|
وعَلَى الأقْبَاطِ .. السَّلامْ 1ـ2
كمال الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 10:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هزتنى كلمة شفيفة للكاتب الصحفى تاج السر مكى (الأيام ، 19/2/04) ، ينوِّه فيها بالنشاط الوطنىِّ والاجتماعىِّ البديع الذى ظلَّ يمارسه ، منذ حين ، المهاجرون السودانيون الأقباط بمدينة سدنى الاستراليَّة ، وعددهم ستة آلاف ، حيث شيَّدوا منتدى مفتوحاً لكل الجالية السودانيَّة هناك ، بكلِّ مِللها ونِحَلها وانتماءاتها الاثنيَّة والدينيَّة ، وأصدروا صحيفة أسبوعيَّة تعنى بأخبار السودان ، وتعرِّف بثقافاته المتنوِّعة ، وتطرح المشكل السودانى لحوار ديموقراطى واسع ، وتنشر ذكريات الكثيرين منهم فى الوطن عموماً ، وفى بعض مدنه كأم درمان وعطبرة بوجه مخصوص ، كما أسَّسوا إذاعة تبث برامجها السودانيَّة لمدة ساعة كل يوم. ذكرتنى هذه الكلمة المنتبهة بما كان قال لى جوزيف لطيف صباغ ، عضو المكتب السياسى لحزب الأمَّة القومى ، عندما لقيته ، بالمصادفة ، واقفاً يضاحك ثلة من قدامى أصدقائه فى بهو الفندق الكبير بالخرطوم ، وقد عاد ، لتوِّه ، من مهجر بعيد كان لاذ به منذ خواتيم ثمانينات القرن المنصرم ، ضمن ظاهرة الأمواج المتلاطمة من هجرة السودانيين ، وقتها ، والأقباط منهم بالأخص ، فى عقابيل انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م ، وسألته ، غير عامد بالطبع ، وإنما تحت وطأة حالة من الضجر السياسى تنتاب المرء أحياناً على غير إرادته: ما الذى أرجعك يا رجل؟! فإذا بعينيه تشعَّان ، وكل عضلة فى وجهه تختلج ، وهو يجيبنى بحماس ، وبحنجرة تغصُّ بحنين صادق: أقسم يا أخى أن يوماً واحداً فى السودان يعدل كلَّ تلك السنوات الضائعة! إن أكثر ما يفرِّقنا ، حقاً ، هو الذى لا نجرؤ على الحديث عنه صراحة ، على قول سديد لفرانسيس دينج! وأكثر هذا الذى لا نجرؤ على الحديث عنه صراحة هو واقع الاستعلاء الجهير فى حمولة الوعى الاجتماعى العام فى بلادنا. فصورة (القبطى) فى الذهنيَّة (السالبة) للمستعرب المسلم المتوسط reasonable person فى السودان هى صورة (اللامنتمى)! ولهذا فقد يستغرب هذا المستعرب المسلم كلمة مكى وقول صبَّاغ ، بل وقد لا يُصدِّقهما أصلاً! ذلك أن أكثر ما تحتقن به ذهنيَّته السائدة هذه ، برغم مقت الاسلام للاستعلاء العِرقى ، هى أوهامه الفادحة perceptions عن (ذاته) ، باعتبار أنه هو وحده (ود البلد) ، وعن (الآخر) ، باعتبار أنه إما (حلبى) وإما (عبد) ، وكلاهما ، فى النهاية ، محض مُساكن عرَضىٍّ لا يؤبَّه به فى شأن الوطن ، ولا يُعوَّل عليه فى الملمَّات! لا مرية ، بالطبع ، فى كون المسئوليَّة التاريخيَّة عن تغذية هذه النزعة العِرقيَّة والثقافيَّة المهمِّشة marginalizing (للآخر) فى الأوساط الشعبيَّة ، والتى يُصطلح عليها فى علم الأنثروبولوجيا (بالمركزويَّة الاثنيَّة) ، إنما تقع ، بالأساس ، على عاتق التيار (السلطوى/ التفكيكى) وسط نخب الجماعة المستعربة المسلمة السائدة ، لما تمتاز به هذه النخب من زاد معرفىٍّ يكرِّسه هذا التيار فى خدمة الطبقات الاجتماعية التى أفرزت هذه النزعة ، وأرادت لها أن تتخذ طابعاً شعبياً ، فتولى هذا