|
إبهامات لفقرات متقطعة (10)
محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 16:59
المحور:
كتابات ساخرة
- 1 - حفرنا الماضي على سلالة دينصور، فوجدنا جدنا على حافة ازدهار، فاندثر، و حفرنا في الاقتصاد، وجدنا الأرقام فوق الرؤوس لا تتمزق، و حفرنا في الحضارة: كنا وادا من الزيتون، و كوكبا من التين، و آبار من الزيت، صدرنا الكروم، و استوردنا النبيذ، و الحلي زينة للنساء، لقد كنا على شفة بحر، فتقدمنا، هكذا تلاشى العمر بين التقهقر و الخرافة، و تلاشت الأقلام وسط الأفلام، تبحث عن الجمرات ليلة التهابها، هكذا كنا نتأرجح بين التواريخ المفقودة، في فضاء الغموض، نتراجع، نحكي قصصا للأطفال، نكتب أو لا نكتب، ننشر طلاسم البهتان، نتطاير زبدا في المناخير،التي شمت حلاوة الأحلام، و ما اندثرت، هكذا تواصلنا عندما ثقبنا جلدنا كأفعى تزحف بجلدها من الخلف، تلسع السلف في ولادة الخلف، هكذا أصبحنا نرثي الأبواب لتنفتح للجنون في قالب الفناء و الاستسلام. ما جدوى السرور في مغارة الكآبة، إذا اندثر؟ و ما جدوانا حين ولدنا في قرية أفنت الكلاب، لتجني النباح؟ و هل يطول النباح كل صباح أم يطول السكون و الهدوء، إذا صاح الموال: يا ليل و ما في الليل من ليالي الغرام، و ما فينا من ليل من ظلام في ظلام.
- 2 - مشى القلب من القلب ليرحل بعيدا .. بعيدا، و يتساءل الجبن ليلة الفراق في واد من المتاهات، قد تطول الكارثة، منذ الولادة إلى جرثومة التلاقح، من سلالة جفت صبابتها، أو تطول الفتاوى في جمرة من التعذيب، أو يطول التأويل في كارثة التكهنات، لتكوني شهوة المتلقي الجديد، أو تكوني فراشة وسط الفراشات، مع معركة الجواري، و تتهاوى المآسي بين مأتم و مأتم أو بين معركة البراري، و جراثيم الصناعة، و تتوارى المآسي بين قبة الفقيه، و أوراق الطلاق، إذا لم نقل الفراق في حجرة الذوق، إلى مأتم جديد، هكذا كنت يا امرأتنا بين ألواح التكهن، بين تسابق الفتاوى منذ عقبة(1) و هي تظهر في كل حقبة: لائحة سوداء في برج الطلاق، و لائحة لا تنتهي في ظلم الوراثة، و لائحة تقتلك في جنون الحصار، من باب الأسر تبحثين عن قانون، فكانت قوانين تسترشد بقوانين، إلا قانون التحرر، ولدت آلة في وكر الأمراء، و آلة في صالات التزيين ينقشك الباعة، و تتنزه الأعين في قنوات الإشهار، و أصبحت فرجة منذ ولادة تاريخ عرينا، لا حول لك يا امرأتنا، فلم ينفع العالم في صيد زينتك، من وصف الماضي المنقول بأوزان الخليل أو التأويل في أفق التدجين، و التكبيل، فمن صفع ليلى في كرمها، و من دفن رحمك في قاع لا يعشق إلا الاعتقال: لا فرق بين حجاب الوجه، و حجاب البيت، لكونك في قعر التزمت، سيدا اللمس، إذا لمست، و أنك لوحة رسام، إذا عشقت، و آلة تصبين إذا توسخت، و شارة طبخ إذا تحركت، باختصار أنك امرأتنا في واد الفقهاء، و مأثم الشعراء، قد تكون البداية من النهد إلى الفرج، إلى الكل في الكل، و لم تكوني جمال الذات في الذات، هكذا رقصت، و هكذا خرجت، و هكذا أنت بين حجرة و حجرة، تطاردك الفتاوى وفق التحول ، فكوني ما شئت، و لا تكوني كما أرادوا لك أن تكوني.
