|
الترهيب والاستهلاك
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 16:43
المحور:
كتابات ساخرة
الترهيب والاستهلاك في المحطة المؤدية الى مدينة الهدف،وقفت شابتان عربيتان في انتظار حافلة او تاكسي،ولم يكن من الصعب على الناظر،أن يخمن انهما عربيتان رغم ارتدائهما للزي العالمي ،بنطلون طويل وقميص لا يشف عن شيء في هذا القيظ الشديد.فغير العربيات في هذا الطقس يرتدين بنطلون شورت او تنورة قصيرة جدا-ميني-وتي شيرت شفاف او قميص يظهر اكثر مما يغطي من صدر الفتاة!!اما فتاتانا ورغم ان شعرهن مكشوف ،الا انه لم يظهر منهما سوى جزء بسيط من النحر ،فالقميص لم يغلق بشكل محكم.وهكذا يمكن التميييز بين العربية وغير العربية،والتي تبدو في هذا "الفضاء"المتحرر، كمتزمتة! وقف سائق تاكسي ،وصعدت الفتاتان الى التاكسي في طريق العودة من الجامعة الى البيت ،بعد يوم شاق وصعب ،ما بين "وعثاء"السفر والجلوس في قاعة المحاضرات التي كانت بلغة غير لغة الام. وما أن اخذتا مكانيهما في التاكسي ،حتى استمرتا في حديثهما السابق والذي تمحور في تبادل الاراء والضحكات حول ما مر بهما من احداث في يومهما. جلس امامهما شابان في الثلاثينات من العمر،وبدأا باطلاق التعليقات الجارحة،وفق سياسة "الحكي الك يا كنة واسمعي يا جارة". -اترى ما وصل الحال بالصبايا العربيات ،يسافرن لوحدهن ويتعلمن في الجامعات و....و.....و....مما اثار حفيظة الفتيات فرددن بالمثل وبنفس التكتيك. تطورت الامور الى كلام بذيء اشبه بالشتام منه ،بأبداء الرأي،فتطوع من بالتاكسي وانبرت شابة للدفاع عنهما،وقرعت المتطفلين اللذين لا يملكان اي حق في التدخل بحياة الاخرين. صمت الجميع ،لكن الشابين وما ان نزلت فتاتانا في نفس المحطة ،وافترقتا كل في اتجاه،حتى رن هاتف احداهما ،وسمعت من خلال الهاتف،احد الشابين يخاطب زميلتها بالصراخ قائلا" -انت يا "شرموطة"،غطي بزازك!!!(اي نهديك) لمن لم يفهم ! ليس هذا من نسج الخيال ،بل قصة حقيقية.انها قصة "الحق"الذي يعطيه لنفسه كل معتنق للوهابية،في بلاد العرب والمسلمين،بأسم "الاخلاق"و"الدين"و"العادات". لا نريد الخوض في مهنة هذين،وما ارتكباه من تعد على حدود الدين بقذف المحصنات،بل من المخاطرة في صراع عائلي قد لا تحمد عقباه ،لكن يتبقى السؤال،انى لهما هذه الصلاحية في "الاعتداء" على الحرية الفردية؟؟؟؟؟؟؟؟ والاصل يكمن في رأيي المتواضع ،الى ثقافة القمع التي تنشأعليها الفتاة بل والصبي العربي،ثقافة تعتمد على الترهيب في الوصول الى اهدافها ؟وترى في الحوار ومحاولات الاقناع ،مضيعة للوقت ،وهدرا للطاقة!!عدا عن الاعتقاد ،ان استعمال العقل ترف ومن الكماليات!!واختلاف الرأي تهديد للنسيج الفكري المتنمط(من نمط)!مما يؤدي في النهاية الى "استهلاك" بل واجترار عادات وافكار وانماط سلوكية ،تلائم عهد الديناصورات!!!!!! وتكتيك الترهيب ليس حكرا على العرب والمسلمين ،بل ان الشركات الكبرى التي تريد ان تبيع منتوجا ما (كريم لحماية البشرة مثلا)،فانها ترهب الناس بمخاطر السرطان على سبيل المثال ،ولا تركز على "الفوائد"،اذا كانت هناك فوائد اصلا!! اما شركات السلاح ،فعادة ما تخلق خطرا محدقا "امبراطورية الشر"في عهد مولانا رونالد ريغان ،والترهيب من خطر انتشار "الفكر الملحد" وتجنيد "مجاهدين" في سبيل دحر الالحاد!!!!