التيار أدلجتها. على أنه لا يمكن ، بالمقابل ، تبرئة التيار (العقلانى/التوحيدى) من مسئوليَّته التاريخيَّة فى عدم التصدِّى للظاهرة ، بما يكفى لنزع الأقنعة عن هذه الأيديولوجيَّة الزائفة ، وتعرية المسكوت عنه فى علاقاتنا الاثنيَّة ، من جهة ، ولتغليب ثقافة التسامح ، من الجهة الأخرى ، لا كمِنة يتفضل بها الأسمى على الأدنى toleration ، بل كقاعدة احترام تلقائىٍّ للآخر المختلف tolerance ، باعتبار أن ذلك هو الأساس الذى يجب أن تنبنى عليه الوحدة ، وطريق الخلاص الوحيد المتاح للأجيال القادمة من مأزقنا الوطنىِّ الراهن. ولعلَّ ألزم ما يلزمنا ، فى هذا السياق ، هو أن ندرك ، ابتداءً ، وبعمق ، أننا ما نزال أمَّة تحت التكوين in the making. وأن الاستخدامات المجازيَّة لبعض المصطلحات الشائعة فى توصيفنا ، (كالشعب السودانى) و(الثقافة السودانيَّة) وما إليهما ، إنما تصادم ، فى الواقع ، حقيقة كوننا شعوباً متعدِّدة ، وثقافات متنوِّعة. فبقدر ما يشكل كل شعب وثقافة (ذاتاً) منسجمة فى منظور وعيه الهويوىِّ بنفسه ، يشكل أيضاً (آخر) فى منظور (الغير) المختلف ، مِمَّا يضع (التعارف) على رأس الشروط الأوليَّة اللازمة لجعل (اختلاف) هذه (الذوات) المتعدِّدة المتنوِّعة نعمة ، لا نقمة! لكن عقدة (المركزويَّة الاثنيَّة) ، وغشاوة (الاستعلاء) التاريخى ، مع انعكاساتهما السالبة فى ذهنيَّة ووجدان (الآخر) ، أضرَّت كثيراً ، وما تزال ، بسلاسة هذا (التعارف) ، إلى درجة أن أحداً لا يستطيع ، إلا بالكثير من حُمرة العين ، أن يزعم ، اليوم ، وبعد كلِّ هذه القرون الطوال من التساكن المتوتر ، أننا (نعرف) بعضنا البعض ، بمستوى يجعل من اقرارنا بحقيقة (تعدُّدنا وتنوُّعنا) واقعاً حياتياً متعيِّناً ، دَعْ احترامنا لهما فى الممارسة التلقائيَّة ، لا مجرَّد الاكتفاء بوضعهما ، حلية زينة ، فى النصوص الدستوريَّة والقانونيَّة المُرائية ، على ضرورتها! مع ذلك ، وعلى أهمية استبصار السوالب لأغراض حسن الاعتبار ، فإن القدر من التراكم الايجابى الذى وقع لنا حتى الآن ، بشق الأنفس ، فى هذا الاتجاه ، على نقصه وقصوره البائنين ، هو الذى يستوجب الدَّعم والتأكيد ، حقاً ، عن طريق تعهُّده بمقاربة حثيثة تسلط حزماً كثيفة من الضوء عليه ، وترُدُّ الاعتبار لحقائقه فى الثقافة والاجتماع والتاريخ ، وتجلى، بدأب وحدب ، ما قد يكون انطمر أو انطمس من هذه الحقائق فى الذاكرة الجمعيَّة بفعل خراقة السياسات التربويَّة والتعليميَّة والاعلاميَّة. هذا الجانب الايجابىُّ ، ورغم ضجَّة الراهن المعلول بالسوالب ، هو الذى ينبغى أن نكِدَّ فى سبيل بقائه فى المدى القريب ، ورسوخه فى المدى المتوسِّط ، ثم الارتقاء به فى المدى البعيد، كى يصبح الأكثر وثوقاً فى تشكيل بنية الوعى الاجتماعى مستقبلاً ، والأكبر تأثيراً ، من ثمَّ ، على نسيج (السلام) المستدام و(الوحدة الوطنية) المأمولة. وليس ثمَّة شكٌّ ، بادئ ذى بدء ، فى وشائج القيم الروحيَّة والأخلاقيَّة التى تشدُّ الاسلام والمسيحيَّة إلى بعضهما البعض ، بما يجعلهما متقاربين إلى حدِّ التطابق أحياناً. ففى منظومة قيم (السلام) ، مثلاً ، نجد المعنى المشترك بين تسمية الحق عز وجل لنفسه ، فى القرآن