- 3 - في زمن التزمت، و التقزم و الاختناق، تتوتر الحروف في صيد البلادة، من حروف المستجدات، و من ضباب الرؤيا، تتكاثر النكت، لتصير سيلا من اللوم، تبحث عن قوائم منغمسة في الأوحال، أيام السطوع، إنه رؤيا للماضي، تتوخى الحاضر فردوسا للمستقبل، و أي تأويل يتأمل كتب التكهن، ليجني التمدن الذي يرقص على حافة التفتح، إنها الجرأة في سيادة القيل و القال، في ضواحي الخيام المنغمسة في ناطحات النفط، أو أنها الرؤيا بلا متأكدات، تبحث عن الحضارة من جبة اللاحضارة، ليكون التعصب سيد الإسمئزاز، من حشود الضباب، و تعقد الواقع، أو إنها الرواية تحكي ما لا يحكى لتحصد شعارات ترن في قلوب بلا عقول، هكذا تنبع السموم من وثوقية الخرافة، لتصنع التكهن من زمن الأساطير، فتصطدم بالألم المنبعث من أوجاع المجتمع، فتتقوقع الرؤوس الملتحية بصفر الوجه، لتخترع من الشعر رقما يميل إلى الصفر، في واقع لولبي الذات، فيتيه الفقيه في كآبته، تلسعه الحضارة في زمن لن يكون راقصه حضارة، و إنما هي حضارة في رقصها تصنع الإنسان ذيلا للإنسان، هكذا أصبح الظلامي يرتدي حلة التزمت، يركب الماضي كل الماضي، ليصنع البديل زمن تصادم الآراء، يفترس الحقيقة من كآبة، و ينحت من الكآبة اللامعقول، قد يكون حلما يسبح في فراغ، أو يكون الفراغ في غياب الملأ يجوب التشاؤم من كثرة الملل.
- 4 - إنها روعة اللاتعارض للجواري و القصور، اللاتعارض للبذخ، و اللاتعارض لكل خبث الدنيا في عالم التحضر، قد يكون باختصار تأسلم النفط ، لحماية النفط لأسياد البترول، أو شريعة الآبار لتصدير ما هو خام، كصيحة في واد. قد نشكو أو لا نشكو: هذا عيب الأسطورة في المعاجم، و عيب السلالة أن تنطق بما دار في علب الشرق الأوسط، في جحيم الغزو و الإبادة، إنها رؤية الأسود بلون الأبيض، و رؤية تصطاد الضباب من شعلة انطفأت ليلة ولادتها، كدنا أن نحصر الأرقام في بلاد تفتي الإعدام من سلالة الصحاري و تستمر وجها لحقيقة النفط، تحتضن التراجع في تأسلم ما لا يتأسلم، لأنه المال يتدفق أو التموين يتباهى، في كل قطر من الأقطار المصطنعة، إنها الخرافة تدون في الكتب، أو الإعلام يتدفق في المكتبات، شهادة شاهد أن الغضب لا يمجد سوى الغضب، و أن الحزب الذي أصبح أحزابا، جاء من سلالة المذاهب، ينفد مجازر، و يمشي ظلاما، في مكان بدون أبواب، يتيه، يتفجر، يثور على ذاته ضمن التيار، إنها صورة الجنة في جهنم، يقتل القاتل المقتول بلا مبرر، و يقتل المجرم البريء بلا سبب، و يقتل القاتل القتلى و يسبح في غموض الحقيقة، هكذا يكون الضباب يجوب الظلام، و ينتشر بلا حدود.
- 5 - غيلان(2) يستنشق الهوى من كاتب الهواء، فهو المتأمل فينا في عصر كان، و ولى، قد يكون الحجاج(3) يحيى في عصرنا، أو يكون التعصب ينبت في زماننا، ليصطاد بنجلون(4)، أو أن بوملي(5) عانق بنعيسى(6)، ليرحلوا في الخفاء بكومة الظلام، إنها كارثة يا جهم(7)، و نخشى بأن يطول الإستنشاق، فيبلع فودة(8) المرصوص في واضحة النهار إلى الأبد: وجهان لعملة واحدة، أنظمة النفط، و العصا لمن استعصى عن الفهم. لكم الشرف، و كل المؤن، لأنكم جيدون و جديرون في الخلق و الإبداع، جيدون اكتبوا من عالمكم عالمنا، الذي بدأناه منكم لحظة الغياب، جيدون كل حسب متاهاته. 1 – جيد يا آيت الجيد(9) بأن تكون آياتنا التي بنيناها بكد السابقين، و اللاحقين، جيد بأن تطول قاموسا لأحفادنا الذين بنوا سلالة أجدادهم أسم عامل(10) حين نسخ من ظلام لهجة الظلام بتصور التعقد. 2 – جيد يا بوملي(11) في روحنا، و انتشر كتكوتا من جوف مروه و احتمل الظلام حين غاب النور. 3 – جيد يا مروه(12) و عانق مهدي(13) و انتشروا فردوس القادمين لحظة الصبابة تشتاق للنور ليتجلى الظلام. 4 – جيد يا عمر(14) حين خطفوا التنظير بالعصا، و رفعوا رايات الجهل، و خبت التعصب في الشوارع، فكن يا عمر من عالم لم يدجن بعد، و كن يا عمر من طينة لا تحتمل التأقلم إلا بموقف و احد، و جرأة واحدة: لا لعالم المتاهات في فراغ.
