|
الهوس الجنسي في غزة
سونيا ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 17:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حيث تزداد مظاهر التدين في قطاع غزة ، و مدنه الصغيرة المهمشة ، نجد كثيراً من القضبان تبحث عن حقها في الميراث " للذكر مثل حظ الأنثيين " ، و تعدد الزوجات ، و منع الاناث من السفر إلا بمحرم ؛ إلا في حال بعض العائلات النادرة المنفتحة عقلياً ، التي قد تسمح بذلك ، و من ثم حقوق رجال السياسة و قادة الأمة في خداع الشعب الغزي الفقير ، و إحباطه ، و الدعاء لهم في خطب الجمعة ، فإننا نجد المرأة وحيدة ، و لا يحق لها أن تطالب بالمساواة ، و حتى إن اجتهدت ، و وجدت عملاً قد يسئ لكرامتها بسبب الفقر ؛ فهي ما زالت غير حرة بالتصرف – حسب تفكيرهم – براتبها الشهري ، و وجدت هنا الكثير من العائلات ، التي تدفع بناتها على العمل بأجور زهيدة من أجل تقسيم راتبها الحكومي دون اعطائها أي نقود حتى لتوفير مواصلات تليق بإنسانيتها للذهاب إلى العمل !! و هنا أذكر عدد المعلمات اللاتي كن يأتين إلى المدرسة بجوارب ممزقة ، و هن يدفعن أقدامهن الصغيرة الممتلئة بأحذية بلاستيكية مهترئة ، و هي تتحدث عن الأخلاق ، و التربية ؛ لتغطي على اضطهاد زوجها أو أبيها أو حتى أخيها الذي يصغرها ، و يتحكم في حياتها .. و من ثم تأتي معلمة بعدها تشرح معادلات رياضية .. لم تستطع المرأة حتى الآن في غزة من حل معادلتها ؛ فهي تعلم أن جميع ذكور العائلة ، و رجال السياسة و القانون ( المخصيين ) ينفذون أمر الله ، و شرعه .. و كله بما يرضي الله منذ القدم ، و حتى الآن ! ******* الرجل الشرقي في غزة ، و الذكور المسلحون ، منهم رجال المقاومة ، و بعضهم الآخر هو من رجال الشرطة التنفيذية – الاسلامية ، و هم ملتحون بذقون ، و بنظرات عابسة تخبئ شرههم ، و كبتهم الجنسي .. و تحصل في غزة - على مدار الخمس أعوام – مفارقات لا تتوقف عن أذية مشاعر كل انسان ، و على وجه الأخص الاناث منهنّ . : الفتاة العذراء التي تصاب بآلام الطمث ، قد يمنعونها من تناول بعض الأدوية المسكنة للآلام ؛ فهم يخافون على قدرتها على الانجاب ، رغم أن الأدوية هي موصوفة طبياً .. و منهم من يدعو الله بأن يريحها من آلام كل شهرٍ ؛ لكي تتزوج ، فبعد الزواج كل شئ – حسب تحليلهم الرجعي – سوف يصبح أسهل ، و بدون أي أوجاع ! اذن فليستجيب الله الذكوري المقدس ، لدعوتهم الالهية بأن يُتموا زيجتها على طريقة بيع – شراء بقرة ! **** اتهمتني والدتي في إحدى المرات عندما وضعت بعض الكحل الأسود في عيني بأني امرأة باغية ، فالمرأة المتبرجة هي تطمح فقط لتنال إعجاب الرجل ( ؟؟ ) و ان كانت هذه الفتاة لا تؤمن بأن معظم ذكور مجتمعها الغزي هم رجال ( !! ) و قد يبدو ذلك فاضحاً ، لذلك هي لا تفضحه أو تردده أمام الكثير ممن يصطفون إلى ذلك الجانب المعتم ! ****** الفتاة التي ترفض وضع الحجاب ، هي " فضيحة " بالنسبة لمعظم أهل مدينتي جنوب غرب غزة ، فكل النساء محتجبات ، و هن يخضعن لتعاليم شريعة لا أهمية ، و لا طائل من وراءها سوى إهانة انسانية المرأة ! و قد نجد أيضاً أن الفضاء حول الجامعات – مبنى البنات – قد أصبح مكتظاً بباعة الفرش ، و الباعة المتجولون ، و تستطيع الحكومة – عبر الأنفاق – و من ثم التجار كسب الكثير من الأموال من بيع و شراء حجاب العقل ، قطعة القماش التي يفرضونها على نساء غزة ، و هن كالمسكينات مقتنعات بأن ذلك سيحفظهن من وسواس الشيطان ! ******* الاسلام هو بالطبع دين يعترف بحقوق المرأة ، و يحترم ، و يصون كرامتها ، و الدليل على ذلك تجده في المحاكم الشرعية ، و القاضي يستمع إلى قصة امرأة تخبره عن زوجها الذي طردها من المنزل ، و حرمها من رؤية أولادها .. و القاضي ما زال يرفض اعطاءها الطلاق ، لأنه حسب شريعتهم هي بدون كرامة ( !! ) أليس ذلك متناقضاً إلى حد القرف ، و الاشمئزاز ؟ زوجها أجبرها على أن تقبل قدميه ، و هي تتوسله رؤية أطفالها ، و طردها .. القاضي مهتم جداً بالعائلة ، التي يبدو أنها غير متماسكة بسبب أب ذكوري متعنت ، و المهم هو أن تبدو المرأة بكدماتٍ على وجهها ، و هي تتلقى رفض المأذون الشرعي / القاضي كل مرة لمنحها الطلاق من زوجها – الذي تزوجها حسب " الشريعة الاسلامية " !! ****** الرجل المحافظ ، الذي يصون عائلته ، قد يضرب زوجته ، و يكسر دمية ابنته الطفلة ، و لكنه يكسر عنق زوج أخته في حال تسبب بالأذى لها .. فالأخت لا أحد يضربها إلا ذكور العائلة ، و لا أحد يمنحها أو يمنعها عن الحياة إلا ذكور العائلة ، و ان كانت هذه حالات قليلة التي نجد فيها رجلاً قد يقف إلى صف أخته أمام رجل ذكوري آخر .. ***** الرجل الذي