الكريم، "بالسلام" (23 ؛ الحشر) ، وبين تأكيد الكتاب المقدس بأن "الله هو إله السلام .. منه السلام وإليه السلام وبه السلام". كما نجد ، ولا بُدَّ ، نسباً روحياً وثيقاً بين اقتران هذه الدلالة السامية (للسلام) بقيم (العدالة الاجتماعية) فى قوله تعالى: "ونريد أن نمُنَّ على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمَّة ونجعلهم الوارثين" (5 ؛ القصص) ، وبين بشارة الكتاب المقدس: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض". وإلى ذلك أيضاً قول النبىِّ (ص) فى الحديث الشريف: "ليس منا من بات شبعاناً وجاره جائع" ، وقول عمر بن الخطاب (رض): "ولانا الله على الأمة لنسد لهم جوعتهم ، ونوفر لهم حرفتهم ، فإن أعجزنا ذلك اعتزلناهم" ، من جهة ، والمواعظ الكنسية التى تحضُّ حضاً ، من الجهة الأخرى ، على فضيلة "ألا يجوع واحد فينا بينما الآخر يتخم من الشبع .. ولا ينام أحدنا وهو جائع أو مظلوم". ولئن شدَّدت التعاليم الكنسيَّة عموماً على أن السلام يمنح (السعادة الكاملة) فى (العدالة) و(الرضا) ، فإن (العدالة الاجتماعيَّة) تشكل أيضاً أحد أهمِّ المقاصد الكليَّة للتعاليم القرآنيَّة ، حيث جعل الله (الانفاق) ، كوسيلة لإعادة توزيع الثروة ، من مطلوبات (التقوى) ، بل وساوى بين هذا (الانفاق) وبين (الإيمان) و(الصلاة): "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" (2 ـ 3 ؛ البقرة) ، كما وجعل (الانفاق) من أهم وجوه فعل (الخير) التى يجزى عنها بقوله: "يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلون من خير فإن الله به عليم" (215 ؛ البقرة). وطابق سبحانه وتعالى بين المفهومين القرآنيَّين (للخير) و(العمل الصالح): "والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً" (46 ؛ الكهف). وفى تفسير القرطبى عن ابن عباس أن (الباقيات الصالحات) هى كل (عمل صالح) من قول أو فعل. وفى مستوى آخر ، ومع التسليم بإعلاء الاسلام لفضيلة العفو والصفح ، وحضِّ المسيحيَّة على "إدارة الخد الأيسر" ، إلا أن هذه القيم ذات الصلة الوثيقة (بالسلام) لا تتحقق بغير استيفاء أشراطها واستحقاقاتها الموضوعية. (فالعفو) لا يكون فضيلة فى الاسلام إلا بعد توفر شرط (القدرة) على نقيضه ، وتلك هى دلالة "العفو عند المقدرة". ومن الجهة الأخرى اجترح القس الجنوبافريقى ديزموند توتو فهماً عصرياً (للصفح) المسيحى فى ما أسهم به من معالجة لآثار التعانف التاريخىِّ المتطاول فى ذلك البلد بأسلوب (الحقيقة والمصالحة) ، استلهاماً لروح الكتاب المقدس ، بحيث لا يكون المطلوب (نسيان) الجراح ، بل (مداواتها). فالشرط الأساسى لتطبيق هذا الأسلوب هو حصول الضحايا على اعتراف صريح ، مستقيم وكامل ، مقروناً باعتذار علنى من جلاديهم ، فى ما يشبه طقس (التطهُّر الكنسى) ، أو ما يستوفى ، فى الاسلام ، شرط تعديل المواقف ، بحيث يصبح الضحايا فى موقف (القدرة) على أخذ جلاديهم باعترفاتهم ، فتنفتح الابواب ، بعد ذلك وليس قبله ، لاحتمالات العفو ، حين تطيب النفوس المكدودة ، ويسكن الألم الشخصى ، ولا تتبقى سوى الموعظة التاريخيَّة كضمانة معنويَّة قويَّة لعدم تكرار مثل تلك الممارسات مستقبلاً. ومن نافلة القول أن من يرفض ذلك لا