار فتوى, وعندما تصدر هذه الفتوى تلصق بجزء من الكتاب أو السنة لتصبح تمثل الرأي المقدس( بعد أن كانت مجرد رأي بشري), ويصبح مفعولها ككلام الله تماما. حتى وإن كانت الفتوى ترفض حقيقة كروية الأرض! أو تمنع النساء من إرداء حملات الصدر! فلا أحد يستطيع أن يناقش الشيخ الإله.


لهذا السبب يصبح استعمال المنطق صعبا مع مثل هؤلاء, فحياة الإنسان لديهم لا تعني شيئا على الإطلاق. وحتى عندما يوجه لهم اللوم على قتل المسلمين في هذه الإعمال الإرهابية, يكون الجواب جاهزا لديهم وهو أن " لكل حرب ضحايا". وأخيرا أقول لهؤلاء السعداء بما حدث في الرياض, قد يدعي هؤلاء أنهم قتلوا الأمريكان لأن أمريكا تدعم إسرائيل هذه المرة. ولكن لا تفرح كثيرا لأنهم سرعان ما سيجدون الأسباب لقتلك أنت أيضا. لأنهم ببساطة مجرمون.



#أحمد_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما علاقة الفن والأدب بالاقتصاد والسياسة ؟
- الحــــرية في ميزان العقل
- كذب الرجال ولو صدقوا
- قناة الجزيرة والتصعيد الغير مبرر!؟
- المرأة بين الصورة والعصا
- كتاب المرأة والجنس لنوال السعداوي


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حافظ - من هو التالي؟