يبيع العطور هو رجل ذكوري جداً ، و المرأة التي تضع العطور خارج المنزل هي زانية حسب " دينهم الاسلامي " ، و هو لا يسمح لزوجته بالخروج من المنزل إلا و هي ترتدي الكوندوم الواقي .. الذي يشعر بالكسل من ارتدائه - أقصد النقاب الأسود ، و المعاصم التي تغطي ذراعيها من أسفل المعطف الأسود ( !! ) هوس جنسي بطريقة سادية ، و مبتذلة ! ******* في الخمس سنوات الماضية ، ظلت حكومة حماس و لفترة طويلة ، تغطي على انتشار أدوية – الأترامادول ، و التي كان يتناولها الشباب الغزي بكثرة ، و هم يرهقون روحهم ، و يدمرون أجسادهم ؛ بسبب العنف و الكبت الذي تمارسه الحكومة عليهم ! و جدير بالذكر هنا أيضاً أن الحكومة تمتلك شرطة ، اسمها شرطة الأنفاق ، و التي كانت تكسب أرباحاً على كل شريط من هذه الأدوية ، و تفرض عليه الضرائب ، و يضطر أن يدفعها التجار ؛ للحصول على راحة بالهم ، و بال العاملين لديهم ! و كأن فتاوي الدين الاسلامي ، التي يتاجرون بها ؛ من أجل اشباع رغباتهم و الفنتازيا الخاصة بهم ، تسمح بالخفاء لكل من هو مقموع أو مكبوت بأن يعيش حالاً من راحة البال في ظل غياب كل هذه المحرمات عن نوع الحياة في الضوء !! ******** في الأشهر الأخيرة سمعنا قصصاً ، و أكدت ذلك صديقة لي ، يعمل والدها طبيباً في إحدى المستشفيات الحكومية حيث وقعت الحادثة ! امرأة وصلت إلى المستشفى ، و هي مصابة بحالة تسمم ، و ضعت لها عائلتها المصون السم بعد أن سمعت من إحدى الذكور حولها أنها تقيم علاقة مع رجل دون عقد زواج ، الأخ الأصغر للابنة كان قد تعاطف معها ، و أوصلها إلى المشفى ؛ ليصل عمها ( و هو قائد في كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس ) ، و هو مستاء لسماعه أخبار عن تحسن صحتها ؛ فيقتلها أمام الأطباء ، و يصيبها بالرصاص ، و هم عاجزين عن التصرف خوفاً من جبروته ! ماتت الابنة ، و لم ، و لن ينفذ أحدهم حكم الإعدام بحق الجاني ، فهو رجل ، و حياته أهم من حياة المرأة " الزانية " ، التي قتلوها دون أي أدنى حق لهم بأخذ روح من جسدها ، هم لا يملكون حق أخذها أو اعطاءها من أي أحد ! ***** لا .. في غزة ليس فقط العدو الصهيوني يقتلنا ، و ليس هو فقط من يحجزنا أو يحطم أحلامنا ، و مستقبلنا .. بل الجهل ، و قلة الوعي ، و احتقار المرأة ، و كبت الحريات ، و تدعيم المحكمة الشرعية ، التي هي ضد كل حقوق الانسان سواء المرأة أو الطفل .. تراكم الإرث القبلي ، و رجال القانون الذكوريين ، و أتباع قادة السلاح ، و أعداء الفكر .. هم أيضاً من الغزاة !
التفرقة الجندرية ، و قمع الاناث ، و الذكور الممنوعون من ممارسة العادة السرية .. والمروجون للزواج ؛ أقصد الاغتصاب المبكر ، و الهوس الجنسي ، و الذكورية السادية ، هي - منذ ما يزيد عن خمس سنوات - العنوان الأدق لوصف حالة غزة المعنوية ، و الثقافية ، و النفسية !
#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
-
حجة خروج
-
متعة الفراق المذّل
-
مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
-
ذكور ممتنعون عن الرجولة
-
نختارُ أن نحلم بوطن
-
حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
-
مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
-
العنف الأسري
-
صرخات أنثى غزية
-
البحر والسينما في غزة قد ماتا
-
مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
-
آلام امرأة غزية
-
تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو
...
-
في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
-
غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
-
عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
-
أذكروا محاسن موتاكم
-
من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور
المزيد.....
-
لحظات مرعبة في إندونيسيا.. تمساح يسحب امرأة إلى النهر ويستعر
...
-
سجلي 800 دينار..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
الملاكمة النسائية في الجزائر.. إيمان خليف تلهم العديد من الف
...
-
نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا
...
-
هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
-
جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
-
الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي
...
-
السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم
...
-
وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا
...
-
من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية
...
المزيد.....
-
الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
المزيد.....
|