وكاد ريغان ومن تلاه ،ان يحظى بلقب امير المؤمنين والمجاهد الكبير وحامي حمى الدين وناصر اهل السنة والمؤمنين!!!!!!فتبرع للمجاهدين ب 3 مليار دولار ،ولطالبان بأقل من ذلك.والهدف بيع السلاح ،واستنزاف طاقات الشعوب ،والعزف على اوتار الطائفية،وما الى ذلك من دمار،يكتوي بناره العرب والمسلمون ،ويعيش غالبيتهم دون اي ثقة بأنهم يملكون ثمن وجبة عشائهم!!!وكل هذه الاموال من خزينة "ولاتهم"الوهابيين في المهلكة ومسايخ الخليج(لا ليس خطأ املائيا)مسايخ هو جمع تكسير لمسخ!!!! ولتمرير هذا الاسلوب الترهيبي،فأن "دعاة" ما يسمى باهل السنة والجماعة ،يتكفلون بذلك وعلى مدار الساعة،فقد انشأت لهم المهلكة ،مستعينة بالعلم الغربي الكافر قنوات لا حصر لها ،تهدد المسلمين والمسلمات من مخاطر استعمال العقل،لأن هذا يؤدي الى التشكيك في عنعناتهم ،ويودي بهم في نار جهنم!!!وتبعا لهذا فأن المحرمات المؤدية بصاحبها الى النار اكثر بالاف الاضعاف مما حرمه القرأن!!!!!!وليس بمسغرب ان تتحول برامج الافتاء على الهواء ،الى ساحة استعراض للوساوس، التي اكتسبها المسلم ،من "دروسهم" في الفضائيات وعلى الشبكة العنكبوتية!مما زاد في استهلاك "برامجهم" وكتبهم" "وافكارهم"،اصافة الى انتشار اللباس الصحراوي!!!!!! "فالخطر"الفارسي الصفوي على سبيل المثال ،هومصطلح قومي سياسي ترهيبي ،يطلقه الحكام ،لخلق اجواء من الرعب والخوف على الحياة ،فتسلم الشعوب قيادها للمنقذين من ملوك وامراء وفقهاء، واما "فقهاؤهم" فيصبغونه بصبغة دينية ،فهؤلاء هم رافضة ،يسبون الخلفاء وامهات المؤمنين ،وما الى ذلك من تصعيد للنعرات الطائفية ،حتى اننا سمعنا من احدى قنواتهم ،ان اليهود افضل من الشيعة!!!!!!!!!مما يؤدي بالمؤمنين لتسليم قيادهم الديني لهؤلاء الجهلة!!! وانا شخصيا ،ارى ان الافضلية للمتقين ولا يهم الى اي دين ينتمون! وهكذا ،فالترهيب من الخطر الفارسي المصطنع ،يصب في صالح اصحاب النفط الحقيقيين ،وهم الشركات الكبرى في الغرب وفي امريكا تحديدا!وكذلك نتانياهو الذي حول قضية تطوير السلاح النووي الايراني ،الى قضية العرب والمسلمين "الوهمية"، التي ستنتزف اموالهم ،والتي لا يستفيدون منها اصلا!!!!!!!!بعد ان لعبوا بالقضية الفلسطينية 6 عقود واكثر!فهم بحاجة الى موضوع تسلية والهاء "لقطعانهم"!! الترهيب يزيد الاستهلاك، استهلاك السلع واستهلاك ترهات الوهابية، ومشايخها الذين يخرجون علينا كل يوم "بجديد وغريب ومبتدع"!!!!!!!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العشق السرمدي
-
الكذب والصحة النفسية
-
الاغتصاب والجلد .....وجهان لعملة واحدة
-
احتجاجات سلمية
-
اهتزاز العرش
-
الخنزير الطيب
-
وردة في حقل من الاشواك
-
محمد قام من بين الاموات.
-
مالك في خطر
-
كروان حيران!
-
عنزة ولو طارت ......وتحطيم الاصنام
-
الاباء المجددون للديموقراطية
-
كاهنات القمع
-
جائزة للسارق
-
43 ثانية ضوئية
-
رهاب او خواف الالعاب الاولمبية ومضارها
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|