يعود أمامه سوى المثول أمام المحكمة ، فى دولة يفترض فيها احترام القضاء المستقل ، كى ينهض حكم القسط على ساقيه وتأخذ العدالة مجراها. وإذن فإن (السلام) لا يكون حقيقياً ولا مستداماً بغير توفر هذه الأشراط والاستحقاقات فى الاسلام والمسيحيَّة ، وهى أشراط واستحقاقات أبعد ما تكون عن مجرد (التسليم) المجانىِّ بالأمر الواقع. وهناك أيضاً القاسم المشترك فى بعض وجوه التطبيق النموذجى السودانى بين العقيدتين ، حيث شكل حسن المعاملة ، بأكثر من جفاء التلقين ، مداخل المسيحيَّة إلى المجتمعات المحليَّة فى تاريخ السودان الحديث ، مثلما كان قد عبَّد نهجاً مرموقاً أيضاً للمتصوِّفة الأوائل فى نشر الاسلام فى البلاد ، بل وما زال يعبِّد ، حتى الآن ، طرقاً سالكة للمعاصرين منهم إلى قلوب الناس. ونسأل الله أن يسبغ رحمته ورضوانه على الشيخين الصالحين عبد الرحيم البرعى وعبد العال الادريسى اللذين روِّعت بلادنا بفقدهما مؤخراً ، كما نسأله ، جلَّ وعلا ، أن يردَّ غربة الشيخ الجليل حسن الفاتح قريب الله ، ليعود يرفل فى ثياب العافية بين أبنائه ومريديه الكثر ، فلطالما جعل الله أفئدة من الناس تهوى إلى رقائقهم ، أجمعين ، وحسن معاملتهم. وفى الحديث الشريف: "الدين المعاملة"، كما وفى الكتاب المقدس: "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة فأنا وسطهم" ، بمعنى عدم الاحتياج ، فى كل مرة ، لبناء كنيسة. والأمثلة كثيرة. لكن (السلام) ، بطبيعته ، ليس محض قيمة معلقة فى مطلق فضائها العقيدى ، بقدر ما هو ساحة علاقات اجتماعيَّة ملموسة. والنصوص الدينيَّة لا تشتغل ، عملياً ، إلا عبر التركيبة الذهنية والنفسية التى تفرز تصوُّرات المؤمنين عن (الذات) و(الآخر) ، من خلال معاملاتهم تحت الظرف الاقتصادى السياسى والاجتماعى الثقافى المحدَّد. فلا يكفى ، إذن ، لأجل أيَّة مقاربة جادة لموقف هذه المجموعة الإثنيَّة/الطائفية أو تلك من قضية (السلام) ، محض الاقتصار على استذكار حمولة النصوص المقدَّسة من منظومات القيم ، فلا مناص ، بالتالى ، من مداخل أوثق صلة بالتصوُّرات التى تتمظهر فى السلوك العملى للمجموعات المختلفة من خلال ممارستها لعلاقاتها الاجتماعيَّة. وهى ، بالضرورة ، مداخل سوسيو ـ ثقافيَّة. إن باب (التديُّن) السودانىِّ (بالمعاملة) يذخر ، قديماً وحديثاً ، بالكثير من النماذج المضيئة التى تستحق أن ترفع فى وجه (الاستعلاء) ، وأن يُهيأ لها الذيوع والانتشار ، لا فى بطون الكتب أو ذاكرة الحكائين ، فحسب ، بل وفى مناهج التربية والتعليم وأجهزة الاعلام ووسائط الاتصال الجماهيرى كافة. من ذلك ، مثلاً ، أن الشيخ ادريس ود الأرباب ، عندما اعتزم ملك سنار مصادرة أراضى المسيحيين بعد تدمير سوبا ، أفتى بحرمة ذلك كون تلك الأراضى قد غصبت من المسيحيين ، رغم أنه كان موعوداً بنصيب فيها ، مما اعتبره ود ضيف الله فى (كتاب الطبقات) دليلاً على ورعه ، فكتب يقول: ".. ومن ورع الشيخ أن الملك بادى بن رباط .. جمع كبار الفونج مثل شوال ولد أنفله ونقى شيخ حوش داره وقال لهم شيخ ادريس شيخى وأبوى دارى من العسل إلى البصل باقسمها له النص فامتنع الشيخ وقال لهم هذه الدار دار النوبة وأنتم غصبتوها منهم أنا ما بقبلها الرسول