- 6 - " إنه زمن مكسور من جهة الماضي، مبتور من جهة المستقبل، و الحاضر فيه يتفتت ..."(15) إنه زمن الظلامي المشتت بين السهو و الجنون، زمن الفكر المنغلق بلا نهاية، يتصلب، يشتد ليتأبد فينتهي إلى حيث ولد، لكن لكل زمن تلاوينه و اضطهاده، و عندما استيقظوا من السهو اعتقدوا أن السماء تمطر الذهب، فانتظروا الماس من أمطار لا تتهاطل إلا حجرا، و ولد التأويل من المجهول إلى المجهول، فرجعوا إلى السهو يبحثون عن ماضيهم: كان ليلة من ليالي مقتل عثمان(16) إلى آل عثمان" فلتفكك نظم من الفكر و الاقتصاد و السياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدى لجديد ينهض في حشرجة الحاضر و تقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة انقراضها..."(16) هذا هو زمن التزاحم، زمن الموت في بلادة، أو زمن هول الحقيقة التي هي كهل البهتان، إنه التحالف في غموض، و الاستمرار في معمعة الضباب، قد تكون الكارثة منذ ولادتها، أن تنمحي الخريطة ليجداد البؤس، أو الخريطة تروي أعشابها في صيرورة البناء، الذي يحتمل التمدن، الذي يوازي التحضر، أيلعن الجديد القديم و يستمر؟ أم القديم يحتضن الجديد، و يتحبس النمو زمنا، لا حصر فيه للمداد، عندما يتمزق الورق؟ أم غربلة القديم بالجديد و يتهيأ لحاضر مزركش بابتكار الإنسان؟ أم غيمة تشتهي غيمة لتطفو راية الظلام ؟ صورة تتزاحم بين الصور، تقشعر لتدفن التاريخ في مأتم، لتعلن الولادة في زمن ما، داخل مكان ما، قد يكون إيران، أو السودان، لا يختلف عي رياض، أو عمان... إنه تأسلم الأقنعة، تغطى بجديد الأقنعة، و تنتشر، إنه تأسلم الساسة، يغزو الأكياس الفارغة. " فلتصطف الأيدي المقطوعة بالسيف المتجدد، و الجوع المتفرد و لتمتد أصابعنا صوب الزاني المشغول برحم ضحيته القرشية و لتصرخ أطراف الأيدي المقطوع جهرا، و المقطوعة سرا أن الجوع الحاكم يقطع أيدينا ..."(17) و أننا حبلى بالابتكارات، و يوم ابتكروا السم من رحم التأويل، ابتكروا سلالة القردة، من رحم " النشوء و الارتقاء،"(18) فانشطرنا إلى زمانيين: زمن ولادة شيء من لاشيء، و زمن لا شيء من لا شيء، خالف تعرف، أو خالف تقتل، هذا هو زمن تضارب الآراء، و تفشي الظواهر من كل صوب، و حدب... ! " سيسقط بعضنا و الشوك محتشد، سيحرق بعضنا و الشمس حامية، سيقتل بعضنا، و الموت رمح في عباب الدرب منشك "(19) فلنتجمع حول حكايات في زمن التقصي، و نتصارع، أو لنقل لا لأناس تصارعوا بالقيم، و اختلفوا في المذاهبـ و اتفقوا على كون المرأة عوراء، لا لأناس أكلوا من زبد التعصب صنارة، فاصطادوا كل الأذكياء بفتوى الإبادة. " فيا فقراء اهجموا سنغير كل الأثاث العتيق و نستبدل السم بالنار في كل بيت و نرسم للوطن الصعب صورته نتذكر ما سوف يأتي و نأتي "(20).
الهوامش:
(1) عقبة بن نافع الفهري (2) غيلان الدمشقي (3) الحجاج بن يوسف الثقفي (4) (14) عمر بن جلون زعيم سياسي مغربي مرموق اغتيل من طرف الشبيبة الاسلامية بالمغرب. (5) (11) طالب جامعي من الطلبة القاعديين اغتيل من طرف القوى الظلامية بالمغرب (6) (9) ايت الجيد بن عيسى طالب جامعي من الفصيل القاعدي بالجامعة اغتالته القوى الرجعية في المغرب (7) جهم بن صفوان (8) فرج فوده (10) (13) مهدي عامل (12) حسين مروه (15) (16) نقد الفكر اليومي / مهدي عامل / دار الفارابي –بيروت – لبنان / (ص: 17-19) (17) (19) (20) طائر الوحدات / أحمد دحبور (18) نظرية داروين التطورية
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوح امرأة (3)
-
ابهامات لفقرات متقطعة (9)
-
بوح امرأة (2)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (8)
-
بوح امرأة (1)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (7)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (6)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (5)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (4)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (3)
-
ابهامات لفقرات متقطعة (2)
-
إبهامات لفقرات متقطعة (1)
-
صور من واقع مضى ! الصورة : 10
-
اشتراكية العالم العربي أم ليبراليته؟
-
صور من واقع مضى ! الصورة : 9
-
صور من واقع مضى ! الصورة : 8
-
صور لواقع مضى ! الصورة: 7
-
صور من واقع مضى ! الصورة: 6
-
صور من واقع مضى ! الصورة: 5
-
صور من واقع مضى ! الصورة: 4
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|