قال من سرق شبراً من الأرض طوقه الله يوم القيامة به من سبع أرضين". وما تزال الذاكرة الامدرمانية تختزن مأثرة (خلوة بولس) كملمح بليغ للتسامح الدينى ، وأثر شديد الافصاح عن عبقرية المكان. فقد نزح القبطىُّ الأرثوذكسىُّ بولس مع أسرته من صعيد مصر ليستقر على تخوم ود اب روف وبيت المال بأم درمان ، ولينشئ تلك (الخلوة) ذات المساقين: تعليم المسيحيَّة لأبناء المسيحيين ، وتعليم الاسلام لأبناء المسلمين ، علاوة على تقديم وجبة مجانية للجميع. وهكذا لم تحُل قبطيَّة بولس دون إلحاق الكثير من المسلمين أطفالهم بخلوته ، طوعاً ، وعن محبة وتقدير. وفى سلالتها نفر من مشاهير الشخصيات السودانية التى لعبت أدواراً مهمة فى شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى البلاد ، كالدكتور وديع حبشى ، الخبير الزراعى العالمى والوزير السابق ومدير مشروع الجزيرة الأسبق وأول رئيس للنادى القبطى عند تأسيسه فى 1978م ، والسيد نجيب يسا ، مدير مصنع سك العملة الأسبق وسكرتير نادى المريخ الأسبق. ويروى حسن نجيلة ، فى (ملامح من المجتمع السودانى) ، واقعة أخرى ، من الحقبة الاستعماريَّة ، عن الشاعر القبطى صالح بطرس الذى استفز وطنيَّته تطاول العهد بمسجد أم درمان الكبير وهو ناقص البناء ، منعدم المئذنة ، والتبرعات ما تنفكُّ تجبى له فى كثير من البطء ، فأنشأ قصيدته الشهيرة: "يامسجداً مطلت بنوه بعهده" ، والتى كان لها أثر كبير فى إشعال الحماس للاكتتاب حتى اكتمل البناء. وهكذا أيضاً لم تحُل قبطيَّة بطرس دون أن يرى ، بعين بصيرته ، فى الانشاد لأجل إكمال بناء مسجد أم درمان الكبير عملاً (وطنيَّاً) يحبه الله. والنص الكامل للقصيدة منشور ضمن كتاب سعد ميخائيل ، القبطىِّ هو الآخر ، والذى أصدره عام 1925م ، للتعريف بالحركة الشعريَّة فى البلاد ، أوان ذاك ، تحت عنوان: (شعراء السودان) ، مسلمين ومسيحيين على السواء. (نواصل)
#كمال_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحَرَكَةْ: مِن الثَّوْرَةِ إلى .. الدَّوْلَةْ!
-
لَيْسُوا -رِجَالاً-؟!
-
اللُّغَةُ .. فِى صِرَاعِ الدَّيَكَةْ
-
للذِّكرَى .. نُعِيدُ السُّؤالْ: الحَرَكَةُ: حُكومَةٌ أَمْ ..
...
-
مِن الدَّوحَةِ إلى سَانْتِياغُو مَا لا يَحتاجُ لِزَرْقَاءِ ا
...
-
القُوَّاتُ الأَدَبِيَّةُ المُسَلَّحَةْ!
-
الحُكومَةُ والكُتَّابُ فى السُّودانْ (2) إِتِّحَادُ الكُتَّا
...
-
الحُكومَةُ والكُتَّابُ فى السُّودانْ (1) مَشْرُوعِيَّةُ الغَ
...
-
حِسَابٌ أَمْ .. -كُوَارْ-؟!
-
مُفَاوَضَاتُ القاهِرَةْ: مُلاحَظاتٌ أوَّلِيَّةْ (3)
-
(2) مُفَاوَضَاتُ القاهِرَةْ: مُلاحَظاتٌ أوَّلِيَّةْ لَعْنَةُ
...
-
مُفَاوَضَاتُ القاهِرَةْ: مُلاحَظاتٌ أوَّلِيَّةْ (1) المِحْوَ
...
-
يا -لَلْخِتْيَارِ- فِى البَرْزَخِ بَيْنَ الحَيَاةِ وَالمَوْت
...
-
القَاعِدَةُ .. والاِسْتِثْنَاءْ !
-
مَرْجِعِيَّةُ الاتِّفَاقِ .. الوَرْطَةْ!
-
مَطْلُوبٌ .. حَيَّاً!
-
جَنْجَوِيدُ العُرُوبَةْ!
-
الكَمَّاشَة!
-
فِى مَأْزَقُ الهُجْنَةِ والاسْتِعْرابْ!
-
فِى مَدْحِ -الجُّنونِ- بِمَا يُشْبِهُ ذَمَّهُ! مَنْ ترَاهُ ي
...
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|